مشهد ما كان فيلليني ليحبه هذا ما حدث بالضبط نظرنا جميعاً دفعة واحدة إلى اليسار التوت رقابنا بحدَّة، بحركة واحدة، وبقيت على هذا الوضع التفتنا بقوة كأننا جنود جدد في معسكر تطوِّقه أسلاك شائكة وسط الصحراء
حذاء فيلليني
نبذة عن الرواية
"تقع الرواية في 184 صفحة من القطع الوسط، وتتوزع على أربعة عشر مشهداً «تتقاطع وتتعامد عناوين مشاهدها مع عناوين سيرة المخرج الإيطالي فيديركو فيلليني؛ إما بشكل رمزي أو اعتباطي، وأي تشابه بين افتراءات السارد وبين حياة فيلليني واختلاقاته، هو محض استعارة فقط!» كما ورد في الإشارة الختامية التي تذيل الرواية. فبعد رواية «باب الليل»، التي طبعت عدة مرات وحصدت نجاحاً نقدياً واسعاً باعتبارها من أكثر المتون السردية العربية التي كتب عنها في السنوات العشر الأخيرة، يطل علينا وحيد الطويلة من زاوية أخرى بعيدة عن «المقهى»، التي اعتاد أن ينسج من داخلها عوالمه ومتخيله، لنلفي أنفسنا أمام تركيبة فسيفسائية جهنمية من الأنواع الحكائية، التي تمزج في بوتقتها بين الفن السابع وسيرة صناع سينما المؤلف وتقنيات المونتاج وسيرة التخييل الذاتي والتحليل النفسي والتحقيق السيكولوجي والباروديا السوداء ونصوص الأسر والتحليل الثقافي لظاهرة القمع السياسي. كل هذا بلغة صقيلة ذات طاقات إيحائية شاهقة، وضمن بناء معماري دقيق ومتشابك ينفلت من أسر شتى التأويلات والمفاهيم، ويخلط في توليفة فنية رفيعة بين الواقع والحلم والهذيان والافتراض والمونولوج الباطني. يهدي وحيد الطويلة روايته إلى «من صرخوا ولم يسمعهم أحد. إلى من لم يستطيعوا أن يصرخوا». كلمة الغلاف: لماذا وجد بطل الرواية نفسه في هذا المكان؛ من دعاه؛ أية جريمة اقترف؟ لماذا غضب عليه الضابط. لم هذا التحقيق الذي أجرته الشرطة معه؟ نتعرف على حياة مطاع الغريبة في هذه الرواية التي تتحدث عن عالم غريب وكابوسي. وتتخذ من المخرج الايطالي فيلليني قناعاً، ومن سوف يكتشف الحقيقة المفجعة سيدفع ثمنا باهظاً من لحمه و دمه و سيرته .التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 130 صفحة
- [ردمك 13] 9788899687151
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية حذاء فيلليني
مشاركة من abdullah alghasibi
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
تبدأ الرواية بالعنوان المفارق والمختلف «حذاء فيلليني» والمعروف أن «فيلليني» رسام ومخرج إيطالي شهير، ولكن الرواية تستخدم «اسمه» فقط للإشارة إلى «سجين» أحب رسومات فيلليني لدرجة أن السارد يسميه «مجنون فيليني» وهو ما سنعرف دلالته وتفاصيله داخل الرواية، ثم تأتِ العتبة الثانية للنص والدالة جدًا في الاستهلال بإحدى مقولات «فيلليني» نفسه (اسحب ذيلاً قصيرًا فقد تجد في نهايته فيلاً) وهي العبارة التي تشير إلى أن ثمة تفاصيل كبيرة غائبة ومهمة قد يحجبها شيء بسيط وقصير مثل «ذيل»، ومثل خطأ في القبض على إنسانٍ لا شأن له بما يجري، وهي الكارثة التي لا تمل التكرار في بلداننا العربية للإيقاع بالكثير من المظلومين في طريق الظلم وجبروت أصحاب النفوذ والكلمة العليا!
ثم يأتي بعد ذلك الإهداء إلى «الذين صرخوا ولم يسمعهم أحد.. إلى الذين لم يستطيعوا أن يصرخوا»
لتبدأ الرواية بعدها بمشهدين يضع لهما عنوان (مشهد ما كان فيلليني ليحبه) و (مشهد كان فيلليني ليحبه) وجود المعالج النفسي «مُطاع» مع آخرين في حضور أحد أعضاء «الحزب الحاكم» في مهمة لا يعلم عنها شيئًا.
أنا لا أعرف من الأساس سبب دعوتي ولا من دعاني، ولماذا؟ هل تشابه اسمي مع اسم آخر؟ تلقيت الدعوة ولم أسأل، من في مدينتا يسأل؟ في الأخير أنا معالج نفسي؛ ما علاقتي بهذه اللعبة أصلاً!! الوساوس تنهشني، ربما يكونون قد دعوني ليستجوبوني فيما بعد عن أداء بعض الشخصيات، عن لغة أجسادهم لنعرف منها هل يكذِبون أم يكذِبون؟ ربما يريدون أن يضعوا بعضهم تحت السيطرة ويتهموهم بالجنون. السلطة ليست طيبة بما يكفي لتعالج واحداً لوجه الله حتى لو كان خادمها الأول، وربما ليتهموني أيضاً بالجنون ذات يوم.
