وقد علمتني الأحداث أن المدافع عن الحق لا بد أن ينال يومًا جزاءه؛ فقد يعذب وقد يهان وقد ينتقم منه … ولكن أخيرًا يعترف بفضله، ويمجد لموقفه على شرط واحد، وهو أن يكون معتدلًا في طلبه للحق، وأن يطلبه من غير تجريح لخصومه، وأن يطلبه في لباقة ومهارة، فإن أخل بهذا الشرط، فالذنب ذنبه ليس ذنب الحق؛ وذنب وسائله لا ذنب الحق نفسه.
فيض الخاطر - الجزء التاسع > اقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع
اقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع
اقتباسات ومقتطفات من كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
فيض الخاطر - الجزء التاسع
اقتباسات
-
مشاركة من Heba badr
-
من الخطأ الفاحش أن يحكم على الإسلام بالمسلمين؛ فقد يكون الدين صحيحًا، ومعتنقوه خارجين عليه، منحرفين عنه، فيكون الخطأ خطأ أصحابه لا خطأه هو، بل أحيانًا يكون الدين فاسدًا في جوهره وتعاليمه، ويرتقي معتنقوه، فتصدر عنهم أعمال فاضلة، لا تمت إلى دينهم الأصيل بسبب، وإنما هم الذين حوَّروا دينهم، وصاغوه صياغة خيرًا مما كانت عليه — والحق أن الفرق كبير بين الإسلام نفسه، وعمل المسلمين في مختلف العصور
مشاركة من Eftetan Ahmed -
إن في استطاعة الإنسان أن يحول كل خير إلى شر، فهو يحول السكين إلى قتل، والقلم إلى سب وهجو، والنار إلى تدمير، والدين إلى تدجيل، وأي شيء في الوجود لم يفسده الإنسان؟ وآية ذلك أنك لا تستطيع إن سألتك أن تدلني في العالم على خير محض، بل كان من شرور العالم أنه في كثير من الأحوال لا ينال الإنسان الخير إلا بالشر، كالذي قال معاوية: «إنا لا نستطيع الوصول إلى الحق إلا بالخوض في كثير من الباطل».
مشاركة من Heba badr -
ما الحياة بلا إيمان بالله؟ … إن الإنسان خلق في هذه الحياة وسط تيار جارف، وجو عاصف، تنتابه الأحداث العظام، وتحل به الكوارث، فما لم يعتقد في إلٰه يتخذه ملجأ له، وركنًا يعتمد عليه، ومعزيًا له في المصائب، ومساعدًا له في المتاعب، ومأمنًا له ضد الأخطار، ومواسيًا له عند الحزن — كان كبناء لا يستند إلى أساس، وبيت ليس له دعامة، ومن أجل ذلك نرى أشقى الناس في الحياة أكثرهم إلحادًا: إنهم قد يملكون المال الكثير، ويحصلون على الرزق الوفير، ولكن لا يلبثون إذا حلت بهم مصيبة أن يأخذهم الجزع؛ لأن من طبيعة النفس الخوف من العدم،
مشاركة من Heba badr -
من سنن الله في الأمم أنه إذا تفرقت الأمم شيعًا وأحزابًا؛ يضرب بعضهم بعضًا، ويحارب بعضهم بعضًا، حق عليها الفناء، وإذا توحدوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وتعاونوا وحمل كلٌّ عبئه، وساعد الباقين على تحمل أعبائهم نجحوا وكونوا أمة صالحة، وهذا ظاهر في تاريخ الأمم؛ قديمها وحديثها، غربيها وشرقيها
