هل جربتَ يوماً أن تجلس أمام التلفاز متحفزاً مترقباً متحدياً أن يؤثر فيك الإعلام أو يتلاعب بأفكارك و ردود أفعالك ؛ جرّب ذلك يوماً ما لكن أعدك أنك لن تستطيع النجاة من تأثيره إلاّ بنسبة 2%
__________________________________________
✅ هندسة الجمهور لكاتبه المصري " أحمد فهمي" الصادر عن مركز البيان للبحوث و الدراسات يُقدم لنا دراسة حول تأثير الإعلام بشتّى أدواته و مجالاته على سلوكيات الجمهور و التعريف بأهم الأساليب الخبيثة المُتبعة من طرف " الميديا"
✅ في بداية الكتاب تطرّق أحمد فهمي إلى قدرة وسائل الإعلام في "برمجة الجمهور وإعادة صياغته عن طريق غرائزه ودوافعه" مُستشهدا بذلك أفكار رائد العلاقات العامة و عرّاب الخداع الإعلامي الذي غيّر مجرى التاريخ " إدواورد بيرنايز " المُتشبع بأفكار خاله عالم النفس "فرويد " فهاته النظرية و الفكرة قادرة على تحويل الجمهور إلى "مفعول به" قابل للخداع، خاضع للتأثير، موضوع للتلاعب، ولا يُمكن في أيّ حين من الأحيان النجاة من الخديعة...
✅ وفي سياقٍ آخر و مخالف لما نعرفه نحنُ عن الإعلام و دوره في المجتمع المتمثل في تغطية الأخبار ونقلها وتحليلها، فإن الكتاب يرى أن "المهمة الحقيقية للإعلام ـ بحسب الأمر الواقع ـ هي إعادة تشكيل الواقع، وإعادة تغليفه، ثم تقديمه للناس في صورته الجديدة، وهذه الفرضية تنطبق على أغلب وسائل الإعلام ...
✅ غاص أيضاً في الأسباب التي جعلت الجمهور يُصدّق كل شيء و سببية عدم توقف الإعلام عن الكذب ؛ هاته الأسباب في نظره تكون كفيلة في تقليص نسبة تصديقنا لل"الميديا" و تفادي بعض المعلومات و الأخبار التي تكون مُنتشرة بطريقة مخطّط لها بما يتلاوم مع أطرٍ مرجعية و عقائد مقتنعٌ بها الجمهور ....
✅ في نظري و لعلّ أهم شيء أراده إيصاله لنا هذا الكتاب أن الإعلام لا يُمكن تصديقه و لا يكمنُ دوره في نشر الأخبار و المعلومات فقط بل في صناعة و هندسة جمهور و إعادة برمجته في ما يتفق مع مصالح دولٍ أو حكومةٍ أو رجلِ مالٍ له علاقة بنظام له هيمنة و نفوذ كبير ....📷🎞👨👩👧👦
✅كتاب شيّق و جميل و مُفيد أنصح به أصدقائي ؛ أكيد لم أتطرق إلى جلّ نقاط و أفكار الكتاب لكي لا أقتُل لكم عُنصر التشويق و أترُك لكم مجال البحث عن باقي تفاصيل و أفكاره...💛
قراءة شيقة و مُمتعة أصدقائي..💛