يرى جاك إيلول أن التقنية هي المحيط الذي يسبح فيه الإنسان المعاصر، والماء الذي يستحمُّ فيه، هي الوسط الذي يترعرع فيه، فالتقنية هي ما يوجد سلفاً un déjá lá، لا خيار له فيه ولا مهرب له منه، من أبسط الأزرار إلى أعقد الآلات. ثانياً العالم التقني هو ما يُهيَّأ إليه الإنسان ويُعَدُّ له وينشأ ويُربَّى عليه. في العالم التقني تُشبَع الرغبات وتُروى الحاجات بكيفية لا تنفصل عن ما تضعه التقنية أو العالم التقني رهن إشارته. بل يمكن القول بأن الحاجة تولد لأن تلبيتها تكون ممكنة تقنياً، ولا يجب أن نتصور أن الحاجات توجد قبل التقنية، بل التقنية هي التي تولِّد الرغبات وتجعلها إشباعها ممكناً: فالإشهار مثلاً يخلق الحاجة إلى الاستهلاك، والمواصلات تخلق الحاجة إلى التنقل، والطب يخلق شروط الصحة والتعافي، وصناعة الترفيه تخلق الحاجة إلى الاستمتاع
الإنترنت والاستلاب التقاني
نبذة عن الكتاب
بحث في مصطلحَي التقنية والتقانة، ثم التطرّق إلى ثلاث مقاربات للتقنية: التقنية نسيان للوجود، التقنية أيديولوجيا، والتقنية نظام، للوصول في نهاية المطاف إلى الإنترنت كاستلاب، أو اغتراب الإنسان عن ماهيته الإنسانية بسبب تبعيته للآلات التي يخترعها، ومنها نُظُم الإعلام والمعلومات، التي يأتي الإنترنت على رأسها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2011
- 43 صفحة
- [ردمك 13] 9789953824307
- مركز دراسات الوحدة العربية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الإنترنت والاستلاب التقاني
مشاركة من Dina Mohammed
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Shady Elsherbiny
كتاب جيد جدا.. كعادة الكتب البديعة التي يقدمها مركز دراسات الوحدة العربىة.. يتناول الانترنت من الزاوية الفلسفية، وهي الزاوية التي تسعى دائما للكشف عن الوجود في جذوره وطبيعة الانسان ودوره وموقفه من هذا الوجود.
يبدأ الكتاب بإيراد أراء وتصورات ثلاثة من أهم الفلاسفة المعاصرين في مسألة التقنية والتقانة. فلقد أصبح الاكتساح التفني هو أهم ما يميز الحضارة المعاصرة. ثم من هذا المدخل يتناول مسألة الانترنت وتأثر الإنسان المعاصر بها.
يوضح الكتاب أن الانترنت بما يتيحه من وسائل اتصال متعددة ومتفوقة.. بما يوفر من معلومات ووسائط ترفيهية وتثقيفية وتعليمية واسعة، بالرغم كل تلك الامكانيات المهولة التي يقدمها للإنسان، إلا أنه على الأرجح أنه قد زاد من استلاب الانسان المعاصر، وجعله يعيش في فقاعة رقمية محروما، في الغالب، من التواصل الحقيقي المحقق لإنسانيته، كما أنه تم اختزال الإنسان إلى رموز رقمية.
الأمر الذي يعني أن الإنسان المعاصر ليس سيد التقنية وموجهها ومسيرها كما يبدوا من الوهلة أولى، بل هو، على الأغلب، في موقع العبد من منظومة الانترنت الضخمة التي تبتلعه وتضيعه في متاهتها. إن التقانة بشكل عام والانترنت على الخصوص يبدون أكثر فأكثر منظومات ضخمة صنعها الإنسان لخدمته فإذ بها تبتلعه وتزيد بعنف من استلابه في هذا الوجود.
الموضوع أريد أن اتعرض له في مقالات عديدة لمحوريته في حياتنا المعاصرة، ونشكر الكاتب على تلك المساهمة البديعة في تلك المسألة الخطيرة والحيوية، وإن كنت توقعت من عنوان الكتاب وطبيعة دار النشر العريقة، أن يتناول الكتاب الاستلاب المضاعف ومظاهره الذي يعاني منه الشباب العربي بشكل خاص على الشبكة العنكبوتية وما يمكن أن يتبع ذلك من تأثير على الثقافة والفكر العربي والاجيال الناشئة والجديدة.