"كُل تلك الليالي التي ناجيت فيها، بحماسة صادقة، الأشخاص الخطأ
كُل تلك الأغاني التي ملكتني، وظننت أنني سأرددها للأبد، ثم نسيتها تماماً
الأصوات التي ظننت، من فرط حميميتها، أنها سترافقني حتى النهاية، ولم أسمعها ثانية
كل تلك المفاتيح التي أحملها، لأبواب لن أراها مرة أخرى
الانطباعات الخاطئة عن صادقات ملحمية مُحتملة، انتهت إمكانيتها قبل انتهاء اللقاء الأول
وآثار ذلك الألم العظيم على روحي، من حُب لم أعد أحمله في قلبي
كُل ذلك الجمال المُخادع، الذي قطعت طريقاً طويلاً للابتعاد عنه
ولم يسلبني، على الرغم من كُل شيء، الفرح بكل جميل مؤقت، والاستعداد التام، للمقامرة بكل شيء، من أجل إمكانية جميلة بعيدة
دون أي خوف من حنين مُمكن أصبحت بارعاً في القضاء عليه أولاً بأول."
قراءة ثانية لكتاب أظنني كلما نسيته، قرأته.
كتاب لطيف وخفيف في المجمل عن كل شيء تقريباً.. لم يضع الكاتب لنفسه ضفاف.. فأحياناً تطول الفقرات إلى 4 صفحات وأحياناً تكون جملة واحدة..
بكلمات عذبة ولغة جميلة.. سيآخذك الكاتب إلى رحلة في الحياة وتقلباتها وتنوعاتها.. وتذكر أننا هنا لن نصنع الفلك.
وهذا الكتاب لن يبيع لك الأمل الزائف أيضاً. ولكنه سيشعرك باللطافة ويمنحك بعض الخبرات بلا مقابل.
أحببت النصوص جدا وخصوصاً الطويلة.. كانت أكثرهم جمالاً.
الجميل في القراءة الثانية بالنسبة لي، أن هناك نصوصاً في القراءة الأولى لم أفهمها ولم تلمسني، ولكني وجدتها هُنا براقة ولامعة، تلمس القلب وتعطيه حضناً.
"سيحاول غالب هؤلاء الذين ستعرفهم أن يتجنبوا تماماً تلك الهشاشة داخلك، ربما حتى سيراك بعضهم -بشكل من الأشكال- فارساً نبيلاً تائهاً، حين يلمحون غبار المعركة على جبهتك."
بعد القراءة الأولى، كان الكتاب بالنسبة لي عادياً أو متوسطاً، ولكن بعد القراءة الثانية، أتمنى لو أرشحه لكل القراء، فـ"بلال علاء" يكتب بشفافية شديدة، بكلمات كالشعر والنثر، تتملئ بالحزن والشجن، والذكريات، تلك الملعونة دائماً، ولكنها تحمل فرحة دفينة.