الكاتب: فيدور دوستويفسكي
الدار: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: يزيد عن الالف(جزئين)
حينما اقرأ لدوستويفسكي وكأنما أقرا لشخص افنى عمره فقط ليحل لغز النفس البشرية الغامض المتقلب المتغير، دوستويفسكي عرف دائما بكشفه لخبايا النفس البشرية هذه، هو كاتب استثنائي تمتاز كتاباته بالطابع الفلسفي الروحاني، وايضاً شخوص دوستويفسكي التي تضفي على رواياته حاذبية استثنائيه لاجدال فيها، لن انتهي اذا تكلمت عن هذا الروائي الذي يمثل عمود من أعمدة الأدب الروسي العريق بجانب تولستوي وتشيخوف وبوشكين، هو كاتب بالتأكيد أني سأقرأ اعماله المترجمه كلها إن طالما سأزال على قيد الحياه...
هذه الرواية العميقه الدسمه الجميله هي رائعه من روائع دوستويفسكي، وايضاً هي من اكثر نماذج دوستويفسكي تعبيراً عن قدرته على النظر في دواخل النفس البشرية. "الأبله" هو أمير من سلالة أمراء عريقة وهي ميشكين، الأمير هو شخص طيب القلب، رهيف الاحساس، صادق المشاعر، حسن الهيئة ايضاً، ولكن كل هذه الصفات هي من جعلت منه أبلهاً، الأمير نيقولا ميشكين كان مختلفاً عن الجميع في مجتمعه الروسي اللبق التي تحكمه المظاهر آن ذاك، بل هو شخص طيب بسيط يمكن التأثير عليه بمجرد عن الحاجه او الأسى...ولهذا يبدو أبله في نظر مجتمعه.
الأبله هي من تلك الروايات الإنسانيه العظيمه، يتحدث الأمير ميشكين في جملة من افضل ما قرأت حين يقول "الجمال سينقذ العالم" هذه المقوله بعمقها جميله ولكنها أتت من عاطفة نقية ومن شخص صادق ولكنها تناقض مايحدث في واقعنا...
لا اتفق على ان الامير ميشكين أبله ولكن هو فيه غرابة تميزه عن الناس كافة وصفها اخد شخوص القصه وهو أوجين بافلوفتش خينما قال أنها "الاخبره الفطرية" بما يتصف به الأمير من سذاجة شاذة ومن صدق مشاعره واصالة آراءه وعمق احاسيسه هو إنسان بمعنى الكلمه، هو طبيعي اشد الطبيعه ولكن الناس هم المختلفين، الأمير هو كان الضعيف امام جبروت البشر، نعم كان أبلهاً انام المكر، وكان بسيطاً امام التفاخر ولكن كان قوياً إزاء مشاعر الحب والخير والصداقه.
هذه الرواية من افضل ما قرأت خلال عام 2018 سعيد جداً بقراءة هذا الكتاب الجميل، المكتاب شمل ايضاً مواضيع في الإلحاد والديموقراطية والأقتصاد وما كان يشغل بال دوستويفسكي في تلك الأيام...أحببت الكتاب والفكرة من الكتاب واحبتت خاصة قلم دوستويفسكي المميز.
تمّت.