يقول الأديب الشاعر أيمن العتوم عن قصة كتابة هذه الرواية (طريق جهنّم):
"اعتكفتُ في صومعة الكتابة شهرًا، نزفتُ الكثير من دماء الحرف، سافرتُ إلى أوروبّا، وفي قريةٍ صغيرةٍ نائية أكملتُ بقيّة القصّة، في تروسنجن في ألمانيا أنهيتُ النّزف الّذي كاد أنْ يذهب بكلّ الدّماء الّتي تجري في عروقي."
أن تسجن ثلاثين عامًا فقط لأنك انتصرت لمبادئك وعقيدتك ولم تنافق طاغيتك!!
في البداية ظننتها رواية، ثم ما لبثت أن قلت بأنها كتابٌ يروي تاريخنا المعاصر عن ليبيا، ثم من شدة الأحداث وهولها، قلت بأنه يجب أن يكتب على غلافها بأنها رواية، إذ الأحداث فيها خياليةٌ لدرجةٍ لا توصف...
وبدأ عقلي يحاور ويسأل: لماذا هذه الأحداث الفظيعة صامتة!! لماذا مكتومةٌ هي أنفاس أولئك المضطهدين! وليس أيّ اضطهاد، اضطهاد تنوء به الجبال!
صحِبَنَا على العكرمي (بطل الرواية) في رحلةٍ ملؤها الألم والشوق والحنين والثبات والصبر... صحِبَنَا مع الحاج صالح، والكاجيجي، وكذلك المسلاتي وبوشعالة والسنوسي و..... القذافي!
كان حديث النفس عند القذافي هو رفيق الرواية مع العكرمي، ومع حراسه منصور ويونس ومن لفّ لفيفهم.
لكم حضرت مشاهد الإجرام في السجون السورية إلى ذهني أثناء قراءة الرواية، فالمجرمون يتغيرون، والتعذيب واحد!
عذابٌ حين الذهاب إلى الحمام، وعذابٌ في استجلاب الطعام، وعذابٌ حتى في المنام، وحين رؤية شمس الأنام...
هذه الرواية ومثيلاتها تؤكد لنا كشعوبٍ مضطهدة، بأنّ صورة هؤلاء القادة المجرمين هي قائمة على أنقاض أولئك المغيبين المظلومين، تقتات على آهاتهم وأعمارهم المهدورة، وأرواحهم المسفوحة.