بعد تواجد هذا الكتاب في مكتبتي لشهور، وتأجيلي قراءته لشهور أيضاً، قررت أخيراً البدء به، وتأسفت على ذاك التأجيل. هذا الكتاب كان قراءتي الأولى للدكتور شريف عرفة، ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة.
طرح الدكتور في هذا الكتاب أغلب المواضيع التي تثير اهتمامي حيال علم النفس، والتي لا أحبذ قراءة الكثير من الكتب التي تتناولها لقلقي من أن يكون أسلوب تلك الكتب كأسلوب كتب التنمية البشرية المعتادة التي أكرهها. لكن هذا الكتاب كان مختلفاً تماماً. فقد طرحت هذه المواضيع بشكل علمي ولكن بأسلوب أقرب للاجتماعي، كي يفهمه الجميع بأبسط ما يمكن.
طرح هذا الكتاب مواضيع التطور النفسي للإنسان ومراحله، وفوائد الارتقاء بين هذه المراحل والمستويات، وناقش ضرورته. كما تناول تطور السخرية عبر العصور وفوائدها على النفس والشعور، وموضوع تطور العلاقات بين الأزواج وكيفية تنميتها وتقبل الاختلافات والعيوب. كما تطرق للحديث عن الهوية الفردية وتطويرها وتطور الحكمة والمنظور عبر الأزمان المختلفة، وكلاً من مواضيع الذكاء العاطفي والمشاعر الإيجابية والتجربة الدينية، انتهاء بنمو ما بعد الصدمات، بالإضافة إلى الكثير من المواضيع التي اندرجت تحت هذه البنود.
احتوى الكتاب على خلاصات لعدد كبير من التجارب العلمية المثبتة، وعدد لا بأس به الاختبارات الشخصية المسلية، والكثير من المقترحات التي قد يسهم تطبيقها بتطوير جانب من جوانب الشخصية لدى كل منا.
على العموم، كان الكتاب مسلياً بشكل كبير، ومفيداً بشكل أكبر. بالرغم من عدد صفحاته الكبير، إلا أنه ينتهي بسرعة لعدم القدرة على التوقف عن القراءة.
يجعلك هذا الكتاب تتفكر في نفسك وفي من حولك، وتحاول تلافي عيوب شخصيتك وأخطاءك التي ستكتشفها مع القراءة، كما تجعل القارئ أكثر وعياً بنفسه وبمجتمعه وبضرورة الارتقاء بالنفس للوصول بها إلى أفضل ما يمكن.
فكما قال الدكتور شريف عرفة في خاتمة كتابه: "نحن نعيش لمرة واحدة فقط، فلماذا لا نجعل حياتنا على أفضل ما يمكن؟"
رغم أنني أحببت الكتاب إلا أنه كان لدي بعض التحفظات على بعض الجوانب منه وعلى بعض الأمور، لكن ومع ذلك، سأبدأ بقراءة الكتاب التالي لهذا لكاتب فوراً. والله الموفق.