"اللي بيتجوز شامية بينام نومة هنية"
دمشقي
نبذة عن الرواية
في رواية "دمشقيَ" ثمَّة تنافسية كبرى بين الشخصي والتاريخي والعائلي والخيالي، من دون أن يسود أحدها على الآخر، فالسرد فيها يتناوب على تقديم حيواتٍ مترامية في دمشق بدايات وأواسط القرن العشرين، تضعنا أمام نسيجٍ حي من المصائر، والقول إن الشخصيات فيها من لحمٍ ودم ٍليس بتوصيفٍ وافٍ، إذ إن حجارة دمشق وبيوتها وأزقتها وحاراتها وروائحها من لحمٍ ودمٍ أيضاً. فهذه الرواية تعيد تعريف التوثيقي، وتشخصن التاريخي، وتستخلص المتخيل من بين جدران قصر البارودي، كما لو أنها تطبق على دمشق متلبسة بأحداثٍ عائلية مصيرية متداخلة مع تواريخ مفصلية. إنها عن بسيمة الفلسطينية، ورحلتها إلى دمشق جراء زواجها نعمان البارودي الدمشقي، وفلسطين التي جاءت منها لا تغيب إلا لتظهر في أرجاء الرواية، كذا هي سلالة هذا الزواج: البنات والأبناء والحفيدات والأحفاد، ولتكون مآلات هذه الأسرة البرجوازية الشامية العريقة وما ألمّ بقصر البارودي معادلاً لدمشق (عاصمة بلاد الشام) وتحولاتها وكشّافاً لفصل من فصولها، وإن كانت سعاد العامري في ذلك تسرد الماضي فإنها تضعنا أمام أسئلة عن الحاضر وربما عن المستقبل. هذا ما جعل أنطونيا فراشوني تكتب في وصف أجواء الرواية: «كمن يدخل عاصفة هوجاء، تجعلنا العامري نشعر ونحن نقرأ، منذ الصفحات الأولى، تاريخَ جميع أفراد عائلتها، طريقتهم في الوجود، ومصيرهم، ولكنَّها في الوقت نفسه، تأخذ بيد القارئ ببطء عبر هذه المدينة التي لا تزال تستحضر حتى يومنا هذا، على الرّغم من الأنقاض، أحلاماً رائعة من ألف ليلة وليلة. من الرواية: انتظرت العريس بفارغ الصبر أن يبادر باتّخاذ الخطوة الأولى، وأن يقود الموقف أو يُنهيه. استسلمت، ونظرت إليه بتوتّر، ابتسم بينما كان يفكّر في أفضل خطوة لتفريغ التّوتّر من جسدها المتيبّس وتحطيم الجدران التي شيّدتها حول نفسها. تقدّم نحوها بهدوء، وابتسم ابتسامة عريضة أخرى، ثمّ قال مازحاً: «لا شيء يدعو للقلق أو الخوف. دعينا نلعب لعبة الدكتور، مثلما يلعب أبناء أختي الصغار، ولنرتمي على بعضنا البعض. أنا متأكّد أنكِ لعبت لعبة الدكتور أيضاً عندما كنتِ طفلة، أليس كذلك؟» ظهرت ابتسامة خجولة على وجهها، فتابع: «هيّا، ستحبّينها، وتستمتعين بها، وتطلبين المزيد. ستكون لذيذة مثل الكبّة اللّبنيّة. الأكلة التي لم تأكليها من قبل، ولكنْ، بمجرّد أن تتذوّقيها، ستطلبين المزيد، والمزيد منها». لم تستطع سوى أن تضحك، لأنها حاولت بالفعل فهم العلاقة بين ليلة الدخلة وطبق الكبّة اللّبنيّة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 319 صفحة
- [ردمك 13] 9788832201130
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Osama Qaffaf
رواية (دمشقي) لسعاد العامري هي ذروة رواياتها و لنقل سيرتها اليافاوية-المقدسية-الدمشقية ، ربما سيرة عائلتها أيضاً ، عائلتها الخليط من بلاد الشام و لحظات العز فيها، سيرة جيلٍ دمشقي و شاميٍ رحل برحيل الأرستقراطية مع تبني النظام الإشتراكي و ترسيخ أقدام الإحتلال .
جمال الرواية يكمن في مقدرتها على نقل الجانب النسوي من الحياة الطبقية المترفة، في بلادٍ سيرتها فقط حكايات مرصودة "بشوارب" عقيد الحارة و قبضاياتها .
الأكلات الصغيرة الشهية ، و المؤامرات التي لا تنتهي ، الزواجات المدبرة ، و الخيانات المتواطئ على إخفائها ، الحيوات الموازية للخادمات و أبنائهن و بناتهن ، كل ذلك بسرد هادئ و ترجمة متقنة.
-
خولة السايبي
عشقي لدمشق و تاريخ بلاد الشام عموما جبرني على التهام هاته الرواي بشراهة كبرى.
الرواية تتراوح بين الواقع و الخيال متماشية في الآن ذاته مع تغيرات الزمان و نمط الحياة..
استطاعت المؤلفة تثر رائحة بيوت الشام و طعم الحياة في ازقة الشام بين طيّات صفحات الرواية..
طريقة السرد خفيفة و جذّابة و غير مملّة و تجعل القارئ يشعر في أحيان كثيرة أنه يعيش وسط هاته العائلة الكريمة و فرد من أفراد قصر البارودي.