#ريفيو
#حكاية_ اسم_جديد
هذه الرواية هي الجزء الثاني من رواية صديقتي المذهلة، حيث تواصل الراوية السرد من حيث توقفت تماما وكأننا لم ننتظر كل هذه المدة لمواصلة القراءة فالقصة الأولى لا تنسى أبدا، وكعادة فيرانتي تشدنا منذ البداية بسردها السلس والواقعي والهاديء لتدخلنا مباشرة في أجواء ايطاليا في ذلك الزمن، وتأخذنا الى مرحلة شباب أبطالها فنعيش كواليس زواج ليلا ونتابع غراميات إيلينا، لنركز مع هذه الأخيرة، فها هي مازالت تقارن نفسها بليلا في كل خطوة تخطوها وبشطط مرضي إن صح القول وميل عجيب لجلد الذات لدرجة أنها سعت لفقد عذريتها في ليلة زفاف صديقتها نفسها، ولولا تريث صديقها أنطونيو لفعلتها.
إن تصوير الصداقة في هذه الرواية هو تصوير صادق جدا ودقيق لكنه غير مقنع فالبطلة كانت تنسج لوحدها تفاصيلا لم تكن موجودة أو تبالغ فيها مما جعلها تقطع علاقتها بصديقتها مرارا ثم تعود إليها، ولكن هذا لا يعني أن ليلا كانت ملاكا، فقد اعتذرت في المرة الأولى والوحيدة التي أظهرت فيها مشاعر عدائية تجاه صديقتها ولكنها كانت مبررة برأيي، ولاحقا كانت تغوص في عالمها الذي تظهره لنا لينو فيما بعد، فيتضح أن ليلا كانت تعرف ما تفعله بالضبط، ولكن على القارئ ألا يمشي خلف لينو مغمض العينين فهي ليست سوى طرف واحد يروي القصة وللقصة دوما أكثر من وجه.
وقد أغضبتني لينو تماما بحماقتها فها هي ترتكب ما عجزت عن فعله ليلة زفاف صديقتها، فسلمت عذريتها بلا أي طقس مبجل لحدث كهذا فهي لم تستسلم لزوجها ولا حتى لرجل تحبه، بل فعلتها مع رجل قذر زير نساء وهو والد الشاب الذي تحبه والذي كان في تلك الليلة ذاتها بين أحضان ليلا، نعم ليلا حظيت بنينو ولكنها للعلم فقط لم تعرف أبدا أن لينو مغرمة به..أي صداقة هذه.
تقدم لنا فيرانتي مزيجا رائعا لصراعات داخلية لبطلتها التي تقودها دائما رغبتها في التفوق ولكن ليس على الجميع على صديقتها فقط، بصراحة إنه تشريح مرعب للصداقة وحمدا لله أن جميع الأصدقاء ليسوا هكذا.
وها قد عدنا للعبة الجزء الأول وها هي فيرانتي بلؤمها_ الذي أصبح مألوفا_ تنهي بنا هذا الجزء عند حدث قوي فتتركنا معلقين على حافة الجزء الثالث بشوق كبير، إذ تنتهي القصة هذه المرة عند ظهور نينو مرة أخرى في حياة لينو وفي حدث مهم جدا الا وهو مناقشة روايتها الأولى مع القراء.
#ماريا_محمد