حمام بغدادي
نبذة عن الكتاب
على رقعة خشبية صغيرة ينقل العراقي جواد الأسدي الجمهور إلى جوهر الجحيم الذي يغزو بلده عبر مسرحية (حمام بغدادي) التي جالت دولا عدة وحطت في بيروت. يغطي دخان الحمام المكان ويتحرك الممثلان على وقع بخاره، فيستعرضان نزاعاتهما الاخوية وحال الوطن في ظل النظام السابق، والاحتلال الحالي وكل ذلك على وقع صوت الانفجارات. تدور المسرحية التي تعرض على مسرح بابل في بيروت حول سائقين ينقلان المسافرين من عمّان إلى بغداد حيث مجيد الأخ الأكبر هو نموذج عن الرجل الانتهازي المتعاون مع الشيطان من اجل كسب رزقه فهو عمل مع النظام السابق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ويعمل الآن مع الأميركيين، فيما شقيقه الأصغر حميد هو رجل مسحوق جراء ما وقع عليه من قهر وظلم ابان الحقبتين السابقة والحالية، لكنه لا يستطيع الفكاك من العمل مع أخيه رغم أنه لا يكسب منه شيئا. يخرج العرض من فضاء الحمام لدقائق، قبل أن يعود إليه لاحقا بعد أن يذهب الأخوان في رحلة عمل إلى الحدود بين عمان وبغداد لاصطحاب رجل ثري يعتزم الترشح للانتخابات لكنه يموت على الحدود وتنفجر جثته بالأخ الذي طالما كان يردد عبارة “أنا اتعامل مع الشيطان من اجل تأمين رزقي”. وهكذا فإن شقيقين يذهبان إلى الحمام فيصبح لديهما فرصة للبوح، وأن يقولا كل المكبوت والمؤجل في حياتهما الشخصية. اثنان يتحدثان مع بعضهما البعض حول مجتمعهما.. حول من الذي يتسلط عليهما.. حول فكرة الاحتلال.. حول فكرة الاستبداد.. حول فكرة حياتهما المتعثرة حياتهما المصطدمة بدبابات المحتل وطائراته وبنفس الوقت لهاثهما وركضهما من اجل رغيف الخبز والحياة الكريمة.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 56 صفحة
- [ردمك 13] 978-614-432-792-0
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"نص موتى مقبرة النجف أني نقلتهم للمقبرة. نص موتى حرب إيران وحرب الكويت وحرب الأمريكان أني نقلتهم. هذا اختصاصي. حبيبي ما تنسى أتحضر أفلوس الأجرة كاملة. بالأخضر…يعني بالدولار. يعني تنطيني الدولارات أسلمك المرحوم." - حمّام بغدادي للعراقي جواد الأسدي 🇮🇶
على خلفية التدخل العسكري الأمريكي في العراق، تقف تلك المسرحية على أعتاب مسرح العبث، إذ ترتكز إلى الجدال بين سائق حافلة وأخيه، أولهما يعمل مع الأمريكان نظراً لحاجته إلى المال، والآخر يمقتهم، وإن كان قد اضطر للعمل قسراً مع زبانية القتل والتعذيب التابعين لإحدى الجماعات المسلحة، وشاهد بأم عينيه جرائم التصفية والإعدامات الجماعية دون أن يجرؤ على الاعتراض.
بلهجة شعبية عراقية تدور الحوارات بين الأخوين مجيد وحميد، فتتأرجح بين السخرية والاستهزاء، قبل أن يتشح الحوار بأسى شديد الوطأة، يزيح "ستارة" جديدة للجمهور-القرّاء كي يطل على مشهد عدمي يتناسب مع حجم الكارثة في العراق الذي كان ولم يعد كما كان. المسرحية قصيرة وإيقاعها سريع، وقد عمد الأسدي إلى تجنّب إقحام أي رؤى فلسفية على لسان بطليه كي لا يُحمّل النّص ما لا يطيق. كذلك، وُفّق الأسدي في اختيار الحمام الشعبي موقعاً لمشهد النهاية، بما يرجح الحاجة إلى التطهر أو العبور بالمطهر كي يغتسل الوطن من أدران كثيرة قبل ميلاده مجدداً.
كنت قد قرأت "مدينة أين" للمؤلف ذاته، وأعتقد أني سوف أقرأ عملاً ثالثاً له.
#Camel_bookreviews