إن العباقرة - أو أصحاب رءوس الأموال الكبيرة - في الدول الرأسمالية، تتجمع مصالحهم، وتتحد أهدافهم وتقاليدهم، ويتوارثون رءوس الأموال ابنًا عن أب، إلى أن يصبحوا طبقة اجتماعية خاصة.. إلى أن يصبحوا بمثابة شعب آخر داخل الشعب.. وبحكم قوة مصالح هذه الطبقة ومضاء الأسلحة التي تشق بها طريقها، تستطيع أن تسيطر على الدولة.. الدولة بجميع أجهزتها، بما فيها جهاز السلطة التشريعية النيابية.. فإذا سيطرت على الدولة سيطرت على القانون.. ويصبح القانون أضعف منها.. بل إنها تسيطر أيضًا على المجتمع كله، بسيطرتها على المدارس والجامعات والصحافة والإذاعة، وباقي أدوات توجيه الرأي العام..
شيء في صدري
نبذة عن الرواية
وكنت أخافه ..مم كنت اخاف ؟ كنت اخاف شيئا فىصدري، تحركه نظرته الهادئة العميقة، وابتسامته الضيقة كفرجة الأمل البعيد .. وعندما يتحرك هذا الشيء احس بثقل يكاد يكتم انفاسي .. واحيانا يكون هذا الشىء حاد كأنه السكين يمزق رئتي .. هل تفهمين ؟! هل تفهمين ما هو هذا الشيء؟!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 554 صفحة
- [ردمك 13] 9789777950336
- الدار المصرية اللبنانية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية شيء في صدري
مشاركة من Shady Hussein
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
رقم خمس وسبعون / 2024
شيئ في صدري
احسان عبد القدوس
تطبيق ابجد
""أحب الناس. حاولي أن تحتملي خطابي كله. لا تدعيني أخاف عليك مما سأحدثك به. إني أعترف كما ترين. وأريد أن يكون اعترافي كاملًا، صادقًا. أريد أن أكون شريفًا للمرة الأولى والأخيرة في حياتي"".
"" كذلك الرجل الذي يحتكر الآخرين ويستغلهم...انه مهما جمع من أموال، ومهما متع نفسه بمظاهر الحياة، يبقى تعيساً شقياً، لأن الآخرين الذين يستغلهم يعيشون داخل نفسه...يعيشون في صدره...وهو يحس بعذابهم، ويحس بصراخهم، ويحس باعتداءه على حقوقهم... وقد يستطيع بذكائه وأمواله أن ينتصر على من حوله من الناس .. أن يخدعهم ، ويشتري سكوتهم ومظاهر احترامهم، لكنه لا يستطيع مهما بلغ ذكاؤه أو تضخمت أمواله أن يخدع هؤلاء الذين يعيشون داخله، ولا يستطيع أن يشتري سكوتهم واحترامهم .. إن قطعة من المجتمع تعيش في صدره وتعذبه".
تحدث إحسان عبد القدوس في مقدمتها عن الاحترام قائلا "من السهل أن يحترمك الناس. من الصعب أن تحترم نفسك."، وهي مقدمة لرواية تتحدث عن النفس البشرية والضمير الحي وقد كشفت عن فساد شخصيات بعض الباشوات التي كانت مسيطرة على الاقتصاد والسياسة قبل ثورة يوليو 1952 بقيادة الضباط الاحرار في مصر فهي اذن بعدد صفحاتها 554 تعد مكاشفة قوية للذات في لحظات صدق عند المفسدين .
شيئ في صدري بالسينما من بطولة رشدي اباظة بدور حسين باشا وشكري سرحان كضيف شرف حيث مثل الجانب النظيف صديقه محمد افندي وهدى سلطان التي مثلت دور تفيدة وياسمين بدور هدى ينتهي الفلم بموت حسين باشا وتقوم الدولة بعمل جنازة رسمية له كاننا هنا نحدد انتصار الشر على الخير فهي فعلا رواية تخرج عن المالوف في كل طرقها .وهي نهاية تعبر عن تنازع الإنسان دائما بين الخير والشر في داخله...وليس هناك فرد شر كله أو إنسان خير كله...والشرير مهما اشتط في شره يظل دائما معذبا بنزعة الخير في داخله...التي لم تستطع أن تنتصر وتصدر تصرفها...كل ماهنالك ان نسبة الشر والخير تختلف من إنسان إلى آخر بسبب الظروف التي مرت ، والبيئة التي عاش فيها...""
