أخذتُ أتلفتُ حولي، كأنني أبحث عن شخصٍ ما، يمكنه أن يعثر عليَّ فجأةً وسط الزحام والضجيج،
في غرفة العنكبوت
نبذة عن الرواية
ثم يعود المهرج إلى مرآته في نهاية اليوم، أعود إلى غرفتي المغلقة على وحدتي العارية، ربما تمسني كهرباء خفيفة للحظات عابرة، بينما أخلع ثيابي، وأتأهب للنوم قرب الفجر، فأشعر وكأنني صرت ماما نفسها، وهى تنزع عنها إكسسوار إحدى شخصياتها. لم أكن هاتوشكا في الحقيقة، كان هذا هو الدور المناسب لي، مجرد دور، لا أكثر ولا أقل. ربما اندمجت فيه أكثر مما يجب، حتى لم أعد أعرف من هو هاني محفوظ الحقيقي، وكيف أعود إليه عندما أريد. عندي نسخ كثيرة منه. صحيح؛ كلها طبق الأصل، لكنها ليست الأصل، ليست أنا، كلها أقنعة وخلفها لا يوجد أي شيء، فراغ مفرغ، وله لذة. بعد بضعة شهور في السجن، يخرج هاني محفوظ مصابًا بخرس طارئ، ليجد صوته الجديد بين دفاتره، حيث يكتب كل يوم، فارضًا على نفسه عزلة اختيارية بغرفة فندق، لا يشاركه إياها غير عنكبوت صغير، يكتب متتبعاً صوره القديمة، على أمل العثور على صورة واحدة حقيقية له، يكتب حكاياته الصغيرة مع أهله وميوله الخاصة والأفراح الخاسرة في شوارع الليل، وأيضًا عن تجربته المذلة خلال أشهر سجنه، منقباً عن مغزى خفي، وراء كل ذلك الركام، في رحلة لا تتبع خطاً مستقيماً، بقدر ما تأخذه في اتجاهات عديدة، كأنها شبكة عنكبوت يغزلها بخيط واحد هو صوته المفقود، خيط يمتد من نفسه إلى الآخرين، من حاضر إلى ماضيه، ومن أوهام الحب الصبيانية إلى كابوس الوحشة والأذى.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 184 صفحة
- [ردمك 13] 9789774903847
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية في غرفة العنكبوت
مشاركة من Bookie Jojo
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Fatma Muhammed
من الناحيه الادبيه الروايه حلوه جدا والسرد فيها ممتع ومش ممل اطلاقا لكن من الناحيه الفكرية وتناول موضوع المثليه فكان مثير للاشمئزاز والشفقه ان بيتم التركيز وتحوير القضيه علي انها فطره وطبيعه في الانسان مش ناتج وتأثر من المجتمع والبيئه المحيطه بالشخص نفسه. حتي لو كانت الظروف الاجتماعيه والماديه مختلفه ومتفاوته ده ميكونش مبرر اننا نعلق المثليه علي شماعه الفطرة مقدرش افتي بصدق نظرتي للموضوع بس علي حسب الكاتب انه اقتبس من مواقف وشخصيات حقيقيه علي رأسهم قضيه الكوين بوت الشهيره فيظل الموضوع شائك وغريب والقراءه ما هي الا وسيله او شباك صغير بنطل منه علي ثقافات و افكار غريبه حتى لو كانت موجوده في مجتمعنا بس منعرفش عنها حاجه
-
Ayman Gomaa
بعض القراء يحذرونك إذا كنت تشعر بالقرف من المثلية أو عندك رهاب المثلية أو لا تعترف بحق كل شخص يعيش بالطريقة التي يحبها و كل هذا الهراء الغربى فلا تشغل نفسك بقراءة هذا العمل لانك سوف تظلمه لكن نصيحتي إقرأها طبعًا.. لأنها رواية جريئة و عالم يستحق الحديث عنه و فهمه و هذا أكثر ما جذبني إليها بطبيعة الحال و تقييمي لهذا العمل هو تقييم أدبي مثل كل قراءة اقرأها مهما كان محتواها.
