كادت قلوبنا أن تغادر صدورنا مع هذا الباص الأخضر. و لماذا أخضر إذا كان السواد هو المسيطر على حلب و على سوريا و على كل أرض العرب من الماء إلى الماء.
ربما لو قرأتها في ظروف مختلفة لتأثرت أكثر و لو أن شعورنا شابت فوق شيبها و تراكم على قلوبنا ما أثقلها من رؤية شعب يذبح منذ ما يربو على العام على بعد عدة أقدام من دورنا.
شعب ليس فقط منا بل هو نحن و نحن هو. شعب غزة الصامد الناقم المتألم في غير صوت و لا ضجة خشية ايقاظ أمة لا تعرف إلا الكلام و لم تشتهر إلا بمعجزة اللغة و لكنها آثرت الصمت الأن.
لذلك ربما رأيت ما يحكيه دوست من آلام هو العادي و الشائع و المفترض.
عذرا سوريا و عذرا حلب و عذرا فلسطين و عذرا كل بلاد العرب. فبعد ما دققنا مع غسان جدار الخزان مع رجاله في الشمس ها نحن نركب مع جان دوست الباص الأخضر الذي يغادر و ليته يغادر.