اقتباسات من كتاب فان غوغ منتحر المجتمع

ذات يوم، وُجدَ جلّادو فان غوغ، كما وُجد جلّادو جيرار دو نرفال، وبودلير، وإدغار آلان بو، ولوتريامون.

‫ أولئك الّذين قالوا له يومًا:

‫ والآن، كفى! إلى القبر. لقد سئمنا نبوغك، أمّا اللّانهاية فهي، بالنّسبة إلينا، اللّانهاية.

ان اجمل شي الفن لان الفنان دائما يرسم ما بداخله

الكرامة جميلة، حتى إن جعلتك وحيداً.

Dignity is beautiful, even if you make you alone.

‫ لأنّ فان غوغ هو هذا كلّه، وهو الحيرة الوحيدة للَّمسة المطبَّقة سرًّا وبطريقة تثير الشّفقة. اللّون الشّائع للأشياء، لكنّ الصّائب، الصّائب جدًّا لدرجة لا توجد معها أحجار كريمة تستطيع الوصول إلى ندرته.

‫ ما من أشباح في لوحات فان غوغ. لا رؤًى ولا هذيان.

‫ إنّها الحقيقة الحارقة لشمس السّاعة الثّانية بعد الظهر.

في استطاعة الدّكتور غاشيه، بالتّأكيد، أن يدلّه على هذا الطّريق.

‫ لكنْ، وكما سبق أن قلت، في كلّ طبيب نفسيّ حيّ ردّة وراثيّة مُنَفّرة ودنيئة تجعله يرى في كلّ فنّان، وفي كلّ نابغة، عدوًّا.

لم يبع إلّا لوحة واحدة طوال حياته المال الّذي يهيمن على الثّقافة والإبداع وحتّى على عواطف البشر وأحاسيسهم، ماضٍ في تسليع أعماله وكلّ ما يمتّ إليه بِصِلة، بما في ذلك المسدّس الّذي استعمله من أجل أن ينتحر ولقد عُرض العام

بّرت عن غضبها منذ أكثر من 2600 سنة وسوَّغته بالقول: «لأنّ في نفسي روحَين لا أعرف ما أفعل: روح الصّيّاد وروح الطّريدة»، أو، كما قال الشّاعر الفرنسيّ شارل بودلير: «أنا الجرح والسّكّين» إنّه، في جميع الحالات، الألم الّذي يصبح تربة

الماء أزرق،

‫ وليس أزرق الماء،

‫ بل أزرق الرّسم السّائل.

‫ المجنون المُنتحِر مرَّ من هنا وأعاد ماءَ الرّسم إلى الطّبيعة،

إذ ما فكرة العمل نفسه؟

‫ سوى شيء يشبه الظّلّ الحديد لترتيلة جماعيّة لموسيقى قديمة لا تُوصَف كلازمة موضوع يائس من محتواه.

بينما كان فان غوغ يتصوّر أنّ ثمّة ضرورة لمعرفة استخلاص الأسطورة من الأشياء العاديّة جدًّا في الحياة.

أظنّ أنّ غوغان كان يعتقد أنّ من واجب الفنّان أن يبحث عن الرّمز والأسطورة، وأن يُعظِّم أشياء الحياة وصولًا إلى الأسطورة،

هكذا خنقَ المجتمع في مصحّاته أولئك الّذين أراد التّخلّص منهم جميعًا أو الدّفاع عن نفسه أمام اتّهاماتهم، لأنّهم رفضوا أن يكونوا متواطئين مثله مع أبشع القذارات.

وكم كان وحيدًا أمام سنابل القمح الّتي لطالما هرب إليها من أمواج جنونه العالية!

ذلك النّهار، وفي تلك اللّحظة بالذّات، لم يرَ الطّبيعة بل صورته فيها،

لأنّ الذي خرج عن السّياق الطّبيعيّ ليس هو الإنسان بل العالم