محمد عبد النبي كاتب مبدع ذو قلم ممتاز و سرد رائع، كان يوجد بعض الاسترسال فى الرواية و التفاصيل لكن ليس بالكم الذي يصيبني بالملل، الدخول فى هذا العالم يتطلب قلم شجاع جرئ لأنه ناقش قضية حقيقة ترسخت فى واقعنا و أصبح لها مجتمع و إغماض عيوننا عنها يزيد منها بدلًا من معالجتها و فى قلب قضية مثل كوين بوت التي يتجنب الكثير الكلام عنها فهذا موضوع أحيّي الكاتب عليه خاصةً أن مع الوقت أتضح إنها كانت تصفية حسابات سياسية و لم يكن يهم المجتمع ساعتها أمور الدفاع عن أخلاقيات المجتمع، استطاع الكاتب ان يجعلني اتعاطف مع الشخصية الرئيسية فى المعاملة الغير آدمية التي تعرض لها فى سجنه و أيضًا مشاعره بعد وفاة والدته و التشتت كطفل ضائع لا يعرف ما يجب فعله و لحظه انهياره لكن هذا فقط ما تعاطفت معه، بشفافية مطلقة انا لا أتعاطف مع المثلية، هى شيء ضد الطبيعة مخالف للحياة الطبيعية فى كل الكتب السماوية .
"كان عالمي الطيّب يبتعد مع مرور كل ثانية، بينما يبسط الكابوس الأسود جناحه فوق كل شيء".
الكاتب أظهر لنا عالم غامض نسمع عنه عن طريق سيرة هاني محفوظ الذي تم القبض عليه مع الآخرين فى قضية كوين بوت الشهيرة و منها يتم سرد الرواية فى خطين زمنين عن طفولته و حياته و أيضًا عن سجنه و ما بعد القضية، الكاتب جعلنا نعيش فى هذا العالم و الكاتب لم يدعي فى النهاية انه عنده حلول لهذا المرض"لانه مرض"، هو فقط برز العالم بكل ما فيه و النهاية جائت مفتوحة و لم أجدها نهاية حقاً و كنت أتمني نهاية لخط الأحداث أفضل من ذلك .
" لم أكن أريد شيئًا من العالم كله إلّا أن يتركني في حالي، في غرفتي بصحبة كوابيسي، وعنكبوتي الصغير الذي راح ينسجُ بيتًا صغيرًا بالقرب مني في ركن التسريحة، بعد أن أطلقتُ سراحه من سجن الدُّرج."
رأيي الشخصي فى هذة المسالة .. لا داعي لقرأته اذا كنت حساس .
العالم مؤخرًا أصبح حساس و كل كلمة تخرج من فمك أصبحت قد تدمر حياتك المهنية اذا لم تركز "طبعًا كلامي عن الغرب حتي الان" و حتي فى الكتب يوجد موجة لتعديلها حتي تناسب الحساسين فى هذا العالم فكلمة مثل "مترهل / سمين / قبيح" و غيرها الكثير يتم التعديل عليه فأصبح العالم كانه حلقة ساخرة من مسلسل black mirror .. و أخيرًا المثلية الذي أصبحت أقوى من ذى قبل و أصبح وجودها كالماء فى حياتنا و منذ أيام قليلة كان يتم الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية، كلما اسمع هذا المرض أضحك.. أعذرني ان كنت حساس فأنا لا اتعاطف مع المثلية من قريب و من بعيد مهما تقدم العالم و سمح بها بالإجبار فى كل ما يتم تداوله حاليًا، انا مِن من يقولوا عليهم الان الذين لازالوا فى الكهف المظلم للعقائد البدائية الدينية و حقيقي سعيد بذلك، لكن مع ذلك لا أشجع الطريقة التي يتم حلها فى هذة الأمور و خاصة كل ما هو غير أدمي فى التعامل و الإيذاء الجسدي كأنه مرض يخرج كلما أذيت الشخص و محوت كرامته، اؤمن ان العلاج النفسي هو الحل فى كل ذلك و لكنى لم أختلط من قبل بهذا العالم فلن أدعي معرفتي الحل بهذه السهولة و لن أدخل فى الأمور الدينية و تحريمه فى كل الكتب السماوية و لكن بكل بساطة هذا شيء ضد الطبيعة و هذا يكفي بالنسبة لي لتجريمها، قبل اتهامك لى بالجهل فقط و أني متخلف فقط أعرف ان العالم مؤخرًا بدأ الترويج للبيدوفيليا و حتي بعض الدول بدأت تجيز زواج المحارم تحت شروط معينة و أعتقد ان هذا منافي لاى إنسان طبيعي عاقل لكن بعد ٥٠ عام سوف يتم استباحته كشيء طبيعي مثله مثل المثلية حاليًا و لن يتم حل هذه الأمور إلا بالرجوع لطبيعتنا البشرية الفطرية .
