تأثرني دوما الكتب التي تخلد وتوثق العادات والسلوكيات ويمكن ايضا الجمادات والأشياء التي عاصرت زمن واشخاص ربما رحل اصحابها وربما بقيت هي تحكي سيرتهم ويمكن رحلت هي ايضا ولم تعد مستخدمة إلا نادرا.. فتوثيق وجودها شئ مهم يبعث في النفس دفء الاجداد وربما نقول"أي حاجة تيجي من ريحة الحبايب".
لم أعش في الريف لكني عاصرت الكثير من ما اورده الاستاذ عمار علي حسن في هذا الدليل.. اراه دليل للاجيال القادمة مفهرس عن عادات واشياء
السبرتاية
من لم يشرب قهوتها فليس عليه أن يدعي أبدًا أنه قد تذوق يومًا طعم البُن وديعة هي كراحة يد فتاة حسناء، طيبة كرغيف خبز، طيِّعة كقطعة عجين تقلبها يد عفية وتضربها في ماجور الفخار أمام الفرن المتقد، جذابة كوردة يانعة.
دفتر البفرة
لهذا تعجبت حين قرأت في مذكرات السجناء السياسيين كيف أنهم قد استعملوا دفاتر البفرة في كتابة يومياتهم الحزينة! وكيف استعمله بعضهم قطنًا يمسح به قطرات الدم التي انبجست من جرحه الطازج جراء التعذيب الوحشي! بعضهم تمكن من أن يكتب على مثل هذه الأوراق رواية أو كتابًا كاملًا، قام بتهريبه مع زائريه، فأعطوه لمن جمعه، فخرج مؤلفًا قرأه الناس، ليتعجب السجان، كيف لمسجون أن يصدر ما يصف أحواله في الزنازين العتيقة.
الرحاية
مثلها تمضي بنا الظروف، بين قلقلة وطحن، إذ لا تكف النوائب عن النزول فوق رؤوسنا، فنشعر دومًا أن أجسادنا حبات قمح ملقاة بين راحتين، يتقشر جلدها أو جزء منه، ثم تفر من بين أنياب الدائرة الحجرية القاسية الثقيلة، لتتهادى أمام منقار دجاجة أو ديك جائع، وإن كانت هذه الحبة محظوظة أكثر تتفاداها عيون طيور المنازل.
الفلكة
الأوجـــاع تتــرك ندوبًـــا فــي أرواحنــا،لا تفعلها المسرات.
الربابة
أزيز مجروح يسيل دمه على الآذان المشنفة إلى العازف فتشفي آلامها المبرحة.
القلل القناوي
من بوسعه أن ينكر أن الطمي والغرين الذي يهبه النيل في واحد من أمكنته العفية بوسعه أن يهبنا، بعد أن يلثم النار، تلك الآنية التي تقتل النيران الناشبة في جوفنا أيام القيظ، وفي نهاية نهار الصيام، لا سيما في الصيف.