عندما أعود بذاكرتي إلى مرحلة الصبا الأولى أكتشف بأثر رجعي حكمة الأقدار وهي تهيئ لنا المصائر وتعدنا للمستقبل، فقد نشأت في بيئة معنيّة باللغة والأدب وعلوم الدين. فأبي الذي اختطفه الموت في زهرة شبابه كان شاعرًا خلّف لي ديوانًا مفعمًا بالقصائد العاطفية والاجتماعية، انتشيت بحفظه منذ الصغر، وكأنني أمسك بطيفه الذي توارى وخلف لي لوعة لاذعة، وجدي الشيخ الأزهري الذي جعلني قرة عينه وعوض بكره الفقيد كان يكتب رسائل بأسلوب الرافعي في أوراق الورد ووحي القلم
عيــن النقــد
نبذة عن الكتاب
"تأملت ملياً و أنا فى العاشرة تقريباً نص برقية بعثنى بها جدي إلى مكتبة التلغراف فى قريتنا إلى رفيقه، الذى تولى وكالة الجامع الأزهر، كان يقول له: "دوماً ترقى و نهنئ"، فقلت لجدي: هكذا لن يكون من الضرورى عندما يصبح شيخاً للأزهر أن تبعث له بتهنئة أخرى، فقد تمنيت له الترقية التالية وهنأته عليها بالفعل فى ثلاث كلمات قليلة التكلفة، فقال لي: ستصبح ناقداً"بهذا الموقف، يبدأ الدكتور صلاح فضل هذا الكتاب، سيرته الفكرية. يصحبنا عبر ما يقرب الخمسين مقالا، بداية بختمه لحفظ القرأن الكريم بسن الثامنة، وعبر الكثير من الصدف التى ساعدت فى تشكيل فكره و رؤيته للحياة بمصر و أسبانيا. عقدان من الزمان يشرحهما لنا الدكتور صلاح فضل بعين النقد خبير صار كما نبوءة جده، من مدريد إلى طه حسين، ومن جامعة الأزهر إلى الأندلس. ينظم الأحداث و الشخصيات جنباً إلى جنبٍ كقصائد عمودية تجاور نظماً حراً قبل أن يفككها ملقياً الضوء على أصغر التفاصيل كما يليق بأستاذ نقد متمكنٍ مثله.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 185 صفحة
- [ردمك 13] 9789770932162
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
48 مشاركة