قل : السكك الحديد.
ولا تقل : السكك الحديدية.
وذلك أن السكك المذكورة مصنوعة كلها من الحديد، ولم يضف إليه شيء آخر من الفلزات والمعدنيات، وكان الناس يقولون "سافر فلان في قطار السكة الحديد" وكذلك كانوا يكتبون حتى ظهر مؤلف "تذكرة الكاتب" أسعد خليل داغر، فدعا الناس إلى ترك هذه العبارة مع أنها صحيحة، قال في تذكرة الكاتب - ص 41- "ويقولون : سافر فلان في السكة الحديد فكأنهم يضيفون السكة إلى الحديد أو يجعلون الحديد أو السكة الحديدية" انتهى قوله. وهذا القول من الأوهام، لأن المقرر في كتب النحو أن الشيء إذا وصف بالجوهر أي المادة، وكان جميعه من تلك المادة فيؤتى بالمادة بعينها من غير إضافة، تقول : الخاتم الذهب، لأنه كله من الذهب والكأس الفضة لأنها كلها من الفضة، والسكة الحديد لأنها كلها من الحديد والكرسي الخشب إذا كان جميعه من الخشب.
أما إذا أضفت إلى ذهب الخاتم قليلا من الفضة أو غيرها مثلا فحينئذ تقول : "الخاتم الذهبي" للدلالة على أن أكثره ذهب .........
ولزيادة البيان أقول إذا كان عندك مشوش أو منديل مصنوع من الحرير الخالص قل : المنديل الحرير. وإذا كان مع الحرير قطن أو غير ذلك من مواد الغزل جاز لك أن تقول "المنديل الحريري". فالنسبة إذن لا تفيد أن المنسوب هو من ذات المنسوب إليه بل تفيد أن له صلة به ومجانسة وما جرى مجرى ذلك، أعني أن النسبة تفيد الجزئية لا الكلية.
قل ولا تقل > اقتباسات من كتاب قل ولا تقل
اقتباسات من كتاب قل ولا تقل
اقتباسات ومقتطفات من كتاب قل ولا تقل أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
قل ولا تقل
اقتباسات
-
مشاركة من فريق أبجد
-
قل : الهُويَّة.
ولا تقل : الهَوية.
فالهُوية مأخوذة من "هُو" والهاء فيها مضمومة لا مفتوحة، إنهم اشتقوا "الهُوية" من "هو" كما اشتقوا "الماهية" من "ماهو" والكمية من"كم" والكيفية من "كيف" والمعية من "مع" والآنية من"إن" والأنوية والأنانية من "أنا".
مشاركة من فريق أبجد -
قل : هو الأمر الرئيس بين الأمور، وهي القضية الرئيسة بين القضايا.
ولا تقل : الأمر الرئيسي والقضية الرئيسية.
وذلك لأن "الرئيس" والرئيسة، في هاتين العبارتين وأمثالهما، هما من الصفات المصوغة على وزن فعيل، ومؤنثه فعيلة، كالشريف والشريفة، والنجيب والنجيبة، والعظيم والعظيمة. قال ابن مكرم في لسان العرب : رأس القوم يرأسهم بالفتح أي بفتح الهمزة، رآسة وهو رئيسهم، ورأس عليهم فرأسهم وفضلهم.......
وقد استعيرت الرآسة من الإنسان لغيره على سبيل المجاز أيضًا، فقيل الأمر الرئيس والقضية الرئيسة، أما إضافة الياء المشددة إلى الصفة كأن يقال "الرئيسي والرئيسية" فليست من الاستعمالات العربية، ثم إن إضافة الياء المشددة التي هي ياء النسبة ليست قياسية في غير النسبة، وقول الراجز "والدهرُ بالإنسان دوّاري" هو من قبيل الضرائر، وإلا فكيف يقال للشريف شريفي، وللعجيب عجيبي وللكبير كبيري، فذلك عبث باللغة فظيع....
مشاركة من فريق أبجد -
قل : إنسان شيَّق أو شيِّق القلب وكتاب شائق الموضوع، وموضوع شائق.
ولا تقل : كتاب شيق الموضوع ولا موضوع شيق.
ذلك لأن "الشيق" معناه المشتاق، كالقيّم بمعنى المستقيم، ولأن الكتاب لا يكون مشتاقًا. قال ابن فارس في كتاب المقاييس : "الشين والواو والقاف، (أصل) يدل على تعلق الشيء بالشيء، يُقال شُقت الطنب إلى الوتد، يعني شددت حبل البيت إلى الوتد، واسم ذلك الخيط هو (الشياق)، والشوق مثل النَّوط (وزنًا ومعنى)، ثم اشتق من ذلك الشوق، وهو نزاع النفس إلى الشيء، ويقال : شاقني يشوقني (شوقًا)، وذلك لا يكون إلا عن علق حب. قال أبو الطيب المتنبي :
مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ *** إلّا انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
فالفؤاد الشيق في البيتين هذين، هو الفؤاد المشتاق.
وأما استعمال الشائق فدليله ما ورد في لسان العرب، قال مؤلفه : "يقال : شاقني الشيء يشوقني فهو شائق، وأنا مشوق".
وجاء في كتاب الروضتين في أخبار الدولتين : "وأنشأ فلان معنى شائقا". وقال العماد الأصفهاني في جريدة القصر وجريدة العصر "وهي أبيات شائقة".
مشاركة من فريق أبجد
السابق | 1 | التالي |