يمكن تلخيص الرواية بما يلي هي عبارة عن خطاب كتبه حسين باشا إلى ابنة من كان يسميه "صديقه" بحيث يقوم به بالاعتراف لها بكل جرائمه التي ارتكبها في سبيل أن يصبح أحد أعمدة مِصر وواحد من أكبر رجال الأعمال على الإطلاق سلطةً، بحيث يقوم بحسب اعترافه في الوقوع بحب هذه الفتاه والذي ينتهي فيه الأمر بتدمير حياتها إرضاءًا لما يسميه بالشيء الذي يحرّك أو يسكن صدره..
القصة عبارة عن نزاع الأنسان الداخلي بين الخير والشر أو الفعل وعدم الفعل كون أنّ بعض الناس غير واعيين على فكرة الضمير أو الخير كما كان يقول حسين " الشيء الذي يحرّك صدري" الدليل على علمه بخطأ فعل ذلك وإنكاره له أو عدم إدراكه له وهذا دليل على نزاعه الداخلي لما تبقى من ضمير لديه والتناقض الكبير في الرغبة في الحصول على الاحترام بالمقابل الرغبة في الحصول على كل شيء، التناقض بين الحب والكراهية والخير والشر، والجميل في الأمر والذي أعتقد أنه سببًا في نجاح هذه الرواية هو فوز انعدام الضمير والأنانية هذه الفكرة التي تعتبر خارج الصندوق فأغلب الروايات التي تدور حول الاعتراف غالبًا ما يتم توقع النهاية لكن فكرة تخلّي الأنسان عن اعترافه عن أمله الأخير في الصفح والعفو عن النزاع الداخلي حتّى على سرير الموت والذي ينتهي بفوز الشر هو ما يُعد جديد..
لكل انسان جانبان او ذاكرتام جانب معنوي وهو الجانب المدفون الذي يوجهك نحو الخير او الشر حسب السطوة والكبرياء والجانب المادي ليس المال هنا بل الشخص نفسه الذي يعيش بيننا ونتعامل معه ونتحدث اليه فهي ارتباط قوي بالداخل الانساني ويتفاوت وجود كل واحد منهما حسب الشخص والظروف الخارجية المحيطة به والتي تغذي أحدهما دون الاخر...
الباشا حسين شاكر الرجل الاول والاخير رجل الفقر والغنى وهو الشخصية المحورية التي تكشف كل الخيوط الرفيعة بما فيها خيطه في لحظات نادرة لرجال الفساد فهو تخرج من مدرسة الفنون والصنايع بالغش عبلر استخدام الاساليب الذكية وان كانت رخيصة .. كان يجد في زميله محمد أفندي صوت الضمير الذي لا يريد له الظهور الحي وقد كان يقف له بكل خطواته مذكرا وناصحا بعينيه دون أن ينطق لسانه ويكفي هذا ليكون زاجرا وواعظا .
حسين شاكر الذي غدا واحدا من الرأسماليين وأصحاب الأموال والشركات المتعددة ظل في داخله حبيس الخوف من الخير والحق خائفا من الضمير ...هذا الضمير التي كان شيطانه يقاومها ويحاربها بكل ماأوتي من قوة وهذاا سؤال صعب برسم الاجابة ؟؟
"" لان الخير عكس الشر فهو هنا الضعف والفقر يبعد حسين الرجل الانتهازي عمايتمنى ويشتهي , خاصة وأن له ذات جبلت على السطوة والشهوة وحب الامتلاك والميل إلى تدمير كل جميل عند الاخرين, إنها النرجسية التي تجعله يرى كل مايدور في فلكه مسخر له فياتي على اسرة بسيطة كان الخطئ الوحيد لها انها صوت ضميره الحي, ومشكلته انه فوق الجميع ورأيه هو النافذ...لذا فإنه لا يتواني عن إهانة الآخرين والسخرية منهم وجعلهم أدوات يسيرها كيف يشاء...وهو بذلك يمثل الصورة البشعة لسطوة الرأسماليين في فترة حكم الملك فاروق الذين كانوا يعبثون بخيرات بلادهم ويتحكمون بأقوات الناس ويتلاعبون بالاقتصاد...
رحلته مع الحياة لا مكان فيها للضعف أو التردد أو الجبن...بل تسير على مبدأ واحد لا خلل فيه "الغاية تبرر الوسيلة"...القتل ، والسرقة ، والاغتصاب ، والكذب جميعها وسائل متاحة ومبررة في عرفه...لاقيمة للفرد المقابل ولا أهمية ....