مشاركة من Eftetan Ahmed -
فليست السعادة في كثرة المال، ولا في عظم الجاه، إنما هي في أنفسنا وفي داخل قلوبنا، وشيء آخر، وهو أن من مزية الدين الإيمان باليوم الآخر، فهو بذلك يضم حياة أبدية إلى حياته القصيرة الدنيوية، وذلك من غير شك يدعوه إلى أن يفكر فيما يعمل؛ لاعتقاده في الجزاء العادل، إن لم ينله في الدنيا ناله في الآخرة، ويكفه عن عمل الشر؛ لأن وراءه إلهًا يجازيه على عمله مهما أسر،
مشاركة من Eftetan Ahmed -
انتدب عيسى العوام نفسه لإخراج أهل عكا من هذا المأزق، فرسم لنفسه خطة ماهرة، فأولًا: ألف عمارة بحرية هو وأمثاله من العوامين، وأمر البحارين أن يحلقوا لحاهم ويتشبهوا بالإفرنج في ملابسهم ونوع ألويتهم، حتى إن الفرنج لما شاهدوها لم يشكوا في أن هذه العمارة صليبية، ثم استطاع أن ينفذ بأسطوله من بين العمارات الصليبية، حتى أوصل ما فيه من مؤمن وذخائر إلى أهل عكا، فأنقذهم من بأس شديد كانوا فيه، ثم استدار هو وأصحابه على المراكب الإفرنجية يحرقونها بالنفط، فنجحوا نجاحًا باهرًا.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
كان الشيخ محمد عبده يقول: «لعن الله السياسة وساسَ ويسوس وسائس ومسوس، وكل ما اشتق من السياسة، فإنها ما دخلت شيئًا إلا أفسدته».
كل شيء في العالم يتغير حتى الأهرام، عريت بعد أن كانت مكسوة، وحتى «أبو الهول» كسرت الأيام أنفه وعلته الرمال، إلا السياسة الاستعمارية فإنها لم تتغير بوجه من الوجوه،
مشاركة من Eftetan Ahmed -
كذب الناس الذين يظنون أن السعادة والنعيم يعتمدان على الأشياء الخارجية فقط، فكم من مال لا يفيد صاحبه، وكم من متعة لا يلتفت إليها ذائقها، وإن السعادة لتعتمد على النفس أكثر مما تعتمد على الخارج، والنفس المطمئنة أهم أركان السعادة … فامنحنيها أرضَ بكل شيء.
ومن السخف أن يتجه الناس بكل قواهم إلى الأشياء الخارجية … فمن قدر منهم اصطاف في أوربا، ومن لم يقدر اصطاف في المصايف المصرية ولم يتجهوا أي اتجاه إلى نفوسهم، يعودونها الصبر واحتمال الشدائد.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
نرى الشباب يضحك من كل شيء، ويسر من كل شيء، وسبب ذلك ما قلنا: من أن حوض اللذة عندهم واسع، فإذا انقضى ضاق حوض اللذة، فلم يضحكوا كما كانوا يضحكون، ولم يطربوا كما كانوا يطربون.
ولست أدري، أخير الناس من ضاق حوضه أم من اتسع حوضه! أما أرسطو فكان يفضل الإنسان الحزين على الإنسان المرح، ولذلك كان يفضل المأساة على الملهاة.
