لكنَّني ولدت بتلك العدَّة النبيلة، في الأسرة الخطأ. السَّلة التي حملني فيها النهر لم تقع بين أيدي أسرة فرعون الإله، بل في أيدي من يعصر لربِّه خمرًا أو الذي تأكل الطير من صلعته.
لماذا لا تزرع شجرة
نبذة عن الرواية
" يجدُ كامل المُترجم موظّف الحكومة نفسه مُختطفًا وأسيرًا بلا جناية ولا جريرة معروفة سوى أنّه لم يزرع شجرةً في حياته قطّ. أربعون عامًا قضاها عبدًا لكلّ التفاصيل، لم يجد خلالها شِبرًا من الزمن والمساحة ليغرسَ تلك الفسيلة. يتحول اختطافه الغامض وخاطفه الأكثر غموضًا إلى تمثيل كلّي لفكرة الاستعباد. امتهان الكينونة واختزالها في حاجاتها الأولية. وتتداعى في محبسة تفاصيل حياته الخانعة كرجل متوسّط يكرر سيرة أبيه، ويكرران معًا سيرة سلالة ترزح في القيود ذاتها ربما من آلاف السنين، وحيث لا سبيل إلى الفكاك إلا بالشرود عن صوت العقل لثوان في خضم الحياة اليومية. ثوان يعود بعدها صوت العقل يؤبد تلك الأغلال ويبررها ما استطاع إلى ذلك سبيلا. لايبتعد الشاعر والمترجم أحمد شافعي كثيرًا عن عالم القصيدة في عمله السردي الجديد، وكما سبق أن فعل في روايته السابقة "" الخالق"" ،يخلق حالة قصصية أقرب لروح الشعر كاستعارة ومجاز أكبر، وإن كان قد توسل إليها بمفردات السرد القصصي واتكأ علي الواقعي والحياتي، إلا أن العمل نفسه لم يخلٌ من حالة شعرية سواء في اللغة أو البناء الفني. "" لماذا لاتزرع شجرة"" قصة مثيرة للتأمل ، تتسم بالتكثيف والإيجاز رغم ماتحويه من أفكار،إيقاع حاد ومنتظم يسيطر علي العمل ، دون ترهل أوتشوش؛ جاعلا من صوت "" كامل"" الراوي، المترجم المختطف،سؤالا وجوابا في الوقت نفسه لكل من لم يتوقفوا ولولمرة واحدة في حياتهم ويسألوا أنفسهم: لماذا لم نزرع شجرة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 92 صفحة
- [ردمك 13] 9789778031256
- الكتب خان
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية لماذا لا تزرع شجرة
مشاركة من Mahmoud Abdou
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"عشت أربعين سنة يا كامل، أربعين سنة على الأرض، أكلت وشربت وتزوجت، صاحبت وأحببت وكرهت، مر عليك أربعون صيفاً وأربعون شتاء، جلست على البحر وسهرت على النهر، ولم تزرع شجرة قط. كامل، لماذا لم تزرع شجرة؟"
ليس وحده كامل من لم يزرع شجرة.. أعرف العديد من الأشخاص مثل كامل.. أنا مثل كامل، أصدقائي، أقاربي.. أعرف الكثيرين الغير مهتمين من الأساس أن يزرعوا شجرة! لماذا نرزع شجرة غالباً لن ننال منها شيئاً؟ لا ثمارها سنستفيد منها ولا حتى يُمكننا الاقتراب منها.
أحب هذا النوع من الروايات، القصيرة، التي تحمل رمزية، مُستترة وجلية، تضرب جذورك الثابتة بالأرض، تُزعزع فروعك.. وتجعلك غير مُستقر.. تعصف بذهنك وبأفكارك وتجعلك ترى الحياة من أعلى، كشجرة، لا تُبالي بالورود الصغيرة من حولها ولا كم البشر الذين يُسبحون بجمالها.
تبدأ الرواية بحدث عادي أو فلنقل غير عادي باختطاف لموظف أربعيني ليوجه له خاطفه أسخف سؤال وجد في الحياة: لماذا لا ترزع شجرة يا كامل؟ حييتُ كامل على انضباطه وعدم سبه لسائله -في البداية- وأنه حاول أن يفقه كُنه الرمزية حول السؤال.. لنخوض معه رحلة في حياته، حياته التي لم ينجح في أي شيء فيها.. حياة عدمية تقوم على الفُتات لا أكثر، من شقة إيجار يدفع فيها أغلب راتبه، زوجة تتحكم في كُل شيء كربة الأسرة -تُحبه؟ لا أعلم- وأبناء يُحاول ألا يُظهر أنه يُحبهم ولكنه كذلك.
رواية مُزلزلة بلغة شاعرية ليست غريبة على شاعر ومُترجم وكاتب أيضاً!
يُنصح بها.
-
Ghada Moussa
وصلت لآخر النوڤيلا وانا افكر هل ما اقرأه قصة ام قصيدة طويلة، ولم أكن اعلم ان الكاتب هو ايضا شاعر إلا بعد ما انهيتها. حكاية كامل الذي خطف لأنه لم يزرع شجرة خلال الاربعين سنة التي عاشها على هذه الأرض، هي حكايتنا جميعا عندما نكتشف فجأة اننا في الاربعين وثمة اشياء كثيرة لم نقم بها... حكاية مليئة بافكار فلسفية عميقة يمكن لأي كان ان يسقطها على حياته ليكون هو كامل الذي لم يزرع الشجرة.
الرواية تستحق القراءة اكثر من مرة وتحث على التفكير في الحياة، رتابتها، بديهياتها، اولوياتنا، ما نريده منها، وما تريده منا...
-
عبدالسميع شاهين
موضوع الحكاية متمحور حول حوار داخلي غرضه تحديد مفهوم عصري للحرية والعبودية وكيف يمكن لأشياء لم تكن تخطر لنا على بال أن تستعبدنا؟
هل يكفي زراعة شجرة لنكون أحرارًا؟ شجرة واحدة ليس أكثر كإثبات لزعمنا الحرية.
ليست الشجرة سوى رمز و يصف الكاتب شجرة كافور بالرواية لأنها حبيبته التي عايشها منذ نعومة أظافره فحفظها داخله كشئ قدره وأحبه .
تبرهن الرواية على ضرورة ملحة لحاجة إنسانية لوقت يحاور فيه كل منا ذاته ويبحث بشكل جدي عن حقيقته ، حريته ، آثامه ، الصدق في إقدامه على أمور تخصه ومدى رضاه عن كل موقف يعيشه أو أنه مفعول به في قصته.
إعادة تقييم لأمور معيشية وحياتية كلما تقاربت في الفترة الزمنية كلما ازداد الرضا عن جودة الحياة.
أما إذا بعدنا زمن حوار النفس هذا لن تكون النتيجة لصالحنا وستصعب محاولات الإصلاح. ليصبح الدرس قاسيًا .