ليكتشف القارئ شيئًا فشيئًا تفاصيل الحدث الرئيسي الذي يبدأ بلحظة دخول زوجة الضابط المتخصص في التعذيب على المعالج النفسي عيادته، وفيما هو يسمع حكايته منها ويسمع صوته يكتشف أن هذا الضابط هو الذي كان قد عذبه قبل عشر سنوات، ويبدأ في استرجاع أحداث الماضي ولحظات التعذيب القاسية الأليمة التي مر بها ولم ينساها، لكي تحين بعد ذلك وفي ذلك الظرف الاستثنائي لحظة الانتقام.
يتحوَّل الضحية أخيرًا إلى جلاد، وهكذا يجد الفرصة أمامه أخيرًا للتشفي ورد الصاع صاعين، هكذا يستنفر الكاتب أيضًا توحش الإنسان حينما تمتهن كرامته وتداس إنسانيته، ثم يجد الباب مفتوحًا لرد اعتباره لنفسه، وبطريقة لم يكن ليحلم بها، ويبدو السارد/الرواي واعيًا لعملية السرد وطريقة الحكاية موجهًا خطابه في مراتٍ عديدة للقارئ، وكأنه يكسر هنا إيهام الرواية ويحوِّل الأمر إلى تقريرٍ عن حالة تدور بيننا باستمرار وبشكل مخزٍ وفاضح في أحيانٍ كثيرة.
تعود الحكاية إلى بدايتها، فيبدأ السارد بحكاية قصته مع جارته التي أحبها، تلك التي أوقعته في حبائلها واستدرجها ضابط كبير فلقي مصيره الأسود ذلك. كان قد نسي كل هذا حتى أعادت الحكاية إليه -وللمصادفة- زوجة الضابط المخلوع الذي أحيل على المعاش ويجلس الآن أمامه مهزومًا مخذولاً !
تكشف الزوجة المسكينة للطبيب المعالج حقيقة تفاصيل حياتها القاسية مع ذلك الضابط منذ اكتشفت حقيقته وما يفعله في المسجونين، وما كان يفعله معها، وما عرفته عن خياناته المتعدد ، ولعل الحديث عن ذلك النوع من الضباط ووسائل تعذيبهم غدا أمرًا معتادًا متواترًا اعتادت الروايات عليه، لاسيما تلك الروايات التي تتناول قضية القمع والظلم والاستبداد فتعرض الوجه الأسود لذلك المستبد/الظالم والذي كثيرًا ما يتمثل في ضابط شرطة أو من يمثله، ولكن هذه المرة تجد نفسك متورطًا في التعاطف مع هذا الضابط ذلك أنه لا يحضر هنا ليكون معبِّرا عن السلطة الغاشمة وتجبُّرها، بل يبدو مجرد أداة من أدواتها وفردًا مسحوقًا تحت هيمنة تلك السلطة منفذًا للأوامر متناسيًا آدميته وطبيعته جاعلاً من توحشه وتغوله وسيلة لإثبات ذاته أمام هؤلاء المساجين المساكين أيضًا!!
...............
............... . من مقالي عنها على إضاءات
****
-
Fedaa El Rasole
عنوان العمل دائماً يعطيك انطباعاً ما عن الروايه أو الكتاب ،
اعترف أني خُدعت بشده في هذه القراءه ، فلم يكن في أبعد خيالاتي أن يحتوي العمل علي قصه تنتمي لأدب السجون.
في قراءات سابقه لأدب السجون كان الكاتب يتناول القصه من زاويه واحده ، من وجهة نظر الضحيه أو المجني عليه ، الاستاذ وحيد حفظ للمسحوقين حقهم ولكنه أضاف للعمل متعه بتعدد الاصوات الراويه.
لم تكن رحلة التحول التي خاضها مُطاع حتي أصبح مُطيع سهله ،
لكنها الواقع المؤسف حين يدور الزمن دورته ويكون أصحاب السلطه بالأساس مرضي يتحكمون في مصائر الناس بذريعة المعاداه للوطن.
القصه رغم الألم التي ستتركه في نفسك لكنك ستبحر في محاوله لفهم الذات ، الزمن حتماً يتقلب ويتغير ، أنت بالأمس ضحيه ، اليوم تحت يدك الجلاد الذي سحق روحك ، هل ستنتقم ام تعفو؟؟
طريقة السرد ممتعه ، وللمره الثانيه بعد قراءات الاستاذ وحيد اتساءل ، كيف يمكن للكاتب أن يحكي أدق تفاصيل واقعه لم يحياها ؟
كيف وصل الكاتب الي المكنون الذاتي لشخصيات معقدة التركيب والفهم ، وفهم دوافعها وكتبها بمنتهي السلاسه!