لا يمكن أن تكون فلسطين للعرب والصهاينة معاً ـ إما نحن وإما هم […] إنها حرب حياة أو موت؛ إما أن نخرج من الحرب منتصرين وإما أن نموت جميعاً
إما نحن وإما هم
نبذة عن الكتاب
يؤكد المؤلف أنه في كتابه هذا سعى للاستئناس أولاً وقبل أي شيء بالمصادر العربية، بما في ذلك مصادر عائلية بقيت خارج دائرة الاستخدام، تماماً تقريباً، طوال أعوام عديدة. وأوضح أن ما حثّه على الاستناد إلى تلك المصادر هو طريقة العمل التي اعتمدها د. شريف كناعنة، من مواليد عرابة البطوف في الجليل، وأستاذ العلوم الإنسانية الذي كان يدرّس في جامعة بير زيت، ودرَس ودرَّس في الولايات المتحدة لسنوات عديدة، وأثارت إعجابه، فقرّر أن يستخدمها في بحثه عن مصادر تكشف له ملابسات معركة القسطل، على ما تحفل به من أهمية بعيدة المدى. أما نقطة القوة الثالثة لهذا الكتاب، والتي أجد حاجة إلى التطرّق إليها كنقطة إضافية وليست أخيرة، فهي نابعة من مدلولات أعتبرها بليغة تقف وراء تثبيت المؤلف عبارة عبد القادر الحسيني “إمّا نحن وإمّا هم” عنواناً لكتابه. وهي عبارة اقترضها من الموقف الذي أكد فيه قائلها أنه “لا يمكن أن تكون فلسطين للعرب والصهاينة معاً ـ إما نحن وإما هم [...] إنها حرب حياة أو موت؛ إما أن نخرج من الحرب منتصرين وإما أن نموت جميعاً». وأتبع ذلك باستقراض ما شدّد عليه عبد القادر، أيضاً، في سياق مقابلة لصحيفة «النداء» المصرية في كانون الثاني 1948، بأن إنشاء دولة يهودية في فلسطين هو تهديد واضح للعروبة وللعالم العربي بأسره، «ذلك أن [وجود] الدولة اليهودية يعني الاعتداء على استقلال الدول العربية جميعها، قريبة أم بعيدة على حد سواء».عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 384 صفحة
- [ردمك 13] 9789950030312
- مدار - المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب إما نحن وإما هم
مشاركة من عبدالله الخطيب
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
رقم واحد وستون / 2024
اما نحن واما هم
معركة القسطل: الساعات الأربع والعشرون الحاسمة
داني روبنشتاين
" غرفة أخرى في طابق القيادة، الطابق الثاني، في بيرزيت، تستخدم مكتباً أداره سليم ربيع، وإلى جانبه ثلاثة موظفين كانوا مسؤولين عن تسجيل التفاصيل الشخصية لكل مقاتل من جنود الجهاد المقدس، بما في ذلك تصريح تطوعه للوحدة، تقرير عن حالته"
“"كان عبد القادر مقتنعاً بأن الدول العربية موافِقة على التقسيم. لم يكن عبد القادر مخطئاً، ولو فيما يتعلق بمملكة شرق الأردن على الأقل. ويبدو من شبه المؤكد أنه قد صدق فيما يتعلق بزعماء عرب آخرين، وافقوا على التقسيم، بالتزام الصمت أو بالتلميح"
"كان قتالاً حتى الطلقة الأخيرة"، بتلك العبارات وصف الباحث الاجتماعي الفلسطيني، خالد عودة الله، القتال خلال حرب عام 1948، كما اصطلح على تسميتها، حيث شهدت بعض المدن الفلسطينية، خلال جولات القتال الممتدة بين شهر تشرين ثاني من العام 1947، والممتدة لغاية شهر أيلول من العام 1949، مقاومةً عنيفةً امتدت لعدة أشهر"
• كتاب أما نحن الصادر عن دار مدار للدراسات الاسرائيلية والمعنون باللغة الانجليزية ( The battle of the Castel) للمؤلف داني روبنشتاينDanny Rubinstein حيث ناقش مرحلة مهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني وهي نكلة 48 وتداعياتعا من خلال 400 رؤية روبنشتاين للحرب على مصير فلسطين في نهايات الانتداب البريطاني عبر استعادة سيرة القائد عبد القادر الحسيني والإضاءة على محطات مفصلية في حياته، وتفاصيل حراكاته الداخلية والعربية المكثفة في عام 1948، مركّزاً على معركة القسطل كأساس حاسم في مسار الحرب.
• كانت جبهات القتال في القدس جبهات ضارية بين قوات جيش الجهاد المقدس، ومن معها من متطوعين عرب، ومسلمين، بمختلف تشكيلاتهم، وقوات العصابات الصهيونية من جهةٍ أخرى، وقد امتدت منذ الأيام الأولى لإعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارها بتقسيم فلسطين في الـ29 من شهر تشرين ثاني عام 1947 وحتى الـ15 من شهر أيار من عام 1948، عندما أعلن ديفيد بن غوريون قيام الكيان الصهيوني المحتل، ودخلت الجيوش العربية فلسطين، بشكلٍ رسمي.
