اقتباسات من كتاب يشبه القاهرة

البَصيرة

‫ ليست التي تَجعلُك تَقَعُ في حُبِّ أشخاصٍ

‫ لا تَعلمُ عنهم سوى نَظراتهم

‫ ورائحةِ عِطرهم

‫ بل البَصيرة التي تَجعلُك تُوقِنُ أنهم في وقتٍ ما

‫ سَيَقعون في حُبِّك أيضًا

كُنتُ طفلةً

‫ وكُنتُ أذهبُ مع أبي

‫ كُل عامٍ إلى رأس البر

‫ كان الأطفالُ يَبنونَ بيوتًا

‫ من الرَّمل

‫ وكُنتُ أصنعُ حُفرةً

‫ حُفرةً عميقةً

أُحِبُّ الأشخاصَ الذين يُجيدونَ التَّجَدُّدَ

‫ ويُجيدونَ الاستمراريةَ في الاستمتاع

‫ الذين يَستطيعون أن يُحَدِّثوك في كُلِّ مَرَّةٍ

‫ عن كُلِّ شيءٍ يُحِبونَهُ بِنَفْسِ النَّهَم

‫ وكأنهم لم يَتحدَّثوا عنه من قَبل

حَدائقُ للمَوت‏

‫ أخبَرَني أنه يُحِبُّني

‫ طَلَبَ مِنِّي الذَّهابَ مَعَهُ

‫ إلى حَديقَتِه

‫ قَطَفَ لي ثلاثَ ورداتٍ

‫ وَضَعَ واحدةً يَسارَ شَعري

‫ وواحدةً خَلفَ أُذُني

‫ والأخيرةَ بين أصابعي

‫ وأخبَرَني أنه يَقطِفُ كلَّ يومٍ وردةً

«لَو».. مفتاحُ كل آلام العالَم

‫ لأننا بـ«لَو» نُدرِكُ أننا لسنا معًا

‫ نُدرِكُ أنَّ الحياةَ

‫ لن تكونَ في صَفِّ أحلامنا البسيطة

على المَرء

‫ أن يُدرِكَ أنَّ خيباته لن تَطول

‫ في وقتٍ ما سيَنتهي بعضُها

‫ ويبقى الآخر.. ليخبرنا بصراحةٍ

‫ أنَّ الحياةَ هكذا

‫ أنتَظِرُكَ

‫ وأنا أعرِفُ أنكَ لن تأتيَ أبدًا

‫ دائمًا أفعَلُ نَفْسَ الشيء

‫ أتجاهَلُ كُلَّ ما هو مُتاحٌ أمامي

‫ أذهَبُ لكل الأشياء المستحيلة

كُلُّ ما هو بَعيدٌ مُذهِلٌ

‫ إذا اقتَرَبَ انتَهَت رَوعَتُه

‫ على الرغم من يقيني التَّام

‫ بهشاشتي الداخلية

‫ على عَكس مَظهري القاسي أحيانًا

‫ إلا إنَّ كُلَّ ما أشعُرُ به لا أخجَلُ منه أبدًا

لم أقُل لأحَدٍ إنني أفتَقِدُه

‫ إلا إذا تَيقَّنتُ مِن فُقداني جيدًا

‫ وتأكَّدتُ من أنني أوَدُّ الذَّهابَ إليه

‫ ـ في نفس اللحظة ـ

‫ حتى إن كُنتُ سأُشَارِكُهُ أفعالَهُ التافهةَ بالنسبة لي

«إنني أفتَقِدُ شيئًا فيك لا أعلَمُه»

كُلَّما اقتَرَبَت نُقطةُ النَّظَر

‫ أدركتُها بعُيونٍ أكثرَ اتِّساعًا

‫ الإدراكُ يُفسِدُ المَحبَّة