نجح احسان عبد القدوس هنا في عكس المجتمع المصري ضمن شخصية حسي وتلونها فهو رجل الخير الاول ورجل الشر الاول الوطني الاول مادام يستطيع الاستفادة والكسب حيث قال:"إني رأسمالي...هل تعرفين ماهو الرأسمالي....إنه أسلوب مرن في الحياة والعمل...أسلوب يمتد وينكمش ويتلوى كالثعبان... وقد صدق فامثال حسين يبحثون عن نقطة ضعف معينة لدى الضحية فهي ثغرة ان احسنا التعبير يعصر ويكسر الناس ويحتفظ بعصارتهم كجوهرة ثمينا يبرزها وقت ما يريد .
ان ذهبنا الى فترة الرواية العهد الملكي ومن ثم ثورة 1952 لا نجد تغيير كبير في المجتمع المصري الا في الاداة الحاكمة وهذا ما اراد الكاتب ان يخبرنا بها لان حسين وامثاله هم محرك الاقتصاد واماكن صنع القرار المصري للاسف الشديد وهو لم ينتهي بل استفحل بحيث اصبح سمة اساسية حتى تاريخ كتابة هذه السطور 2024
استطاع الكاتب عرض المجتمع للقارئ بطريقة تجعل القارئ يعيش ويفهم تلك الحقبة من التاريخ وتمكن ببراعة من كشف مكامن النفس الإنسانية لتلك الفئة الجشعة ...أطماعها وأحقادها وعظم الأنا لديها...فمن خلال حسين شاكر وقف إحسان بقرائه على خفايا الفرد من خلال مجموعة اوراق وضحت الفرق الكبير بين الخير والشر – الحب والكره
اذن هي صراع يمكن ان يشتعل في نفس كل فرد في المجتمع وهو تحدده شخصية الفرد وميوله و البيئة المحيطة به ليظهر الجانب المهم على حساب الجانب الاخر مثل اختيار الججنة والنار .
الرواية ذات رموز كثيرة تعكس كل شيئ في البناء وتدميره حيث يمكن تدمير مدينة او عائلة او أي شيئ في قرار خاطئ لكنك قد تاخذ عمرك كله في البناء وهنا من حقي ان اتسائل "" هل بساطة عائلة محمد افندي التي مثلت الطبقة البسيطة او الشعب هي من جرته الى الهلاك الى الموت والدمار الى هدم مدينة كغزة لا ذنب لها الا انها في جزء من الوطن محتل --- وهل امثال شاكر هم القوة والجبروت نحن نشاهد ونعيش بهذه النماذج الى يومنا هذا ---- ولعل نهاية الرواة اختارت ما يتناسب عن عقلية الظالمين لم تحاول ان تجعلهم مساكيتم طاهرون انقياء لم يحاول لم تحاول وإعادة بعثهم من جديد...بل جعلتهم متصالحون مع عقليتخم المريضة التي عاشوا فيها تلك العقلية التي دمرت وستدمر كل شيئ
من السهل أن يحترمك الناس...
ومن الصعب أن تحترم نفسك
-
BookHunter MُHَMَD
حتى ترتاح من عذاب الضمير لابد أن تنقل ما بصدرك لأحد ما حتى تستطيع التنفس و هذا ما فعله حسين باشا فى هذه القصة
عندما ظهرت قصة إحسان عبدالقدوس أشارت الأصابع إلى المليونير أحمد عبود باشا بأنه هو المقصود بالشخصية الرئيسية في الفيلم. شخصية عنكبوتية بحق وحقيقة ومأساتنا في الشخصيات العنكبوتية . أولئك الذين يظنون أن المال والجاه والسلطة تعطيهم الحق في استعباد الآخرين !!!
إن أغلب الأحداث التي قدمها إحسان عبدالقدوس في روايته هي أحداث مستمدة من الواقع و كما يقول الناقد السينيمائى بدر الدين حسن:
حسين شاكر تركيبة سوداء طافحة بالشر . رجل ملوث يريد أن يلوث كل من حوله لكي يستطيع الإستمرار في حياته . حتى لو خرق حجاب الموت . وراح يعبث بذكرى وماضي الرجل الوحيد الذي كان شوكة أو شيئا في صدره لم يكف عن تعذيبه حتى بعد أن رحل عنه.