فعندما يجلسُ شخصان معًا للأكل، يحدُثُ بينهما ارتباطٌ خاصٌّ، لا سيَّما إذا اشتَرَكوا في رغيفٍ واحدٍ من الخبز، وغَمَسوا خبزَهم هذا في طبقٍ واحد. وتعبِّرُ عن هذا المفهوم الفطرةُ الشعبيَّة من خلال تعبيرات عامِّيَّة مثل: ‘‘أكلْنا معًا عيش (خبزًا) وملح’’، للإشارة إلى تكوين علاقةٍ حميمة. أيضًا عندما لا يَفي أحدُهم بما هو متوقَّعٌ منه في تلك العلاقة الحميمة يُقالُ عنه إنَّه ‘‘خان العيش (الخبز) والملح!’’
الأكل : عدو أم صديق
نبذة عن الكتاب
تتناول سلسلة 180 درجة للدكتور اوسم وصفي الموجهة للشباب موضوعات نفسية واجتماعية من منظور مسيحي، وتم استخدام اسم “180 درجة” لهذه السلسلة لأنه يجب على كل قارىء يبحث عن المعرفة أن يكون مستعدا لتغيير توجهه والنظر إلى الأمور من زاوية جديدة ربما تكون مختلفة 180 درجة. هل يعيشُ الإنسان ليأكلَ أم أنَّه يأكلُ ليَعيش؟ بالتَّاكيد لأنَّك إنسانٌ عقلانيٌّ ومتَّزن، فإنَّك ستَردُّ بأنَّنا نأكلُ لنَعيش. ليس تمامًا. فنحن نأكلُ أيضًا لنَستمتعَ، ونأكلُ لنَحتفلَ، كما أنَّنا نأكلُ لنَتَواصَلَ ونتعاهَدَ ويكونَ بيننا ’’خبزٌ وملح‘‘. نحن نأكلُ للبنيان، ونأكل أيضًا للحَنان. نأكل للحصول على الطاقة، ونأكل أيضًا للحفاظ على العلاقة. إنَّ للأكلِ في حياتنا- حالُه حالَ الجنس- وظائفَ روحيَّةً ونفسيَّةً وعلاقاتيَّةً أكبر بكثيرٍ من وظيفته الفسيولوجيَّة. وكما أنَّ الأكلَ مصدرٌ أساسيٌّ لِلَذَّتنا، فهو أيضًا أحدُ أهمِّ مَصادر شقائنا. إنَّنا قد فشلنا نحن الجنسَ البشريَّ في التَّعامُل مع الجنس، ونفشلُ أيضًا في التَّعامُل مع الأكل. وكما أنَّ حياتَنا مُرَصَّعةٌ بمآسي الطلاق والخيانة والإدمان، ومُوَشَّاةٌ بالاعتداء والانتهاك والدعارة، فهي أيضًا مطرَّزَةٌ بالسُّمنة والإفراط في الأكل وبرامج الحِميَة الفاشلة، وأذهانُنا مشغولةٌ باضطراباتٍ وسلوكيَّاتٍ مثل فقدان الشهيَّة العصابيّ، وإدمان الجوع، والتقيُّؤ بل الموت في سبيل الرشاقة. إنَّ الأكلَ أيضًا هو نافذةٌ نرى من خلالها جوعَنا إلى الحبِّ، ونهمَنا إلى السَّيطرة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 107 صفحة
- [ردمك 13] 9789059501270
- أوفير للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
1144 مشاركة