وفي حين يرفض الفلسطينون أن يكونوا ضحايا، يُصرّ الإسرائيليون على أن يبقوا الضحايا الوحيدين.
غولدا نامت هنا: فلسطين حضور الغياب
نبذة عن الكتاب
تجد نفسك، وأنت تطالع هذا الكتاب، أمام حكاياتٍ بلا عدد، تتالى كيفما اتفق، في يومياتٍ ومشاهداتٍ ومروياتٍ توثّقها سعاد العامري، في جولاتٍ لها مع أصدقاء وصديقات لها في القدس وغيرها، عن بيوت عربية يسكنها محتلون إسرائيليون، وتملكّوها بقانون الغلبة والاحتلال، فصادروا قصص أصحابها ومالكيها وساكنيها الفلسطينيين، في عملية محو وعدوان على ذكريات الفلسطينيين، ليس بحسبانهم جموعاً وشعباً، فقط، بل باعتبارهم أفراداً، لكل منهم أشياؤه وممتلكاته الشخصية. ثمّة احتفاءٌ غزير في سرد سعاد العامري في كتابها بالفلسطيني شخصاً مفرداً، لا بإحالته إلى شعبٍ نُكب بالاحتلال والتهجير والطرد. تُطالع في الكتاب فيضاً من وقائع الفقد والخسران والألم، ولا يتم التعبير عن هذا كله بكيفيةٍ واحدة، ذلك أن الرواة مختلفون، والحكواتية الساردة التي تسمع وتشاهد أمينةٌ في نقل ما تسمع وتشاهد، وباسترسالٍ حر كأنه في هواء طلق، ومن دون استعانةٍ بأي مجازٍ أو بلاغة، إذ يكفي الإحساس الكابوسي، أحياناً، والهزلي الضاحك أحياناً أخرى.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 141 صفحة
- [ردمك 13] 9789927101434
- دار جامعة حمد بن خليفة للنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب غولدا نامت هنا: فلسطين حضور الغياب
مشاركة من هبة أحمد توفيق
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Huda Okasha
عندما تحل شريعة الغاب محل القانون على نحو مطرد ، يصبح كل شئ متاح للمحتل دون النظر لحق اصحاب الارض من ولدوا وعاشوا وورثوا ارضهم عن اجدادهم ومع هذا يتم تجاهل كل هذه الحقائق بل لا يُعتد بأى وثيقة رسمية تؤكد ملكيتهم واحقيتهم لكل ما يُسلب منهم .
اكثر ما يدهشنى هو اننا كشعب ، لم نكف عن رواية قصة طردنا الجماعى خارج فلسطين ، لكن بطريقة مايشعر الفرد الفلسطينى بالخجل من أن يروى قصته الشخصية حول طرده من منزله وغرفة جلوسه وغرفة نومه .
فى هذه الرواية تروى سعاد الجابر. حكايات أسر. كاملة و شخصيات عادية يبكون مساكنهم التى سُلبت وذكرياتهم حنينهم الى بيوتهم التى بنوها وعاشوا فيها وتركوها مجبرين وحرموا من العودة اليها من ١٩٤٨ وبعضهم بعد نكبة ٦٧ ………
عاديية الأشخاص حيث انهم ليسوا رموزاً ولا أبطال مقاومة زاد من حميمية الحكايات وصدقها.
ماهى قصة المهندس انضونى برامكى المعمارى الشهير الذى صمم وبنى أشهر بيوت وفيلات القدس فاصبح لها طابع وطراز مميز يعرف باسمه (الطراز البرمكى ) …
ماذا فعل جابى الابن البكر للمعمارى الشهير فى محاولاته المتعدده والقضايا التى رفعها ووالده لاسترجاع ملكيته لفيلا انضونى البرمكى ؟كان يطلق عليها نور عينيه .
هل تتصور ان تتحول الفيلا الى متحف يدخله صاحبه بعد الحصول على تذكرة دخول يوم الافتتاح !