-
Mohamed Khaled Sharif
في غرفة العنكبوت، ستجد العديد من الخيوط المغزولة، مُتشابكة، ومُشتتة، ومتناثرة وأحياناً لا تُفضي إلى شيء، دوائر بداخل دوائر، حتى تصل إلى نقطة البداية أو النهاية فتجد فراغاً، أو بداية لخيوط جديدة تحمل رحلة أخرى.
تناقش رواية "في غرفة العنكبوت" موضوعاً حساساً للغاية، أن تتحدث فيه هذه الأيام يحتاج إلى أن تختار ألفاظك بعناية، فبمجرد إطلاقك لفظ شاذ فأنت معارض، أما لو قولت مثلي الجنس فأنت متوافق، ولكن في الحالتين لم يتغير الواقع، أو طريقة التعامل، من الطرفين، فكل طرف يُريد فرض نفسه على الآخر، وكأن حياته تتوقف على هذا، دون أن نعي بأن مفهوم الحرية الذي تطالب به يكون أن أتقبل آرائك أو لا، دون التدخل السافر والعنيف، فكلنا نعرف أنه مع العنف يأتي العناد، ومثل هذه القضايا الشائكة التي أصبحت مُتجذرة في المجتمع، تحتاج إلى حلول هادئة، ومعالجات أطول، فأياً كانت الأرض التي تقف عليها، وأياً كان موقعك، فستنهار لو انهارت الأرض نفسها التي تحملنا سوياً، ألا ترى ذلك؟
تربط "في غرفة العنكبوت" الواقع بالمتخيل، فنرى حوادث حقيقية مثل الكوين بوت، وأسماء لشخصيات معروفة ومشهورة دون تحريف وأحياناً بتحريف، فبطل الرواية "هاني محفوظ" هو ابن فنانة معروفة ولديها مُسلسلات تعرض ويتقاطع خط حياته مع فنانين عديدين، ولكنك بالبحث ستجد العديد من الأجزاء المتخيلة.
فكان ذلك المزيج هدفاً لبناء شخصية من أكثر الشخصيات المُعقدة التي قرأتها في حياتي ولن تنساها بسهولة -وإن كنت أتمنى أن يزداد مستوى التعاطف معه- من نشأة طفولته الغريبة بين أب لاه، وأم مُشتتة، وتنقلات حياته الغريبة، وإكتشافه لميوله، ومحاولة التعامل معه دون أن يوصمه المجتمع، أو عائلته حتى وأقرب الأقربين، يمر بأزمات نفسية وواقعية، ولكنها لم تكن بالقوة اللازمة لكي تجعلني أتعاطف معه، من المُمكن أن يكون السبب في ذلك هو نشأته المُرفهة أكثر من اللازم، الدلع الذي يعيش فيه، وأفهم أن ذلك ليس سبباً لأفقد تعاطفي معه، ولكن أضف على ذلك محاولات الإجبار والفرض الجارية حالياً في العالم بتقبل أمثال "هاني محفوظ"، وحتى كلمة أمثال قد تُشتم عليها، حسناً أنا أفهم أن ميولك ليست كما خُلق العالم عليها، هناك شيئاً ما لا تُحبه، سأتقبل وجودك، ولكن لا تفرضه علي، لن تجدني موجهاً إليك سلاحاً وأهددك، ولكنني سأتركك في حالك، وبالمقابل، سأطلب منك أن تقوم بفعل المثل، لست مجبراً على تقبلك والتعامل معك، لكم أفكاركم ولي أفكاري.