صفخات الكتاب :
1. هجومٌ عند الفجر: ويتناول تفاصيل معركة القسطل، اللحظات الاخيرة من حياة عبد القادر ودوره في الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 – 1939 وخصومة الأشقاء، ويتحدث عن ظروف نشأة وميلاد عبد القادر الحسيني ودراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، و مغادرته فلسطين في كانون ثاني من العام 1936، ومن ثم عودته إليها ومواصلته لمقاومة الاحتلال البريطاني، ويتناول كذلك جذور الخلاف بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي، إذ يشير روبنشتاين إلى أنّ حزب الدفاع بزعامة راغب النشاشيبي، والذي كان يمثل النخبة الفلسطينية (المعتدلة) كان يحظى بدعمٍ من الاحتلال البريطاني لفلسطين، والأمير عبد الله بن الحسين حاكم إمارة شرق الأردن، آنذاك، لأسبابٍ تتعلق بتطلعات الأمير إلى ضم الجزء العربي المتبقي من فلسطين، في حال تمّ تنفيذ ما جاءت به توصيّات لجنة بيل، من تقسيم إلى فلسطين لمملكته الهاشمية الصاعدة.
2. من الشيخ علي حتى القدس : هناقرية القسطل ، قبل النكبة وبعضها، ووصفها في كتب التاريخ والبلدانية الفلسطينية، وما آلت إليه الأحوال في القسطل من طمسٍ للهوية عبر إقامة المنتزهات والمتاحف على أراضيها وأخواتها، وكذلك الحديث عن طريق القدس– يافا، أو شارع رقم 1، بما يحويه من رمزية لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وهو الذي شهدت ضفافه بما تحويه من قرىٍ فلسطينية، فصول المعارك الأعنف والأكثر حسماً خلال معارك حرب عام 1948.
3. شتات : فيتناول انتقال عبد القادر الحسيني بعد مطاردته من الاحتلال البريطاني إلى العراق، ومشاركته في ثورة رشيد رضا في العراق، والدور السياسي الذي لعبه آل الحسيني، ممثلين بالحاج أمين الحسيني وعبد القادر الحسيني في المشهد السياسي العراقي في الأربعينيات، ويعرّج روبنشتاين هنا على محاولة آل الحسيني اغتيال فخري النشاشيبي في العراق، ومن اغتياله فعلاً على يد أحمد نسيبة، أحد مقاتلي جيش الجهاد المقدس، ومن ثم اعتقال الحسيني في العراق على يد قوات الاحتلال البريطاني.
4. “متعاون : تمّ الحديث عن وصول الحاج أمين الحسيني، وفوزي القاوقجي، الذي يصفه الكاتب بمنافس الحسيني إلى ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وعن علاقة الرجلين بالزعيم الألماني أدولف هتلر، ويتم التركيز في هذا الفصل على قصة دخول المناضلين الفلسطينيين، ذو الكفل عبد اللطيف، وحسن سلامة إلى فلسطين، بصحبة اثنين من الألمان، بعد تلقيهما تدريباتٍ عسكريةٍ في ألمانيا، ومن ثم اعتقالهما، ونقلهما إلى معتقل بريطاني في مصر.
5. أما نحن وإما هم : يتناول الكاتب دخول عبد القادر الحسيني والحاج أمين الحسيني مصر منتصف العام 1946، ولقائهما وعزمهما على مواصلة القتال في فلسطين، من خلال العديد من الكوادر والشخصيات اهمها عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، ابن الـ17 عاماً آنذاك، والذي بات يُعرف لاحقاً باسم ياسر عرفات. وفي معرض الحديث عن عرفات يثير روبنشتاين، ما يشير لميوله الصهيونية، التي لا يمكن إخفاؤها عبر السرد المتواصل من المنطلق من مفردات الخطاب الفلسطيني، والعقل الجمعي الفلسطيني، فخلال حديث روبنشتاين عن نشأة عرفات وحياته خارج فلسطين، واعتراض بعد القيادات الفلسطينية على قيادته لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب لهجته المصرية الظاهرة، يعلّق روبنشتاين: "ثار هذا الادعاء، أيضاً، على خلفية الادعاء الوطني بأن الفلسطينيين هم أصحاب البلاد على عكس المهاجرين اليهود الأغراب".