ماهى حكاية فيلا هارون الرشيد التى سكنتها جولدا مائير ومن هنا جاء اسم الرواية : جولدا نامت هنا … حتى رئيسة وزرائهم سكنت فى بيت عربى حاولت اثناء زيارة السكرتير العام للامم لها أن تزيل اسم الفيلا المحفور على الحائط الذى لم تهتم أو تنتبه اليه من قبل …
يسكنون فيها رغم أن فواتير الكهرباء والماء مازالت باسماء أصحابها الاصليين !
كيف يتفنن الاسرائليون فى اصدار كل ماهو غريب من القوانين لسلب بيوت ومنازل اصحاب الارض ،لا يكتفون بطردهم وتسكين المحتل بل وبيعها لهم واعتبار اصحابها من الملاك الغائبين رغم وجودهم وبقائهم فى منطقة اخرى بعد طردهم لكنهم اصدروا تشريعات تتيح لهم بيع الهواء ، حقوق الهواء اى الفضاء الذى فوق البيوت ! يعطون هذا الحق لرجل اعمال ليكون من حقه بناء ادوار اخرى فوق البيت الاساسى المكون من دورين مثلاً ،
يقول احد المعمارين صاحب احد هذه البيوت : انتظر حتى يطالبوا بحقوقهم تحت الارض باقامة مواقف للسيارات وأنفاق تحت عقارك ، حين سيصبح بيتك كساندوتيش الفلافل بين الحقين المزعومين فى السماء والجحيم !
فى جعبة اسرائيل افكار مبتكرة دائماً حين يتعلق الامر بسلب الفلسطينين حقوقهم ، سواء على الارض او تحت الارض أو فى البحر ، والآن فى الهواء .
قصص حقيقية لعائلات عدة الرابط بين كل الحكايات التمسك وبشدة بحق العودة او على الاقل اثبات ملكيتهم لبيوتهم التى بحكم قانون جائر سكنها اخرون وحُرم اصحابها من حتى
السماح لهم بدخولها كزوار بل ان بعضهم حُرم من مجرد التواجد بالقرب منها ورؤيتها من بعيد لانه على حد تعبير الشرطة هم يضايقون اصحابها الجدد ويسببون لهم الذعر …
سعاد العامرى قررت ان تدخل القدس لتصور بعض هذه البيوت لتروى حكاية اصحابها الاصليين كما وعدت جابى ان تروى حكايته كما كان يتمنى قبل رحيله ولتروى حكاية عائلتها فلقد كانت من ضمن العائلات التى تم الاستيلاء على بيوتهم بل وبيعها على اعتبار انهم كما أطلق عليهم القانون الملاك الغائبين رغم وجودهم حتى فى المحكمة كان القاضى يخاطب المعمارى انضونى بانه من ضمن زمرة الملاك الغائبين رغم حضوره المحاكمة بنفسه …
عمل أدبى يستحق القراءة كونه يروى حكايات العاديين من الناس مع وصف رائع للمكان بنظرة مهندسة معمارية من أهل المدينة التى يذوب فيها عشقاً كل من ينتمى اليها وعاش فيها وامتلك بيتاً من بيوتها …
......
غولدا نامت هنا
سعاد العامرى
-
Osama Qaffaf
القدس كما روت سعاد
إذا هربت ، أهرب منكِ
و إذا عدت ، أعود إليكِ
و إذا أحببت شخصاً ، فلحبه لكِ
و إذا كرهت شخصاً ، فلكرهه لكِ
لا تبدو الذاكرة النسوية الفلسطينية أنها كُتبت كتاريخ كلاسيكي ، إنها لا تشبه أكاديميا كتابات الرجال التاريخية . لا تبدو أحاديث النساء في بلاد الشام كأي أحاديث في الوطن العربي ، إنها مسكونة بصوت القاصة المنساب بين مياه الغوطة ، إنه سرد كألف ليلة و ليلة ، يمسح شجرة تفاح نائمة هنا ، يمسك يد طفل شرد هناك بين البساتين ، و يدغدغ كل حواسك ، يرش الملح بحذاقة شامية ٍ تضع حمرة الشفاة على شفتيها الغارقتين بقصص آلاف الكاهنات اللواتي وضعن النجوم على درب النبوءة .