كانت الرواية محاولة لفهم طبيعة الحرية في مجتمعنا من خلال موضوع شائك للغاية، وأن كل فعل تظن أنه من حريتك، يُقيده المجتمع ومن حولك، ويهاجموك، لا يُمكنك أن تعيش على سجيتك، حتى لو كانت لا تؤذي أحداً، فكرة الربط بحادثة الكوين بوت جعلت الفكرة سياسية أيضاً وما يُمكن أن نفهمه من هذه الرمزية وتشعباتها الواضحة والخفية.
السرد في الرواية مُمتع رغم الاسهاب في الاسترسال في حكايات وشخصيات فرعية لم تضف إلى الحكاية مُجملاً حتى لو كانت مُمتعة في ذاتها، التنقلات الزمنية كانت موزونة في بداية العمل ولكن بعد ذلك أصبحت أكثر من اللازم، والنهاية كانت مفتوحة وأضاعت الكثير من جمال الرواية، فمع العرض لمعضلة "هاني محفوظ" وحيرته، جاءت النهاية لتبقي الأمور على ما هي عليه.
ختاماً..
رواية "في غرفة العنكبوت" جريئة في طرحها، مُمتعة في سردها ولغتها تحمل رمزيات عديدة تبدأ من اسم الرواية حتى تتغزل إلى خيوط أخرى تندرج تحتها، كانت تحتاج إلى كثير من العمل في نقطة العاطفة مع بطل الرواية، والنهاية، ولكنها تظل تجربة مهمة في الأدب العربي الحديث.
-
heidi
يكتب هاني محفوظ عن حياته وعائلته بالتفصيل الممل وكيف أثر اعتقاله على خلفية قضية شهيرة حدثت في مصر عام ٢٠٠١ تسمى "قضية الكوين بوت" إذ قررت الشرطة عمل حملة أمنية تجمع فيها أكبر عدد من المثليين المتواجدين في احدى العوامات على نهر النيل أو من كانوا حتى بالقرب من موقع الاعتقال وكان لديهم ميول مثلية.
ليبدأ هاني رحلته مع الشرطة التي تحاول انتزاع اعتراف منه بمثليته ليتم عرض القضية على القضاء فيما بعد للبت فيها.
يستعيد هاني ذكريات طفولته بالتفصيل الممل وكيف دخل عالم المثلية الجنسية منذ كان قاصراً.
يعتبر هذا أول لقاء لي مع رواية مصرية تتطرق لموضوع المثلية بشكل رئيسي وكامل، كنت قد قرأت قبل سنوات رواية "رائحة القرفة" للكاتبة السورية سمر يزبك، لو خيرت بين الروايتين سأختار "رائحة القرفة" ربما لتفاصيلها الدرامية وعرضها لشرائح من المجتمع السوري لم أتوقع وجودها.
العيب القاتل في الرواية هو: الإسهاب.
لماذا أسهب الكاتب في ذكر تفاصيل وطرح عشرات الشخصيات الثانوية على ساحة أحداث الرواية دون أن نرى نهايات واضحة لهم، في البداية تحدث هاني عن جده وكفاحه في عالم تفصيل ملابس الفنانات وعلاقته بالراقصة ببا، في فصل كامل تقريبا او اكثر لكن ما الداعي لهذا الأمر مادام الجد لم يؤثر بشكل أو بأخر على ميول حفيده أو حتى شخصيته، كذلك الاسهاب في تفاصيل عمل الأم و إدمان الخاله وحياة الكثير من الأصدقاء، عالم هاني محفوظ مفتوح على شخصيات كثيرة متناقضة المبادئ كانت هناك فصول ممتعه واخرى ممله لكن اسلوب محمد عبد النبي مشوق ويجعلك تلتهم الصفحات بنهم بغيه معرفة النهاية التي وجدتها مرضية بالنسبة لي.
