أعتبر نفسي واحدة من هؤلاء الذين لا يجدون في أنفسهم القابلية لقراءة أمهات الكتب والكتب القديمة والمراجع، على الرغم من شعور بالذنب يعتريني حينما أتجاوزها لما هو أحدث، وعلى الرغم من أهميتها وضرورة قراءتها.
ربما هو التطويل أو أسلوب القدماء المسترسل الذين يبدأون مكان وينتون في آخر، أو كثافة المعلومات والحاجة الى التركيز الدائم مع الكتاب، أو قد تكون اللغة الصعبة أو أي سبب اخر. لذلك، أعجبت بفكرة هذا الكتاب كونه قد عرض المرجع الذي لطالما أردت قراءته بشكل أخصر وأسلس، يخدم القارئ الحديث أما خدمة؛ حاذفاً الضعيف أو ما لا داعي لوجوده من القصص أو العبارات.
وجدته كتاباً سلساً سهلاً مؤثراً يعرض كل أعمال القلوب التي ترتفع بها منزلة المسلم عند ربه. يساعدنا الكتاب على تحليل ذواتنا ومعرفة أي منزلة هي لنا وأيها نطمح لوصوله وأيها قد تجاوزناه، وفي طيات هذه المنازل تعرض أضدادها من مفسدات القلوب مع أيات من القران الكريم وأحاديث نبوية ومقولات مستأنسة من محدثين قدامى.
الكتاب عبارة عن مرجع ينبغي العودة إليه كل فترة لقياس مدى التغيرات الإيمانية التي حصلت لقلوبنا (تقدماً أو تراجعاً) ويجدر أن يكون في مكتبة كل مسلم. عداك عن اللغة والمشاعر الإيمانية التي تروادك بمجرد القراءة لابن القيم.
كتاب ممتاز يقرأ بسرعة وسهولة ومقسم بشكل مرتب جداً يجعل من قراءته متعة ويضيف فوائد وعبر.