اقتباسات من رواية على خط جرينتش

"أيرلندي، إذًا أسود".

‫ "وآلن، إنجليزي وأبيض؟"

‫ "شيوعي، يجعله هذا أسود أيضًا".

‫ "طيب، وماذا عن دي؟ لا هي أيرلندية ولا شيوعية".

‫ "مثلية، وتربت في ملجأ، يعني سوداء مرتين".

‫ "طيب وأنا؟"

‫ "مسلم، يعني أسود".

التكرار، أصبح الفرح يشبه الارتياح، والغضب يشبه الملل، والرضا يصعب تمييزه عن الاستسلام، كما أن الحزن أصبح متطابقًا في الكثير من الأحيان مع اليأس، وكذلك الحنين مع الندم. وهكذا كانت تختلط عليَّ أسماء الشوارع وأماكنها، وأجد نفسي عاجزًا ع

فكل بيت كغيره، وكل شارع يشبه الآخر، وأي شخص يمكن استبدال به غيره وأحيانًا بآلة أيضًا وكل ركن في المدينة يصلح أن يكون بيتًا أو مكانًا للعمل أو العكس، وكل بناية يمكن هدمها ببساطة أو بناء غيرها، دون أن يشعر

كانت الحكمة من وراء البيت الفيكتوري هي أن ذلك الانتظام في الشوارع، يبعث على الخضوع والهدوء في نفوس سكانها، وكانت ضريبة ذلك الكثير من السأم بالطبع وربما كان هذا السأم مقصودًا، فالبيت الفيكتوري، كان حلًّا سحريًّا في زمنه، لتحل البيروقراطية

ولا تبدو تلك فكرة جديدة تمامًا، فغالبًا هذا منطق البيروقراطية منذ زمن طويل، أن تجد حلًّا لمأزق الفراغ لدى البعض، وأن تمنح البعض الآخر الأمل في أن دورة من المعاملات مهما طالت لا بد ستصل يومًا ما لنتيجة.

الأسماء تعطي للناس وجوهًا، حتى لو تفادينا النظر إليها.

وهو يقول لي إن أقذع سبة وجدوها في أوراق البردي هي:

⁠‫"يا صاحب الضريح الفارغ"

هل تعرف ما هي أسوأ شتيمة عند الفراعنة؟"

⁠‫كأنه ما زال قابضًا على يدي، التي مددتها إليه بسلام الوداع، حين سألني سؤاله الأخير هذا. وهززت كتفي بقليل من التململ، وكان واضحًا أنه لم يكن ينتظر مني إجابة. فملامحه اكتست فجأة بالجدية،

عش وحيدًا إن شئت، لكن مت وحولك كثير من الناس".

وسيلة أخرى. وكان الجيران يتلهفون إلى عودتها، فلسبب ما يُفضل الناس قصص الموتى على سير الأحياء، ولطالما لين الموت قلوبهم تجاه آخرين لم يعرفوهم أبدًا، وملأها بدفء مخلوط بالرهبة

وهذه قدرة قد فقدت كثيرًا منها مع الوقت. فبفعل التكرار، أصبح الفرح يشبه الارتياح، والغضب يشبه الملل، والرضا يصعب تمييزه عن الاستسلام، كما أن الحزن أصبح متطابقًا في الكثير من الأحيان مع اليأس، وكذلك الحنين مع الندم

فلسبب ما ذاكرتي لا تعمل بمجرد التكرار، أو عبر رسم علاقات بين الأشياء. بل تعمل عادة عبر ربط الأشياء بانفعالي تجاهها.

خليط من الاعتداد بالنفس والشعور بالحرج، وهذا ما يلزم في معظم الأحيان لوقوع كارثة محققة.

ولم يكن ما انتزع موافقتي أيضًا أسئلته المقفولة، ذات الخيارات الشحيحة والمكثفة، نعم أو لا، والتي لا يحتمل قمعية بساطتها أي سؤال في العالم.

تبخرت الإثارة تمامًا، فلذة الاستنارة الخفيفة التي اعترتني لم تدم إلا ثواني محدودة. فبعد أن انكشف المخفي، تداعت أسباب الفضول كالعادة

أن كثيرًا من المظالم تصبح أقل وطأة علينا، بمجرد معرفة منطقها، وأن أبشعها التي تظل بلا تفسير.

لا خطيئة أكثر دنسًا من النسيان عمدًا.

لكل معركة خسائرها غير المتعمدة. وطالما كل شيء يتم تغطيته، ويحدث دون جلبة كبيرة، فلا أحد يهتم.

لا يمر خط جرينتش من هنا، لأن بعض الناس اتفقت على هذا كما تقول. بل لأن بعض الناس كان عندهم مدافع أكبر من غيرهم، وفرضوا على الجميع ما شاؤوا.

الحقيقة هي ما يتفق عليه الناس، لأجل المصلحة العامة.