شخصية البرنس وجدتها كرتونية وغير واقعية نوعًا ما، بعض التفاصيل لم اهضمها مثل ذلك المشهد الذي يتحدث فيه عن انتظار فارس احلامه على الحصان الابيض! هل يوجد رجل أو امرأة في عصر ما بعد الحداثة ما زالوا ينتظرون أحصنه وفرسان!
حاول الكاتب قدر الإمكان أن يجعل من هاني شخصية حقيقية من لحم ودم لكني استشعرت عدم واقعيتها في بعض المواضع خاصه في الثلث الأول من الرواية.
لا أعلم ما هو وجه الشبه بين البطل والعنكبوت، هي رمزية صعب علي فهمها والاقتناع بها حتى عندما شرحها لي أحد الأصدقاء.
اقتباسات:
❞ وربما لو تقبّلونا وتقبلنا نحن أنفسنا، لاستطعنا رؤية الجوانب الأخرى المشتركة بيننا وبينهم، ❝
❞ كأنه عنكبوت واحد ينسجُ خيط حياتي منذ مولدي وحتى الآن، ولن يرحل إلا بموتي. ❝
❞ والمضحك أن الناس لديها صورةٌ عجيبةٌ عنا، يظنون أننا نمارس الجنس ليلَ نهار لا يعتقدون أننا مثلهم جميعًا، مضطرون إلى أن نذاكر لكي ننجح، وأن نعمل لنأكل ونعيش، وأن نهتم أيضًا بالقضايا العامة وأحوال البلد كأن كل همّنا في الحياة تلخص في الجنس❝
-
شريف مصطفى
"في غرفة العنكبوت ... صراعات نفسية مع الفطرة والسُلطة"
التكوين النفسي للإنسان له عوامل كثيرة، تبدأ منذ ولادته وحتى موته، يتأثر بالبيئة، والتربية، والأصدقاء، ومن الضروري أن تتحصن النفس قدر المستطاع ضد أي تشويه أو عدوان عليها.
في هذه الصفحات نعرف حكاية "هاني محفوظ"، شاذ جنسيًا، تسببت تربيته ووالداه بشكل كبير في تكوينه بهذه الصورة، فظل طوال عمره يبحث عن الحب متمثلًا في صورة أبيه، والأمان المتمثل في أمه الغائبة.
تنقّل الزمن باحترافية شديدة في النص الروائي، فبدأ بالعلاقة التي تجمع "هاني" و "عبد العزيز" وتعرضهم للإيذاء والتعذيب في السجون، ثم انتقل للماضي ليتعمق بيت "هاني" ووحدته وشخصيته بين أم ممثلة وأب لا يراعي خصوصيته معه، وكذلك علاقته مع صديقه "البرنس" الذي يلجأ إليه في أصعب الظروف فيحاول حل المشكلات بطريقة آمنة.
السرد في الرواية عبقري، واللغة عذبة ومناسبة للنص، تجذب القارئ إلى معرفة المزيد والقراءة دون أي لحظة ملل، و ظل بناء الرواية محكم والحبكة قوية باختلاف الأزمنة والأماكن وعلاقات "هاني" مع عمله أو زوجته أو بحثه عن ذاته.
الشخصيات في الرواية رائعة، لكلٍ منها دوافعها وصراعاتها، أكثر شخصية رأيت فيها قوة متفردة هي شخصية "كريم"، رأى "هاني" فيه الأمل الذي يطمح إليه، وصبره وصراعه مع التوبة شكّلا شخصية ثرية أضافت الكثير للنص.
جاءت النهاية موفقة للغاية، وأضافت لروعة وجمال النص، وعلى مدى الرواية يظهر "العنكبوت" الذي ارتبط بعنوان الرواية، وكذلك ارتبط كثيرًا بشخصية "هاني" في كثير من تفاصيله.
عمل أدبي عظيم، ونص روائي جريء مرهق عبقري، وبرغم ما فيه من قسوة استطاع أن يخلق حالة فريدة من الجمال والمتعة الأدبية.