ـ تبدو هذه السيرة فارقة، فعند مقارنتها بسيرة لويس عوض وهو نصراني مثله نجد الفارق كبيراً بينهما، بين ذلك الصليبي المسكون بالعقد والمتحامل على كل ما هو إسلامي وعربي، وبين هذا الذي تعايش مع مجتمعه الإسلامي وعمقه المصري، لقد أبدى موسى صبري احتراماً للإسلام وتفهماً للمسلمين أرضاني عنه حتى هذه اللحظة، والعجيب أنه ليس ملحداً كلويس عوض ومع ذلك فهو أكثر حيدة وأنقى قلباً.
ـ الكتاب حتى صفحاته الثلاثين الأولى مغرٍ جداً بإكمال قراءته، فهو يصف حالة أسرة مصرية في أربعينيات القرن الماضي، من وجهة نظر مسيحية صعيدية.
ـ أشعر أن الصدق يغيب عن منهج الكتاب ويدلني على هذا نبرة الادعاء والامتداح التي يلمحها القارئ من فينة إلى أخرى
ـ وصلت الآن الصفحة 79 ولا أزال أجد نفسي متشوقاً لإكمال الكتاب والتعرف على تفاصيله، إنه يسرد وقائع سبق لي وأن قرأت عنها لكن يضفي عليها شهادته الشخصية فتزيدها وضوحاً في ذهني.
ـ يبدو لي أن هذه المذكرات كتبت على دفعات وجرى تحرير كثير منها بالإضافة والتقديم والتأخير فهي غير محررة تماماً، وهذا هو تفسيري.
ـ الصحافة تغري أي كاتب للالتحاق بها، لكن من تأمل مآل كثير من الصحفيين رأى أن السلامة منها خير من الابتلاء بها، لأنها
ـ المؤلف يبدئ ويعيد في كتابه وهذا يؤيد الفكرة التي خرجت بها بداية قراءتي له وهو أنه كتب على فترات متباعدة.
ـ يضع مؤلف الكتاب فهرساً للمواضيع التي يتناولها بداية كل فصل، وصنيعه هذا يشوق القارئ من جهة ويتيح له من جهة أخرى التعرف على تناولات الفصل.
ـ افتعل قصة حبه المتلهب والسقم الذي أصابه منه ليبرر إخفاقه في تغطية أحداث إيران التي أجاد هيكل الحديث عنها وفشل موسى صبري في كتاب شيء ذي بال عنها، وأرى أنه لو تخلص من عقدة هيكل لأمكنه أن يكتب شيئاً جيداً، لكنه قارن نفسه بهيكل وأراد أن ينطحه فسقط.
ـ بقي مصطفى أمين في السجن قرابة تسع سنين وهي لعمري مدة طويلة أخذت من عمرة كثيراً، واستنزفت جسده وعقله، وقد أغراني هذا في إعادة قراءة سيرته ثانية، فقد كتب سنة أولى سجن وثانية وثالثة، وهي سيرة متميزة.
ـ الكتاب يؤكد المعلومة التي راجت عن الحكومات التي سادت قبل الثورة وكيف أنها كانت تتصارع فيما بينها ويحوك بعضها المؤامرات على البعض الآخر مستعينة تارة بالقصر وأخرى بالتحالف فيما بينها، لقد كانت الحياة السياسية قبل انقلاب الضباط فاسدة تماماً، لكنها على فسادها كانت أكثر رحمة بالإنسان المصري.
ـ انتهيت من قراءة الكتاب، وقراءتي له كاملة تدل على أنه كان مغرياً بقراءته حتى النهاية، وهكذا وجدته يحفل بالأحداث الجديدة علي والأخبار التي لم أقرأها من قبل إنه إضافة جديدة لمعلوماتي عن صحافة مصر وتاريخها، لكن هل كان موسى صبري محايداً ومهنياً، لا لم يكن كذلك، لقد كان ككثير من الصحفيين في ذلك الوقت بل في كل وقت كلب النظام الذي يدافع عنه ويهاجم كل خصومه.