اقتباسات من كتاب رسائل في الحكمة

اللهم إني أسألُك من النِّعمة تمامَها، ومن العِصمة دوامَها، ومن الرَّحمة شُمولَها، ومن العافية حُصولَها، ومن العَيش أرغدَه، ومن العُمر أسعدَه، ومن الإحسان أتمَّه، ومن الإنعام أعمَّه، ومن الفضل أعذَبه، ومن اللُّطف أقرَبه.

‫أما الوعظ، فلستُ أرى نفسي أهلًا له؛ لأن الوعظ زكاة نصابها الاتعاظ، ومن لا نصاب له كيف يُخرج الزكاة؟ وفاقد النور كيف يستنير به غيره؟ «ومتى يستقيم الظل والعود أعوج؟».

الخلق بين فتن ومحن، إما مبتلى بالنعمة ليظهر شكره، وإما مبتلى بالشدة ليظهر صبره

علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه

وحسن الخُلق مع الناس: ألا تَحمل الناسَ على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع.

وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه: «اعمل لدنياك بقدر مُقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها»».

لذة القلب المعرفة. وكلما كانت المعرفة أكبر كانت اللذة أكبر.

والرابع: تحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدي به أوامر الله تعالى.

بل الحكمة في رسائل

اعمل أنت بما تعلم؛ لينكشف لك ما لم تعلم.

ما قُدِّر لك سيصل إليك لا محالة، وإن اجتهد كلُّ مَن في العالم على صَرْفه عنك. وما لم يُكتب لك لن يصل إليك، وإن ساعدك جميع العالم.

ما قُدِّر لك سيصل إليك لا محالة،

سَهَرُ العُيونِ لِغَيرِ وَجْهِكَ ضَائعٌ

‫وبُكاؤهُنَّ لِغَيرِ فَقْدِكَ باطِلٌ

من جملة ما نصح به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته قوله: «علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإنَّ امرأً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خُلق له لَجدير أن تطول عليه حسرته، ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيرُه شرَّه فليتجهز إلى النار».

‫واقبَل نصيحة الخَضِر عليه السلام حين قال: ﴿فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾، ولا تستعجل حتى تبلغ أوانه يُكشف لك، وَتَرَهُ: ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾، فلا تسألني قبل الوقت، وتيقَّنْ أنك لا تصل إلا بالسَّير لقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا﴾.

‫اعمل أنت بما تعلم؛ لينكشف لك ما لم تعلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عمل بما علم ورَّثه الله عِلمَ ما لم يعلم».

‫قال سفيان الثوري رحمه الله: «إن لله تعالى ريحًا تَهُبُّ بالأسحار، تحمل الأذكار والاستغفار إلى المَلِك الجبار».

يقول الله تعالى: ما تَصنع لغيري وأنت محفوف بخيري! أمَا أنت أصمُّ لا تسمع؟!».

‫عِش ما شِئت فإنك مَيتٌ.

‫وأحبِبْ مَن شِئت فإنك مُفارقُه.

‫واعمل ما شِئت فإنك مَجزيٌّ به.

سَهَرُ العُيونِ لِغَيرِ وَجْهِكَ ضَائعٌ

‫وبُكاؤهُنَّ لِغَيرِ فَقْدِكَ باطِلٌ