زيارة أخيرة لأم كلثوم - علي عطا
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

زيارة أخيرة لأم كلثوم

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

زرتها، بعد أيام مِن إصابتها بجلطةٍ تركَت نصفَها الأيسر مشلولًا. كانت تنطق بصعوبةٍ. قبّلتُ جبينَها وتبادلنا كلاما معتادا في مثل تلك المواقف. اتضح لي لحظتها أنها زهدت الحياة؛ إلا قليلًا، فلمحتُ طيف “عقل” أعلى السرير وعلى وجهه ابتسامةُ رضا. يبدو أنه كان في تلك الأثناء؛ في استراحة نادرة من ضجره المقيم. كانت “الست” تشدو: “كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله”. كان الراديو العتيق إلى جوارها فوق السرير بناءً على طلبها، فيما صورُ زوجها الراحل، وأبنائها وأحفادها موزَّعة على الحوائط. كان بينها صورةٌ فوتوغرافيةٌ لها، في هيئة “الموناليزا”، ولكن بابتسامةٍ لا يشوبها ذلك الغموض الذي قصده دافنشي. بعد أيام ستفقدُ النطقَ. سترفض تناول أي طعام، ثم سيحملونها فاقدةً الوعي إلى العناية المركزة، بمستشفى المنصورة الدولي.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 2 تقييم
30 مشاركة

اقتباسات من رواية زيارة أخيرة لأم كلثوم

‫ وهل الحب خبرة؟ بالتأكيد هو كذلك، مع أن أعراضه هي نفسها تقريبًا في كل مرة، تشبه أعراض مرض ما يمكن أن تتكرر الإصابة به، في أي مرحلة من مراحل العمر. لكن مع التكرار تتولد مناعة - لو جازَ التعبير- تحاصر تلك الأعراض؛ بحيث يمكن تحمل ما قد تسببه من ألم، أو حتى على الأقل تتيح التكيف معها على نحو ناضج.

مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية زيارة أخيرة لأم كلثوم

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    " زيارة أخيرة لأم كلثوم"

    في البداية يعتقد القارئ أن الرواية تدور حول كوكب الشرق، لكن الحقيقة أن أم كلثوم وهي من أعلام محافظة الدقهلية، تعيش داخل وجدان كل أهالي المنطقة، فاختيار أسم "أم كلثوم "كان موفقًًا، فهو يختصر حنين البطل إلى جذورة ومدينته " المنصورة"، ورحلة العودة إلى الأم والتي كانت في هذه الحالة هي " الخالة أم كلثوم".

    ايضًا اختيار عودة البطل لجنازة خالته عوضًا أن تكون العودة مرتبطة بجنازة الأم، التي سبقت وفاتها وفاة الخالة بعدة أعوام، دلالة كبيرة على التشتت والحالة النفسية التي يعيشها البطل طوال السرد.

    #المقاربات الثنائية:

    نجد أن البطل يعاني من بعض الاضطرابات والتشوهات في علاقاته العائلية، وبرز الكاتب ذلك في مقارنات ومقاربات ثنائية ظهرة في عدة مواقف، منها: كما ذكرنا اختيار الحدث الرئيسي جنازة الخالة وليست الأم.

    الحدث الفارق أيضًا في الرواية وهو مقتل السادات، وقد تتكرر في أكثر من موضع وكان البطل يعود إليه في أكثر من مرة، ومن هنا يمكن ربط ذلك بعلاقة البطل المشوهه بأبيه" من لم يحلم بقتل أباه"، وتمثلت في التشفي والغضب والحزن لموت رئيس دولة.

    كما نجد أيضا أنه هناك أقتران في الذكريات الخاصة بين الأم والزوجة، تتوارد الصورة بدون وعي للربط السلوكي بينهما، كما في مشهد تربية الزوجة للحمام و تربية الأم للدواجن، في الحالتين لم يسأل الزوجة عن معنى كلمة "مييح" التي تنادي بها أزواج الحمام، كما لم يسأل والداته قديمًا لماذا تنادي دجاجاتها" عسل.. عسل".

