أَحِبَّ فتاة من بلاد هادئة،
تستيقظُ صباحاً
تُعِدُّ الحليبَ بالعسل
أو شيئاً من هذا القبيل،
شيئاً يدلُّ على الترف والطمأنينة
أَحِبَّ امرأة
تتعرَّى لكَ
دون أن تتخيّلَ ثِقَلَ جسدِكَ سقفاً ينهارُ فوقَها
ثلاثون دقيقة في حافلة مُفخّخة
نبذة عن الكتاب
صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة السورية مناهل السهوي، وحملت عنوان "ثلاثون دقيقة في حافلة مفخخة". المجازف بركوب هذه الحافلة سيكون عليه، كما الشاعرة، استرجاع ذاكرته على عجلٍ، بكلِّ ما يزدحم فيها من تفاصيل تعودُ كشريطٍ يمرُّ ببطء في لحظةٍ خاطفة، تشبه زمن استقرار رصاصةٍ في لحمِ الضحية، هكذا تساءلت مناهل السهوي في آخر قصيدتها "رصاصة": "كيف كنّا لنتذكّر كلّ هذه الحياة برصاصة واحدة؟ !". لعلَّه السؤال الذي لا يُرمى هكذا عبثاً، حين ندرك أنّ ثلاثين دقيقة من زمن الحرب، تعادل حياةً بأكملها! تُنهيها الشاعرة كلَّ مرَّة، بطريقةٍ مختلفة، عندما تكتبُ قصيدة. هكذا يتصاعدُ المنحى الدرامي لسيرة حربٍ كتبت لتسخر من الموت، بعيداً عن المرثيات الجاهزة، ولها بعد ذلك أن تُضاعف جرعات الحياة في جسدٍ ممزَّق، ومدن محترقة، وحبٍّ يرمِّمُ ما تصدَّع منه جرَّاء القذائف والخسارات والاغتراب تحت سماء تحتلُّها سحب سوداء. الألم كثيفٌ وحقيقي، هكذا تقول لنا مناهل السهوي في قصيدة "صورة"، حين نقرأ: لا ترفعوا أطفالَكم حديثي الولادةِ في الصور فهناك آخرون يرفعونهم أمواتاً. هل يمكن للكتابة أن تكون مؤذية؟ هل يمكن للعتمة أن تلتهم الضوء؟ هل يمكن للقبر أن يتّسع أكثر، ولا يتوقف عن ذلك؟ هل يمكن وضع حاجز مانع لصوت التفجيرات أثناء قراءة قصيدة؟ أو الاستسلام لقبلةِ حبّ؟ وكيف يتحوَّل بيانو في منزل خائفٍ إلى تابوت؟ نقرأ لمناهل في الصفحة 82: في قريتنا ينظرُ الجيرانُ إلى البيانو ويسألون أمّي هل هذا تابوتٌ؟ ! حين نامت جدَّتي في منزلنا استيقظتْ باكراً مردّدةً: لم أصدِّق متى طلَع الضوء لا أستطيعُ النومَ مع تابوتٍ في غرفة واحدة .. سوف لن تكون هناك أمَّهات، وجدَّات بعد هذه الحرب الطويلةِ، يخفنَ النوم مع تابوت في غرفة واحدة، للحرب كما تقول مناهل السهوي، في حوارٍ لها، تملك مخيِّلة أكبر من مخيِّلة الشاعر؛ لها أن تُكفِّن أثاث البيت، أن تحوِّل قلب امرأةٍ إلى تابوت وجسدها إلى مقبرة جماعية، أن تجعلها تهيم "كوحشٍ وحيدٍ بين غابات الجثث الطرّية"، للحربِ أن تفعل هذا وأكثر وهي تُمرِّرَ قطارَ الألم فوقنا. وللقصائد أن تغدو تماهياً مع جسد الشاعرة وذاكرتها، ورغبتها، ونزقها، وانفلاتها، وحرِّيتها في تقصي المهمل من الأشياء، المنسي والذي سيُنسى يوماً، والذي يكادُ يختفي ويُزاح من حاضرنا، وقد ينتهي فراغاً يبتلع كلَّ شيء؛ إلاَّ لحظة وقفنا معه فيها وجهاً لوجه وهزمناه بمخيِّلةٍ مضادَّة. ختاماً، تهرب مناهل السهوي بالشعر في زمن الحرب كما تفعل بالحب: كقطّةٍ تحملُ صغيرَها بأسنانها، أهربُ بهذا الحب من مكان إلى آخر. مناهل السهوي شاعرة وصحافية سوريّة، درست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق، حاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحية "بطارية لمصباح اليد"، تُرجم عددٌ من قصائدها إلى التركية والألمانية واليابانية، وصدر لها ضمن مجموعات مشتركة "قاع النهر ليس رطباً"، و"بورتريه للموت" مُترجم إلى الألمانية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 112 صفحة
- [ردمك 13] 9788885771857
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
40 مشاركة
اقتباسات من كتاب ثلاثون دقيقة في حافلة مُفخّخة
مشاركة من عبدالسميع شاهين
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ساره رضا
" الأمرُ مُختلفٌ عندي
إني أُنهي حياتي في كُلِّ مرَّة
- بطريقةٍ مختلفة -
عندما أكتبُ قصيدة "
أشعر بالونس كلما قرأت شعرًا ووجدتني بين سطوره، لهذا أحب قراءة الشعر وخاصة النصوص النثرية منه، ابحث عن الكلمات المفقودة مني في فم الآخرين وخاصة الأُخريات.
اننى من النوع الذي سيختار أن يكتب قصيدة لو أنه في حافلة مفخخة لمدة ثلاثون دقيقة، تمامًا كما الكتابة.
إسم العمل : ثلاثون دقيقة في حافلة مُفخّخة
المؤلف : مناهل السهوى
نوع العمل : شعر
دار النشر : المتوسط
تقيم العمل : ٤ / ٥
تمت قراته عبر : تطبيق أبجد
-
Nadia Yassine Tuma
كلمات ممتلئة برائحة الموت
ولكن .. بالنسبة لي
لا ليس شعرًا وحتى الالم بلا روح
-
amani.Abusoboh
❞ في الألمِ يتحوَّل الرجالُ كلُّهم إلى الرجلِ الصحيح
وأنتِ إلى نباتٍ يتعلَّقُ بالمارِّين
دون أن يدروا
أن أشواكَكِ هي مَنْ تقولُ «خُذني معكَ»! ❝