بين صفحات كتاب ( غولدا نامت هنا ) للكاتبة - اليافية من جهة الأب ، و الدمشقية من جهة الأم ، و المقدسية معاشاً و ولادة ، و الساكنة الآن في رام الله لاحقاً - ( سعاد العامري ) ، ذكريات الطفولة و الصبا ، فناجين قهوة مزروعةٍ هنا و هناك ، و طبخات محاشي مقدسية ، و أصوات البيوت المخنوقة في أحياء القدس المحتلة .
تبدأ الكاتبة رحلتها مع ذكرياتها عن القدس و علاقة أبيها و أمها مع المدينة من خلال عمل والدها في إذاعة القدس العربية ، و انتقال الأسرة من يافا إلى منزل آل غوشة في القدس ، تتحدث عن علاقتها مع المدينة و علاقة المدينة مع التاريخ ، و كيف هاجروا مرغمين من مدينتهم الحبيبة .
في الفصل الثاني تسرد للقارئ قصة المهندس الفلسطيني ( أنضوني برامكي ) و تشرح قصة منزله الذي أسماه ( نور عيوني ) و أهداه لزوجته ( إيفلين ) كعربون محبة ، لتشرح من خلال قصته قانون أملاك الغائبين الذي تستغله إسرائيل و باستعمال مؤسسة ( أميدار ) الحكومية الإسرائيلية لتصادر و تدير هذه الأملاك المنهوبة . أهم ما في القضية كان تحويل البيت إلى متحف اسمه ( نقطة ترجمان ) لنشر التسامح دون اي اعتبار للسرقة العلنية لمنزل آل برامكي ، و دون الإشارة حتى إلى أصحابه ، في مسعى مزمن لإخفاء و تزوير تاريخ القدس و طمس هويتها الأصيلة .
في الفصل الثالث تعرفنا على قصة هدى الإمام المقدسية ، و العلاقة التي لا تنتهي مع منزل عائلتها الذي صادره الإسرائيليون ، و بينما تحكي قصتها تذكر مصادرة منزل آل عويضة ، و تجريف مقبرة ماميلا الشهيرة و تقليص مساحتها ، و بطبيعة الحال لا بد أن تذكر القصة التي ارتبطت باسم الكتاب ، فمنزل هارون الرشيد الذي بناه جورج بشارات كان المنزل المؤقت لرئيسة الوزراء الإسرائيلية (غولدا مائير) حين كانت وزيرة الخارجية ، و قد استقبلت فيه (داغ همرشولد) مبعوث الأمم المتحدة ، و قبيل الزيارة طلبت من العمال إزالة اسم هارون الرشيد من واجهة المنزل ، لقد قامت غولدا بما تفعله الصهيونية بشكل ممنهج في القدس و فلسطين ، لقد صادرت المنزل بالقوة و حرمت اهله منه بالقوة وباختلاق القوانين ، ثم طمست التاريخ العربي في المكان و ادعت أن المكان كان إنتاجاً للعبقرية اليهودية ، و المنزل الذي لا يزال صامداً حتى اليوم أكبر عمراً من دولة إسرائيل .
لا تكتفي سعاد العامري بالحديث عن القدس وبيوتها ، بل تتحدث عن الفلسطينيين في الشتات و عن قصص اللجوء و الهجرة ، عن حيفا و يافا ، عن مخيمات لبنان ، عن السجن و الترحيل ، و عن الضرائب ( الأرنونا ) و القوانين التي تمنع الفلسطينيين من تجديد بيوتهم و تحرمهم من السكن فيها .
الكتاب ببساطة جرعة كبيرة من تاريخ فلسطين المعماري و علاقة أهلها مع مساكنهم و أرضهم ، الشوق لبيوتهم و أشجارهم وتاريخهم ، لكن بصوتٍ أنثوي هامس . صوت عميق في ذاكرة أي منا عمق سهراتنا الطويلة مع جداتنا .
-
عبدالسميع شاهين
وقائع محملة بمرارات لا متناهية يمكنها أن تسقط دمعتك و كتابتها على هذا النحو تستعطف المزيد من ضمير البشرية.