اقتباسات من رواية مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر

كان ذلك الشيء الناقص يشتكي من ظلم تغييبه. كان يصرخ من الجهة الأخرى الفاصلة بين الموجود والمفقود. وأنا الوحيد الذي بإمكاني سماع صرخاته الصامتة.

كان قلبي، في ذلك الصمت المتواصل، مثل البندول الثقيل المصنوع من نصْلِ سكِّين حادَّة، يتأرجح من أقصى طرف إلى أقصى طرف، ويرسم بذلك قوسًا من الجروح تنبض على جلدي.

«كيف عرفتِ كلّ تلك التَّفاصيل الدَّقيقة؟»

‫ ضحكتْ، وقالت: «يبدو أنَّك تستخفّ بقدرة النساء على جمع المعلومات».

‫ اعترفتُ قائلًا: «ربَّما».

«الإنسان يُجري تحوُّلاتٍ عميقةً في بعض الأحيان. يدمِّر أسلوبه بكلِّ جرأة، ويُبعث من جديد من تحت الرماد.

فقلتُ: «الأمر كذلك تمامًا بمعنًى ما فالعمل موديلًا يشبه التعرِّي دائمًا بكلّ ما تعنيه الكلمة غالبًا، وبمعناها المجازيّ أحيانًا! يحاول الرسَّام أن يتعرَّف على جوهر الموديل الماثل أمامه، ولو قليلًا عليه أن ينزع القشرة الخارجيَّة التي يلتحف بها الموديل لكنَّ

«الإنترنت لا يعمل جيِّدًا في الغابة. فللغابة شبكة تواصلٍ خاصَّة. مثل قَرع الطبول، أو ربط رسالة برقبة قرد».

«أشعر أنَّني قنَّاصٌ منسحبٌ من عصابة مافيا، ويقولون لي: هذا آخر رجلٍ تقتله».

وهكذا كنتُ، كأنَّني أضغط على قاطع الضوء مرارًا، أتأرجح بين العدم الغامض الذي لا يمكن إدراكُه وبين الوجود المفرط في حقيقته.

كانت الغرفة غارقةً في سكينة تامَّة، ما أعطى هواءَ الغرفة ثِقلًا خفيفًا. كنتُ كمن يجلس وحيدًا في قاع البحر!

صمتٌ عميقٌ حتَّى تكاد تسمع انسياب الوقت فيه.

❞ لم أستطع تحديد نقطةٍ أنطلق منها، إذ ما من شيء هناك إلَّا العدم. كيف من الممكن خلقُ شكلٍ لِما ليس له وجود؟ ❝

كانت بالنِّسبة إليَّ فترة طويلة جدًّا، تراودني في أحيانها نزعة إلى التخلِّي عن كلِّ شيء. لكنِّي تحمَّلتُ، لأنَّني كنتُ متأكِّدًا من أنَّها ستكون لي مع مرور الوقت.

«ما يسعني قوله إنَّها مشاعر غريبة! كمن يمشي في طريق ظنًّا منه أنَّها طريقه؛ وفجأةً، تختفي تلك الطريق من تحت قدمَيْه، ويجد نفسه مجبرًا على التَّقدُّم في فراغٍ ليس فيه شيء، ولا يعرف اتِّجاه السَّير، ومن دون أيّ مساعدة».

«يومًا بعد يوم، بكلِّ بساطة، أصنع العدم»

إنَّ الأفكار الخلَّاقة، في معظم الحالات، هي عبارة عن عواطف لا تُخلَق من العدم، إنَّما تبرز من قلب الظلمة من دون منطق ولا برهان.

) اكتملت اللوحة.مع أنها لم تكتمل

يحمل كل يوم جديد لي انطباعا مختلفا. كمثل أننا نريد تصوير شيء ما، فتوضع علبة سجائر إلى جواره لتوضيح حجمه الحقيقي؛ لكن علبة السجائر الموضوعة إلى جانب الصور في ذاكرتي تتمدد و تتقلص كما تقتضيه الحالة النفسية الآنية. لا أعرف السبب وراء تغير كل شيء وكل حدث في ذاكرتي باستمرار؛ بل وحتى تلك المقاييس التي يفترض أن تظل ثابتة تتغير تجاوبا مع تلك التغييرات ربما....

كل إنسان تأتيه لحظة في حياته تحتم عليه تحولا جريئا، ولا يجب إفلات تلك الفرصة أبدا، بل يجب القبض عليها بصلابة. ففي هذا العالم، ثمة من يستطيع الإمساك بها وثمة من لا يستطيع....