مراجعة كتاب
إسم الكتاب : الفتاة الأخيرة.
تأليف : نادية مراد – ترجمة نادين نصر الله
عدد الصفحات : 398 صفحة .
أعرِف أننا نتحرر من الماضي حين نواجهه، حين نعيد قراءته ولا اقول نعيد خلقه. لأن الفرار النهائي منه مستحيل، والتعالي عليه باغراء اقامتنا في الراهن من شأنه ان يدفعه الى المزيد من الضغط في الداخل. في تلك العتمة التي تغمر وحدتنا. نعدو الى امام .. ونخشى الالتفات ولو قليلا الى الوراء.
كنا – و أعني سابقاً ، سابقاً ، سابقاً - عندما نقول كلمة "مسلماً" نتوقع أننا نتحدث عن شخص ذي رؤيا، و رؤية موضوعية، و معرفة عميقة، و تقدير للتنوع و التعدد، و احترام للآخر مهما بلغت درجة التباين أو الاختلاف معه.
لكن، مع الأسف، فإن ما رأيناه في الفترة الأخيرة من العام ( 2014 م حتى 2017 م ) هو العكس تماماً، فليس هناك سوى القتل و التقنن بالقتل و الذبح و التفنن فيه و السبي والاغتصاب و التفنن فيه .. و التعذيب و التفنن فيه ... و تسفيه كل إنتاج أو نشاط ديني للآخرين، باستثناء قلة قليلة ما تزال تتمسك بقيم الدين الحنيف، و الانتماء الواعي إلى قيم الحق و الخير و الجمال ، و إلى المجتمع و قضاياه الكبرى أو الصغرى التي تلامس الناس في مختلف مستويات حياتهم.
أي دين هذا الذي يحمل الناس على سبي مدينة آمنة و اغتصاب بناتها بهذه الطريقة الشريرة الانتقامية و قتل رجالها و شيوخها و شبابها ؟
من نصّب فئة مجرمة خلفاء لله بالأرض ؟
إنتبهوا يا رفاق .. أي فكر يرفض تعددية المجتمع الفكرية والأخلاقية والتعبيرية واللغوية والعرقية هو فكر صحراوي لا يفهم دور ديدان الأرض والبكتريا والطفيليات والعصافير في نمو انسان وزهرة.
أي فكر يريد ان يسيطر على مجتمع ويفرض سلطته عليه ويدعي تقويم اخلاقه هو فكر مريض بالتعالي والتفوق والسطحية.
حتى عقرب الصحراء يخجل من الأفكار الأحادية.
إنتهيت من الكتاب بظرف ثلاثة ساعات متواصلة .. يؤسفني إنني لا أستطيع ان أصبح لا حبيباً و لا زوجاً و لا رفيقاً و لا حتى صديقاً للجميع .