أما أنا فقد أوافق أرسطو في أن الحزين أنفع للناس، وأكبر خيرًا وإفادة، ولذلك كان أكثر المصلحين من أكثر الناس حزنًا، يحز في نفوسهم ما يرونه من ضلال الناس وفسادهم وظلمهم، ويعملون جاهدين على إصلاحهم وتقويم معوجهم
مشاركة من Eftetan Ahmed -
فالدين نعمة على الفرد والمجتمع، هو راحة للنفس؛ لأنه يساير طبيعتها، وهو نعمة على المجتمع الإنساني؛ لأنه يوثق روابطه ويحيي عواطفه ويوجهه نحو الخير، وخير الأديان ما سما بالعاطفة، وأوسع المجال للعقل، وبنيت تعاليمه على خير الفرد وخير الإنسانية.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
أكثر المنازعات والخصومات سببها عدم احتكام الخصمين أو أحدهما إلى العقل — سواء في ذلك النزاع بين الزوجين في البيت، أو بينهما وبين الأولاد، أو نزاع الناس في الشارع أو في المجالس، أو نزاعهم أمام المحاكم، أو النزاعات السياسية بين الأحزاب أو بين أعضاء الحزب الواحد — فكل هذه المنازعات — على اختلاف ألوانها — لو حكم فيها الطرفان المتنازعان العقل لارتفعت الخصومة وحل الوفاق محل النزاع والخصام
مشاركة من Eftetan Ahmed -
قد يتنازع الرجل والمرأة في البيت فإذا استفسرت عن سبب النزاع قيل لك أسباب تافهة، ولكن الحقيقة أن وراء هذه الأسباب أسبابًا أخرى هي مركب النقص عند الرجل أو عند المرأة، ولو سألت أي إنسان: هل عنده مركب النقص في كذا؟ لنفى ذلك نفيًا باتًّا.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
إن الدين الصحيح يشعر الإنسان بالاتصال بعالم روحي واسع لا يقاس به عالم المادة، فإن كان العلم يحصر الإنسان في المادة وفروعها، فالدين يضم إلى هذه المادة أكبر منها وهو ما ليس بمادة، وبذلك يتسع أفق صاحبه أضعافًا مضاعفة.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
لن نصل إلى العظمة الحقيقية، إلا إذا بلغنا الرقي المادي والاقتصادي الذي حققه ستالين في روسيا، وبلغنا الرقي الروحي والخلقي الذي حققه غاندي في الهند.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
والناس إزاء هذه العناصر مختلفون اختلافًا كبيرًا فمنهم من غلب عليه عنصر النبات والحيوان فكان شهوانيًّا، ومنهم من غلب عليه عنصر العقل فكان عالمًا أو فيلسوفًا ومنهم من غلب عنصر الدين فكان متصوفًا، ولكن خير حياة رسمها الإسلام هي الحياة التي اعتدلت فيها كل هذه العناصر ولم تفقد واحدًا منها،
مشاركة من Eftetan Ahmed -
إن الشعور بالنقص يوتر الأعصاب فينشأ عنه رد فعل بالتسامي، كالكرة من الكاوتش تضربها في الأرض فتنضغط ثم تعوض ذلك بالارتفاع، فإذا رأيت طفلًا يتظاهر بالقوة أو رجلًا يتبجح، أو عالمًا مغرورًا، فاعلم أن ذلك تعبير عن شعوره العميق بالنقص
مشاركة من Eftetan Ahmed -
وعلاقة الصداقة الطيبة ارتياح الصديق لصديقه، والاطمئنان إليه، وعدّ ساعات الوصال أسعد من الاجتماع بآلاف المعارف، ثم يشعر الصديق بما يشعر به المحبُّ من لذة الوصال وألم الفراق، لا أن يتركه لمجرد المصادفة، يهش حين يراه، ولا يذكره حين يغيب عنه.
ومما يلاحظ أن من أكبر أسباب الألفة وجود النفس المرحة في الصديقين أو أحدهما فذلك يضفي على الصداقة سرورًا وبهجة، ويجعلها كالحديقة الناضرة أو المصباح المضيء.
إذا تمت هذه الصداقة، سهل على الصديق أن يؤثر في صديقه
مشاركة من Heba badr -
ولذلك كان التعليم خير إصلاح؛ لأنه يهيئ الأمة لقبول الآراء الجديدة فإذا تعرض الإصلاح لناحية دينية قوبل المنادي به بأقسى معارضة؛ لأن الدين ينشئ عادات وتقاليد يتمسك بها الناس ويظنون أنهم بهذا التمسك يعبدون الله ويؤدون واجبهم، ويظنون أن من أراد تغيير هذه العادات والتقاليد يريد تغيير الدين، وما أشد ذلك على النفوس، وفي التاريخ كثير من الأحداث الدينية والوسائل السياسية اللتين وقفتا عقبة في سبيل الإصلاح والمصلحين؛ و
مشاركة من Heba badr
السابق | 1 | التالي |