من المفترض أني أقوم الآن بكتابة ريفيو عن "الرواية" ، و لكن أين الرواية؟ :)
---------------
هو دا أقسي ريفيو أنا كتبته من يوم ما كتبت عن الكتب..و يشهد الله إني كنت بحاول ألاقي فيها اي حاجه كويسة تشي بتقدم أو محاولة ادعمها و اشيد بيها، لكن فعلا الوضع بقي سخيف و مبتذل للغاية.
كنت قريت عن قاعدة نقدية شهيرة بتقول لك ايه بقي:
إن العمل الأدبي اللي تقدر تلخصه كاملا في سطور قليلة تغني قارئها عن قراءة العمل أو لو قرأه ميلاقيش فيه جديد عن ملخصك ده، ف هو عمل أدبي فاشل.
و بتطبيق القاعدة علي "روايتنا" هنا:
تأخذك الرواية معها في سطور لداخل أزمة بطل الرواية الوجودية، الراجل صحي في يوم قافش علي الدنيا و قرر من باب كسر الملل إنه يلاقي 10 أسباب يخلوا الحياة تستحق إنها تتعاش، و من باب أرشفة الأحداث قرر أنه يشارك الحدث دا مع مليون متابع كدا علي صفحة فيس بوك خاصته بين مؤيد و مهاجم و بين "لمي" .
آه بس كدا و الله !
هو دا اللي بيحصل في ال 300 صفحة طيب؟ آه و الله
طيب مش مشكلة فكرة فلسفة الموت فكرة عظيمة و فلسفية و مناقشتها محركة للأفكار دايما..
و الله ما حصل، أكتر معالجة سطحية للموت شوفتها ف حياتي
طيب مش مشكلة، ساعات بنكمل قراية حاجه عشان اللغة ممتعة و عاجبانا
هي فين اللغة دي يا فندم ؟
طب الشخصيات؟
*صمت*
طب الحوار طيب؟؟ السرد طول القصة؟؟
عارف لما تشوف جملة حلوة تعجبك اوي اوي لدرجة انك تكتب حاجه طويلة عريضة لمجرد انك تقحمها في وسطها كدا؟ دا الاحساس اللي وصل لي طول الرواية
جمل مقحمة ظاهرها العمق و الفلسفة و باطنها مُسِف و فارغ المعني محطوطين في فصول متتابعة و سمت بهتانا و زورا رواية.
المعلومات اللي جوا الرواية لم يبذل فيها مجهود لدرجة إن تلاتة اربعه انا شوفت تعليقاتهم كل واحد منهم طلع غلطة بدائية شنيعة من مجال شغله، بيتكلم مثلا عن الغرق كأنه خدر لذيذ في حين أنه من أعظم الآلام المسجلة طبيًا و من اسوأ الطرق اللي الواحد ممكن يموت بيها، في مشهد في رواية حفلة التفاهة بتاع كونديرا كان بيوصف فيها مشهد غرق أحد الأبطال..هحاول اصوره و أجيبه هنا و المقارنة هتبقي سهلة وقتها.
طيب لما اضرب غطس و اجيب لك فقرة او جملة واحدة من رواية ساراماجو بتاعة انقطاعات الموت اللي بتتكلم عن قضية شبيهة توازن أثر "الرواية" دي كاملة و تخطيها هيبقي كويس؟؟
نقول تاني؟ لأ كفاية كدا .
---------------
*فن صناعة الرموز من اللاشئ*
يا سيّدي الكاتب الشاب، أنا لا أطلب منك المستحيل..اقرأ
الكاتب الجيد هو قارئ جيد بالمقام الأول، ستكسبك القراءة القدرة علي تقييم ما تكتب ووضعه في مكانه و حجمه الصحيحين "آلة فرم الورق او سلة مهملات الحاسوب إن كنت تكتب إلكترونيا"
اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ
إما ستصقل القراءات موهبتك و تساعدك علي تقديم ما لديك بشكل مقبول علي أقل تقدير
أو ستساعدك علي وضع نفسك في موضعك الصحيح
هناك روايات و كتابات صالحة لكل زمان و مكان، ستظل باقية خالدة الذكر تُقرأ و تدعو للتفكير او تهدي قارئها وقتا جيدا او تنمي لغته
إن اردنا تصنيف "روايتنا" هنا، أين ستوضع؟ :)
*في رف البيست سيلر*
حين تتواري مواهب حقيقية تستحق الدعم و التقدير لكن نتيجة لفساد الذوق العام و استسهال القراء القراءات السطحية الشبيهة تتواري أو يقرر أصحابها ينأوا بنفسهم عن الجو دا من الأساس، و يتشجع الكثير لكتابة "روايات" مشابهة من القئ الأدبي اللي بقي متصدر المشهد و لا حول و لا قوة إلا بالله.
نصيحة معظم الناس للكتاب هي اقرأ، طيب خلينا نتخيل لو فضل حال الكتابات كدا
بعد عشر سنين او أكثر قليلا هيكون حال القراء اللي دي القراءات المطروحة امامهم ايه؟
هتتضايق من الريفيوهات اللي بتهاجمك و تقول إنها مش بتحترم مجهودك و تعبك علي لما قدرت تخرج العمل دا؟
مش مشكلتي إن انت بذلت مجهود غير كافي أو انك قررت تكتب و مقومات الكتابة مش عندك من الأصل، كما يقول الصديق أحمد جمال "النية الحسنة لا تكفي لكتابة عمل جيد" .
لا تقييم بالنجوم، التقييم للأعمال الأدبية.. و هذا ليس أحدها.
بس عموما اصل دول ناس مغرضين مجحفين أعداء نجاح مقارناتهم ظالمة بيقارنوا رموز أدبية خالدة بكتاب شباب مساكين صحيوا قرروا علي طريقة حسين عارف بطلنا الهمام إن الحياة مملة و بينا نكتب رواية :)