اقتباسات من رواية الأعمال القصصية: الأعمال الكاملة - عبد الحكيم قاسم

حن من العسل الأسود لا يكفون عن التردد على الدكان راجفين بالهمس كأسلاك البرق وهو لا يغير من متكئه على رخامة طاولة البيع الحنان الصامت في عينيه الواسعتين لا يشوبه اهتزاز وإذا ما امتدت إليه يد بقرش دار حول نفسه

فتحت للابن الذي فقد ساقه دكانا، فهو لا يستطيع أن يعمل كل يوم بعد أن ينتهي يوم عملها تمر عليه في دكانه تقف قبالته طويلاً، تتنهد ثم تمضي إلى بيتها كوثر أيتها الصغيرة غير المجربة، لا يوجد رجل برجل واحدة

يتدفع في مشيته عائدًا إلى بيته طوال عمره يعود إلى بيته في هذه الساعة تعبًا طوال عمره اشتغل عاملاً زراعيًا ومبيضًا للنحاس وأشياء أخرى الأمر لا يختلف كثيرًا يروح لشغله باكرًا ويعود في المساء تعبًا يا له من عمر ليس

به على الحصر تنادى حملة النعش نداءات مبتورة مهتاجة على الحصر وضعوه جنب المنبر قبالة المحراب وجدت العتامة المطمئنة التي طالما وجدتها في ردهة دوارنا أسلمت روحي لذلك السكون النابض بصرامة الاجتماع في جوف المسجد النعش أمام الناس قائم مغطى

‫ ننزل درجات السلم من الشرفة إلى الباحة أمام الدوَّار العم الكبير وعن يمينه وشماله عمي الأصغر وأنا موكب بال مهزوم لكنه ثابت الخطى الوجوه نابتة اللحى ذابلة العيون شاحبة، لكنها وسيمة بندوب الحزن منوَّرة بالمعرفة الأليمة قريرة باليأس إلى

بل لأنه يحتقر آلتي السرقة والكذب وهو لا يزني لا لأنه غير شغوف بالنساء، بل لأنه يأوي إلى امرأته وهي امرأة وسيمة عذبة تصدقه المودة والرعاية، وهو لا يصطنع لنفسه حلمًا ولا وقارًا ولا زعامة ولا إنصاتًا للثرثرة والجدل ولا

أعرفه فهو يسمع دون أن يجيب، وإن أجاب فهو خفيض الصوت مبهم العبارة تبعته يمشي قصيرًا وئيد الخطوة جيباه على جانبي جلبابه منتفخان بصنوف الأدوية والمحاقن والضمادات أحكمت شملتي مخبئًا عظامي المرتعدة في كن الدثار أبقيت عيني ثابتتين على القامة

‫ قفزنا ثلاثتنا على السرير أحطنا بالجسد المسجى احتضنت رأسه بين كفيَّ ما زال وجهه قاسيًا غضوبًا شخيره لاهث متتابع تحسست خشونة لحيته النابتة ودهنية بشرته المتقرحة وشفتيه الوارمتين المنفرجتين عن أسنانه المتسخة انحنيت عليه قبلت فمه انهمر نهر