    #حتمية الاغتراب:

    عانى البطل من الاغتراب الداخلي منذ طفولته، وحتى اغترابه عن عائلته ومدينته، رغم حياته العامرة وعائلته الكبيرة، إلا أن شعوره الداخلي بالغربة والوحدة كان ينمو بداخله كل يوم.

    وهنا جاء دور صديقه طاهر، الذي اعتاد كتابة الرسائل إليه، وتم استخدام "تقنية الرسائل " بوفرة في الرواية ، لكن صديقه طاهر والذي جاء اختيار أسمه موفقًا للغاية، كان بمثابة الصديق المتخيل، أو ربما كان وجهًا آخر للبطل، شخصيته المزدوجة، يتشاطران الغربة والرحيل المتكرر، طاهر السوداني الذي درس بالقاهرة ومسافر بين أستراليا وأوروبا، وحسين الذي ولد بالمنصورة وعاش بالقاهرة دون أرتباط بالعاصمة الذي شكلت له مكانا للصراعات والنفاق.

    #التنقلات السردية غير العادية:

    جاءت بعض التنقلات السردية في الرواية مضطربة، ايضًا الخلط بين الهموم الشخصية والهم المجتمعي العام، مثلًا يبدأ حسين البطل بسرد مشهد ما ثم ينتقل إلي موقف آخر في زمن آخر، ثم يعود مرة أخرى إلى المشهد السابق، هنا وإن كان تم بشكل غير متعمد، دلالة كبيرة على الاضطراب النفسي الذي يعيشه البطل، ويوضع الهزة الواضحة في أعراض الهلاوس والاكتئاب، فهنا كانت نقلات سردية يكتبها بطل مضطرب فعلًا.

    #الرواية التسجيلية:

    في الرواية تأريخ للمكان، ليس تأريخيًا زمنيًا فقط، لكن تأريخ سياسي وثقافي للمنصورة، ورصد للتحولات التي طرأت على المدينة وشوارعها وسكانها، والخلخلة الثقافية والسياسية بها، وكانت عين الكاتب فوتوغرافية تصور للقارئ وتصف له المنصورة، فأهلها يشعرون دائما مع النص بالحنين البالغ، ومن لا يعرف المنصورة سيرى خريطة واضحة للمكان تصلح مرجعًا مكانيًا لأجيال متعافية.

    كما أن الرؤية التسجيلية للبطل تظهر أيضًا في مشاهداته العديدة وغير العادية كما في مشهد الأسانسير وشعارات الأولتراس، ومشهد المترو وشعار السادات .

    #خصوصية المكان:

    كانت هناك الكثير من الجمل والعادات الخاصة بمجتمع الرواية، في الدقهلية يسمي الناس النيل " بالبحر" كما ذكر في النص، أيضًا الإيمان الجمعي بالخرافة، كما ورد ببحث الشخصيات عن الشيوخ حول المس وأذى الجن .

    #تقنية الأحلام:

    تمكن الكاتب من توظيف الأحلام في كشف ما بداخله، لنقل أن البطل كان يكشف لنا عن واقع ووعي لا ينتبه له هو، مثلًا في الأحلام الأخيرة كان يري نفسه فيها يفقد زوجته ويشعر بحزن وألم بالغ، وهذا دليل على تعلقه الشديد بزوجته ورعبه من فقدانها رغم أنه في واقعه اليومي لا ينتبه لذلك الحب، بل لا ينعم في رفقتها بالمحبة، وفي ذلك كما أشرنا سابقًا إلى تماس علاقته مع الزوجة بعلاقته بوالدته، لن يستغني عنها حتى وإن أدمن كلًا منهما تعذيب الآخر، كما في العلاقات الكارمية، ولو حتى أحب غيرها أو تزوج بأخري تظل الزوجة هي منطقة الأمان لديه.