6. بين المطرقة والسندان : هنا التيار الوطني الفلسطيني، المتمثل بالحاج أمين الحسيني، عبد القادر الحسيني، الهيئة العربية العليا، وجيش الجهاد المقدس الجيوش العربية ودورها مع البريطانيون ، ونظام الملك عبد الله الأول في شرق الأردن، والحركة الصهيونية في فلسطين، أو كما وصف البرجوازية الفلسطينية، التي يعتبرها العديد من الباحثين والكتاب والمؤرخين الفلسطينيين، إحدى أسباب نكبة فلسطين، ويتجاهل روبنشتاين، وجود تيارات وطنية وبنى عسكرية أخرى، تشكلت في تلك الفترة في فلسطين، منها ما تشكل في شمال فلسطين، على يد رفاق الشيخ الشهيد عز الدين القسام، وعدد من الجنود في الجيوش العربية المسرحين من الخدمة والمنضمين للمقاومة الشعبية في فلسطين.
7. “أذار : هنا خلفيات وتداعيات قرار جامعة الدول العربية في آذار من العام 1947، بتخويل نفسها صلاحية اختيار ممثليها للشعب الفلسطيني، بسبب خلافاتٍ وقعت بين بعض أطرافها والحاج أمين الحسيني، وبذلك صادرت جامعة الدول العربية، حق الشعب الفلسطيني باختيار من يمثله، كما يشير روبنشتاين، واصفاً هذا المصطلح بأنّه الذي استخدم من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في السنوات اللاحقة. ويتناول هذا الفصل أيضاً تداعيات قرار جامعة الدول العربية في الميدان، إذ تشكل جيش الإنقاذ ودخل فلسطين، وعمل بشكلٍ مستقلٍ عن جيش الجهاد المقدس الذي بدأ العمل في فلسطين قبل دخول جيش الإنقاذ إلى البلاد بعدة أشهر.
8. حصار: هنا بعد أذار 1947 عندما أخفقت المنظومة العسكرية الصهيونية في عدةِ جولاتٍ من القتال في القدس ومحيطها أمام جيش الجهاد المقدس، منها معركة بيت سوريك، التي شارك عبد القادر الحسيني في قيادتها، ومعركة الماصيون بالقرب من رام الله، والتي مُنيت خلالها كتيبة موريا المكونة من المستوطنين الصهاينة في القدس، بهزيمةٍ نكراء على يد رجال جيش الجهاد المقدس.
9. ولعل الحدث الأبرز في سلسلة الانتصارات الفلسطينية في القدس وما حولها، كان في الـ11 من شهر آذار من العام 1948، حينما فجّرت فرقة التدمير العربية بقيادة فوزي القطب مقر الوكالة اليهودية في شارع جورج الخامس في القدس. دفعت تلك الانتصارات والحصار العسكري الفلسطيني المفروض على شارع القدس– يافا، عبد القادر الحسيني للسفر إلى دمشق؛ لمقابلة اللجنة العسكرية في جامعة الدول العربية، وإطلاعها على الوضع الميداني، لعلها تسهم ببعض الدعم العسكري لجيش الجهاد المقدس، وفي تلك الزيارة نشأت العلاقة الودية بين عبد القادر الحسيني وبهجت أبو غربية، القائد العسكري والسياسي الفلسطيني الذي سيكون له شأنٌ لاحق في المشهد الوطني الفلسطيني.
1
في خاتمة الكتاب يورد روبنشتاين معلومة حول مصطفى عشو، منفذ عملية اغتيال الملك عبد الله الأول في تموز من العام 1951، إذ كان عشو من ضمن قوات الجهاد المقدس التي نفذت الهجوم على القافلة الصهيونية في الشيخ جراح، رداً على مجزرة دير ياسين، واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني.
واخيرا: يعدّ كتاب “إما نحن وإما هم” كتاباً مهماً في الحديث عن السردية الوطنية الفلسطينية الممتدة، والتي تأسست عليها الحركة الوطنية الفلسطينية، وانطلقت منها معظم فصائل وحركات المقاومة الفلسطينية، وهي فكرة عدم قابلية فلسطين للتقسيم، والصراع الوجودي بين الفلسطيني والمحتل الصهيوني، ومن المهم عند قراءة الكتاب ملاحظة النفس الصهيوني لدى داني روبنشتاين، والذي يظهر جليّاً حينما يحول الصراع بين تيار مقاوم رافض للاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، وآخر براغماتي متساوق مع الاحتلال ومتصالح معه، إلى صراع عشائري، مستفيداً من بعض الروايات الصادرة من المصادر العربية، وإن نحّيْنا عنصر السردية والخطاب الموجه في الكتاب، نلاحظ أنّه يحتوي على معلومات تاريخية مهمة ودقيقة حول معركة القدس ودورها المحوري في القتال خلال حرب عام 1948
-
Tarek
الكتاب رائع ومكتوب بأسلوب شيق لا تمل منه. كما أن المؤلف كان نزيها في طرح المعلومات إلا أنه لم يربط المعلومات الموجودة في الكتاب بقائمة المصادر في نهايته حتى يمكننا العودة إليها لمقارنة المعلومات، ولكن نظرا لأن الكتاب قد تم ترجمته بواسطة دار نشر فلسطينية وأيضا صدور بعض المراجعات عليه، فهنا الكتاب يعتبر مرجع هام موثوق إلى حد كبير لكل باحث في القضية الفلسطينية.