اقتباسات من رواية بنات حواء الثلاث

وتذكَّري أنَّ الجرأة في «معرفة نفسك» تعني الجرأة في «تحطيم نفسك». بداية، لا بدَّ من أن نمزِّق أنفسَنا إربًا إربًا، وبعدها نعمد إلى أطرافنا، وخلقِ نَفْسٍ جديدة. المهمّ هو إيمانك بما تفعلينه».

وقبل أن تبدأوا الكتابة، تأكَّدوا من البحث في المصادر، لأنَّ التفكير من دون معرفة ليس سوى إطلاق العنان للهذر. هل فهمتم؟

«إنَّ درجة تحمُّس المرء تختلف اختلافًا معاكسًا لمعرفة هذا المرء بالحقائق».

«أعلى مرحلة من النشاط يمكن أن يصل إليها البشر هي التعلُّمُ من أجل الفهم، لأنَّ الفهم يعني التحرُّر» (28).

«إذا انزعجت في كلّ فركة، فكيف ستلمّع المرآة؟»(2

: إنَّ الناس الذين يعتذرون من غير ضرورة ميَّالون أيضًا إلى الامتنان على نحو غير ضروريّ.

ثمَّة نمطان من الرجال: يتمثَّل الأوَّل في أولئك الذين يحطِّمون القلوب، والثاني في الذين يبثُّون فيها الأمل. ونحن نُغْرَم بالنمط الأوَّل. لكنَّنا نتزوَّج بالنمط الثاني. كانت تكره أن تفكِّر في أنَّ الحياة، حياتَها، برهنت على صحَّة نظريَّة شيرين.

تخيَّلت بيري المرأة حاملةً بين يديها حقيبةً مملوءة بمحن الناس وبلاياهم وأسرارِهم المصونةِ، فتحشر أنفها فيها وتتنشَّق منها كأنَّها تنشد استراحة موقَّتة من حياتها الخاصَّة.

‫فكَّرت بيري في نفسها: «كانت صديقتي المفضَّلة»، إلَّا أنَّها لم تشأ الإفصاح عن ذلك. «هي ومنى وأنا، نحن الثلاث: الآثمة والمؤمنة والمشوَّشة».

«ليس هنالك حكمةٌ من دون حبّ، ولا حبٌّ من غير حرِّيَّة، ولا حرِّيَّةٌ ما لم نتجرَّأ ونخرج عن النمط الذي آل إليه مآلنا».

تبدو إسطنبول عاصمة كبرى بقدر ما تبدو خليطًا مدنيًّا أو حضريًّا من جماعات منفصلة، الواحدة عن الأخرى. فالناس إمَّا «متديِّنون متشدِّدون»، وإمَّا «علمانيُّون متشدِّدون». أمَّا الذين ظلُّوا بين بينْ، فقد تواروا عن الأنظار، أو التزموا الهدوء على نحو غريب.

تركيا مضطرَّة إلى وضع إحدى قدميها على عتبة أوروپا، واندفعتْ إلى أمام بكلِّ ما تملك من قوَّة، لتجد أنَّ العتبة أصغر من أن تمكِّنها من حشر نفسها فيها على الرَّغم من الجهد الجهيد الذي تبذله في الاندفاع والتقدُّم

. أوروپا هي الوطن، والمسلمون غرباء، وإنَّ الطفل البالغ من العمر خمسة أعوام يعلم بأنَّ المرء لا يدعو الغرباء إلى بيته،

ـ ما المكان الذي تعتقدين أنَّه بيتُك؟

‫قالت شيرين وهي تصرّ أسنانها مستهجنة:

‫ـ بيتي؟ سوف أخبرك بقاعدة عامَّة: البيتُ حيث توجد جدَّة المرء.

أنَّ لا معركة أشدُّ إيلامًا وأذًى من معركة عائليَّة، ولا معركة عائليَّة أكثر إيلامًا وأذًى من تلك التي تدور عن الله.

"مليارات الناس يتضرَّعون إلى الربّ: آه، انصرني، ارزقني، أَعطني سيَّارة نوع فيرّاري، افعل هذا وافعل ذلك… الكلمات نفسها تُعاد مرارًا وتكرارًا، غير أنَّ أحدًا لا يكلِّف نفسه عناء معرفة الربّ."

. "ثمّة نمطان من الرجال، يتمثّل الأول في أولئك الذين يحطمون القلوب، والثاني في الذين يبثون فيها الأمل، ونحن نُغرم بالنمط الأول لكننا نتزوج بالنمط الثاني

أليس هذا هو الأمل الحقيقيّ الذي سيتحقق في الحياة، وهو أنّنا كنّا أحسن صنعًا من آبائنا وهكذا سيكون أطفالنا أولياء أمورٍ أفضلَ منّا، إلّا أنّ ما نكتشفه عوضًا عن ذلك هو أنّنا نكرر من غير عمْد الأخطاء نفسها التي اقترفها الجيل السابق".

هل يمدّ الدين النساء بالقوَّة و هنَّ اللواتي لا يتمتَّعن إلَّا بقدر ضئيل من القَّوة في مجتمع خلقه الرجال بأنفسهم, أم أنَّه أداة أخرى لتعليمهم الاستسلامَ و الخضوع؟

" ليس هنالك حكمةً من دون حبّ، ولا حب من غير حرية، ولا حرية مالم نتجرأ ونخرج عن النمط الذي آل إليه مآلنا."