عثرت بهذه الرواية في طريقي بالصدفة المحضة وكما يقولون رب صدفة خير من الف ميعاد فإن مصادفتي لمسيح دارفور كانت فعلأ أفضل من ألف ميعاد !!
ربما لم تنل إعجابي من البداية ولكن ما إن بدأت بتجميع خيوطها ودخلت إلى عالمها حتى وجدتني في عالم أخر نقلني إليه الكاتب المبدع والذي بالصدفة البحتة أسمع عنه للمرة الاولى أيضاً.
تنقل الرواية الأحداث السياسية في إقليم دارفور وتربط بين ماضي الإقليم وحاضره عبر عدة شخصيات رئيسة يسير معها الكاتب ويحكي تاريخها والذي يشكل بشكل أو باخر تاريخ هذه المنطقة وبين الحاضر والماضي ، التاريخ والواقع والمستقبل في بعض الأحيان ينتقل الكاتب بين كل هذا بأسلوب مبدع لا يشعرك بكل هذه الفروقات بل وعلى العكس تماماً كنت أشعر وكأنني في كل جزء من الرواية أتقمص شخصاً عاش في هذا الجزء بالذات وكنت أتنقل معه من زمان إلى اخر ومن مكان إلى اخر .
تحكي القصة مأساة دارفور والتي هي صورة مصغرة عن مآسي العالم الكثيرة بكل ما فيه من حروب وويلات وفظائع غير أن عبدالعزيز بركه حاول وبخياله أن يجد حلاً لهذه المآسي أو ربما طريقة لينقذ هذا العالم من هلاك كحتك يسر إليه فكانت شخصية مسيح دارفور الذي حاكى بها الكاتب الكثير من أحداث حياة السيد المسيح عيسى بن مريم وربط بين الشخصيتين بطريقة روائية رمزية جميلة
رواية جميلة ومختلفة ورما يكون هذا أهم ما يميزها وستعجب كل من لا يبحث عن
روايات تقليدية التي أصبحت كثيرة حد الملل .
رواية جديدة مميزة هذا العام وكاتب أخر أضيفه إلى قائمة كتابي المفضلين :)