#ريفيوهات
"سهم غرب....لماذا يكون الإنسان عنصرا نبيلا؟"
- يعتبر العنصر النبيل -أو الخامل كما درسناه- عنصرا لا يشترك في التفاعلات الكيميائية بصورته الطبيعية، والشيء المشترك هنا مع بطلة الرواية هو السكون والركود، فضلا عن كونها خارج الصورة تحبس ردات أفعالها ومشاعرها داخلها، ربما تتصاعد مرة أو مرتين وفي ظروف عنيفة أو كما تقول "أشعر وكأنني فقد نيترونا" ولكن ريثما تعود لسكونها وكأن شيئًا لم يحدث.
-أما إجابة السؤال عن لماذا أو كيف يصبح هكذا، فله أسباب كثيرة، ربما الأهم هو أسلوب التربية الغريب الذي جعل راوية القصة "أروى" ترى أن الفعل لا يتطلب رد فعل وخصوصا إن كان من معلمة لا تتورع عن الضرب والإهانة أو الأم المنعزلة بخيباتها المتشبعة بالانتقا.م، أو الأب الذي أهمل أبناءه، فنرى كل ذلك يشكل شخصيتها بمراحل اشتهاءاتها المقرونة بالخيبات، وتصبح ظلا ساكنا مشاعره تختفي تحت اللون الأسود، وطالما أن الظل لا يجد من يعبر عنه، أو يعبر عن نفسه فإنه يكون في مرمى الازدراء دائما.
-ومن خلال ذلك نجد أن أروى قد ألفت ما بها من هذه الحالة وتريد أن تكيف نفسها-كما تسميها أحيانا تقوقع أو تشرنق- بها تاركة أي فرصة للأمل الذي يعقبها الإرادة في التغير، إلا فقط شعرة بسيطة توقفها عن إنهاء معاناتها الأبدية، التي تشبه ما تنعته دائما على نفسها "صخرة سيزيف"
-ورغم كل ذلك تعتمد أروى على خبرة أمها ونصائحها المليئة بتحطيم الذات، أو على الأقل نقل الشعور بالسخط تجاه الجنس الآخر، وبين إيمان بتلك النصائح أو الثورة عليها نجد أن ذاك النزاع يقتصر على كونه نزاعا بلا فعل أو إيمانا بلا ثبات، فيصير في الغالب أذاه كمن تعلق بالهواء.
-والعنصر النبيل من الممكن أن سكونه هذا يكون توازنا بين شحناته، وكي يتحقق التوازن بين مشاعر وخيبات حبيسة توجد متعة إيذاء النفس، وتكون كلمة أنا بألف خير معبرة عن حالتها في أنها وصلت لما هي تعودت عليه
-من إيجابيات العمل كونه معبر عن الفكرة بما فيها من معاناة في السرد وانتقاء الاقتباسات، ونقل مشاعر الشخصيات وبخاصة الراوية "أروى " ونظراتها خلال الأشخاص، ولكن هناك بعض السلبيات كطول بعض الجمل في تفسير ما للشخصية من انفعالات ومشاعر أو استخدام بعض الكلمات القوية بعض الشيء فصنع لي بعض التشوش في بعض الفصول.
الخلاصة: عمل لطيف، موفق في سرد معاناة صعبة، شعرت بنفسي في بعض أفعال أروى.