    #تقنية الكوموفلاچ والأرشيف الصحفي؛

    وهذه من المرات النادرة، التي لا يؤثر فيها عمل الكاتب الصحفي على إبداعه، في الرواية احتفظ الكاتب بأسلوبه الشاعري، وطوع الأرشيف الصحفي في خدمة نصه، بربط بعض الأخبار والحوادث وحتى البوستات في خدمة النص، عن طريق القص واللزق.

    وايضًا ذكره لبعض الكتاب مثل هاروكي موراكامي، نجيب محفوظ، إيزابيلا الليندي، ليزيد النص ثراءً معرفيًا.

    في النهاية. رواية " زيارة أخيرة لأم كلثوم" نص سردي ثري ويتحمل التأويل المتعدد والقراءات العميقة والمغايرة .

    هناء متولي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    من جنازة خالته "أم كلثوم" يعود الكاتب والصحفي حسين جاد لسرد حكاية عائلته هذه المرة، يعود للجذور ثانية، ولكن بطريقة مختلفة، كل أبطال الجزء السابق حاضرين معنا مرة أخرى في الحكايات، وفي الخلفية، فيما نفاجئ بقصص وتفاصيل أخرى جديدة، وإذا كانت الرواية الأولى قد حفلت بعرض صورة الحاضر، ووجهة نظر الكاتب في العديد من الأحداث الجارية، فإن الرواية الثانية تركز حضور الماضي، وتحديدًا لحظة مقتل السادات وما قبلها وما تلاها، حيث يربتط مشهد موته الذي شاهده البطل على التلفزيون بوجوده مصادفة عند خالته .. وما بين 1981 و 2018 يمتد السرد وتتداعى الذكريات.

    (( وهل الحب خبرة؟ بالتأكيد هو كذلك، مع أن أعراضه هي نفسها تقريبًا في كل مرة، تشبه أعراض مرض ما يمكن أن تتكرر الإصابة به، في أي مرحلة من مراحل العمر. لكن مع التكرار تتولد مناعة - لو جازَ التعبير- تحاصر تلك الأعراض؛ بحيث يمكن تحمل ما قد تسببه من ألم، أو حتى على الأقل تتيح التكيف معها على نحو ناضج.))

    هكذا تطرح الرواية الأسئلة باستمرار، وتعمق من حالة الحيرة لدى البطل ولدى القارئ كذلك، في الوقت الذي تعمل على رصد تفاصيل ذاكرة وماضي ولى بغير رجعة، لمحاولة الإجابة عمّا وصل إليه البطل والعالم من حوله في لحظته المأزومة تلك، والتي يبدو فيها متجاوزًا لحالة "الاكتئاب" إلى حالة الرصد والتحليل بوعي أكبر.

    في ما يمكن أن نعتبره الجزء الثاني من الرواية يتخفف السارد من الحكاية الأصلية، لتتحول فصول الرواية القصيرة إلى شذرات وأجزاء من مذاكرات ويوميات عابرة يركز فيها على ذكر بداية تعرفه على عالم المثقفين من خلال قصص يحيى الطاهر وصبري موسى وشعر أمل دنقل، وغير ذلك

    يتحول المخاطب من الصديق طاهر إلى الأخ ماهر أحيانًا، وأحيانًا أخرى إلى عادل وسلمى، ثم منادى في كل حكاية وفقرة، يختلف عن الآخر ولكن المهم تداعي الذكريات، التي لا تلتزم بترتيب محدد أيضًا . تداعي حر يفرد فيه فصلاً عن عالم "عزبة عقل" مثلًا، منشأ البطل، وهي بحكاياتها تبدو تربة خصبة ومادة جاهزة لأن يبنى عليها رواية مستقلة .. ولكن يظل القارئ شغوفًا بمواصلة الحكاية حتى نهايتها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق