البدايات دائما ما تشي بالنهايات، مهما حاولت ادعاء غير ذلك، فهذه الثمرة من تلك الشجرة، ستحمل دوما نفس اللون والرائحة، لذلك لا تهرب من الماضي، ولا تحاول تغييره، فقط تصالح معه، فهو الطريق الوحيد الذي لا يمكنك السير فيه مرتين، وهو الطريق الذي قطعته لتصل إلى اللحظة الحاضرة
ترانس كندا
نبذة عن الرواية
لقد عاملت نفسي كعود جاف، ثم عاملتها كحبة قمح.. في الأولى كنت لا أرى أي أمل من وجودي سوى الاحتراق، وفي الثانية كنت أظن أن وجودي لا معنى له سوى إشباع جوع الآخرين!.. طحنت نفسي من أجلهم، وصرت خبزًا للجائعين من الرجال، وكانت متعتي الوحيدة تتحقق بالوصول إلى لحظات نشوتهم وإشباعها، ولم أفكر أبدا في كوني زهرة وشجرة ورد، تحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام، وأن لي عطرا مميزا، وأنني أرغب في التكاثر والتفتح في موسمي. لم أدرك هذا، حتى نمت أشواكي قوية برية وسوداء، وبدأت في الإعلان عن ذلك بقسوة غير معتادةالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 220 صفحة
- المصري للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية ترانس كندا
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
جاءتني هذه الرواية فقط لتشعرني بالسعادة،
جاءت هذه الرواية لتمنحني بريق أمل في الكتابة، وفي الحياة أيضًا ..
هناك أشياء يصدق عليها قولنا (جاية ف وقتها) بالضبط ..
لا أذكر أن عملاً أتاني في وقته مثل هذه الرواية
.
الرواية الأولى لـ سماح صادق، التي عرفتها شاعرة .. وصحفية مهتمة بالأدب،
الرواية الأولى التي أتقنت وأجادت فيها "سماح" لدرجة أني شعرت أن هناك "مسودات" عديدة لاشك سبقتها،
.
نخطئ أحيانًا حينما نعزو إعجابنا برواية ما لعدد من الأسباب المنطقية، كجودة السرد وتماسك اللغة وبراعة الوصف إلى غير ذلك من "إكلاشيهات" اعتادها النقاد، وربما اعتدنا ترديدها ورائهم، وربما أيضًا كانت حقيقية .. لكنها في الواقع ليس كل شيء!
هناك ماهو أكثر، هناك ماهو أعمق .. لعله "الصدق" مثلاً
مؤخرًا شعرت أن هناك أكثر من رواية أو عمل أدبي يفتتني فيه أكثر ما يفتتني "الصدق" ..
ربما تكون "القصة" معتادة، أو تقليدية هنا وهناك، ولكن المحك الأساسي، والعهدة كلها على "الراوي" الذي يجعلك تعيش تلك التفاصيل مهما بدا تشابهها مع حكايات أخرى، ألا تبدو لنا حكاياتنا متشابهة أحيانًا، ومصائرنا؟!
.
لننتقل إلى الموضوع مباشرة،
عن ماذا تتحدث (ترانــس كــندا)
هل هي قصة حب؟ أم تجربة أخرى من تجارب السفر والهجرة؟ أم هي مغامرة فتاة في بلاد الغرب؟
ماذا يمكن أن تقدم رواية بهذه الأفكار؟ ألا يعد ذلك كله قديمًا، وتقليديًا، و"معادًا ومكرورًا" ؟!
حسنًا إذَا ..
إذا كانت الأفكار مطروحة في الطريق في كل وقت، فإن دور الكاتب الحقيقي هو التقاط تلك الأفكار وطرحها بطريقته الخاصة والمتميزة، ويتمثلها بشكل جيد حتى يقنع القارئ بها،
وهذا ما فعلته (سماح) في "ترانس كندا"
بدءًا من الإهداء الذكي لـ (هؤلاء المغاميرين الذين لا يخشون الوحدة، ولا يخافون في حريتهم لومة لائم) تجد نفسك إزاء تلك التجربة الخاصة جدًا التي تمزج بين المغامرة والتحدي والحرية في آنٍ معًا
وهي إذ تفعل ذلك إنما "تجرب" الحياة بطريقتها الخاصة ، وفقًا لقوانين وضعتها لنفسها شريطة ألا تؤذي أحدًا .
تبدأ الرواية ب خمس حكايات قصيرة، ترسمها "سماح" بدقة شديدة وبطريقة مشهدية "سينمائية" تضعك في قلب الأحداث مباشرة، وتعرّفك فيها على "شخصيات" روايتها في (ما قبل الهجرة) لنتعرف على (يوسف، إيمان، هاني، حلا، و نهى) في لوحات قصيرة، ولكنها دالة ومعبِّرة جدًا تضعنا أمام العلاقات الغريبة والمتوترة بين هاني وديان، وبين حلا وحاتم .. وأخيرًا نهى وطاهر ..
والحقيقة أن هذه اللوحات، وقبيل انتقال سماح إلى القصة الرئيسية للرواية، تجد أنك أمام أربع حكايات قابلة تمامًا لأن تكون لكل منهم رواية منفصلة بما تحمله شخصياتها من أزمات وطبائع مختلفة استطاعت أن تعبَّر عنهم بشكل مكثف جدًا في هذه الصفحات القليلة، ولكن سماح تنتقل في (هجرة أخرى) إلى بطلتها الأثيرة (إيمان) التي اختارتها لتروي حكايتها مقسمة على فصول مقسمة لمحطات بأسماء المدن التي انتقلت فيها من "القاهرة" إلى "كندا" ..
تبدأ الرواية من النهاية، من قرار الرحيل الذي لا نعرف مبرراته ولا أسبابه، لتبدأ البطلة (إيمان) وعبر طريقة التقطيع السينمائية تعود بذكرياتها إلى الأحداث الذي سبقت هذا القرار المفاجئ والذي يبدو غريبًا، لنتعرف على حياتها كيف بدأت، وحكاية حبها إلام انتهت .. وما مرت به أثناء ذلك من مصاعب وأزمات،
.
وهنا أود أن أشير إلى أن "العمدة" أو الأساس في القصة كلها والحكاية نفسها ليس غرابتها ولا اختلافها عن مثيلاتها، وإنما في "تفاصيل" الحياة التي تضفيها الكاتبة على القصة لتجعلك جزءًا منها، تتماهى مع بطلتها تمامًا وتعيش معها كل أحزانها وآلامها، وتفكَّر معها في أفكارها وخططها، حتى ترسو معها على تلك النهاية البديعة
((الحياة ليست مكسبًا وخسارة، الحياة ليست حاصل عملية حسابية أو مجرد نتيجة نهائية، الحياة الحقيقية هي الأسباب المؤدية للمكسب وللخسارة، هي التفاصيل الدقيقة في كل معادلة، هي أنت قبل أن تقابلي من قابلتهم في الطريق، وهي أنت بعد أن مررت بتجربتك معهم، الحياة ممتدة بامتداد وجودك أنت على هذه لأرض، وليست مرتبطة بوجود الآخرين أو رحيلهم عنك. أنت وحدك السر، والحياة هي ما تصنعينه بنفسك ))
لم يبق إذَا إلا أن نرتاح من طول هذه الرحلة ومشاقها في :
(( بيت دافئ برائحة القهوة والفانيليا، ثلاجة محلاة دائما بالشيكولاتة، مكتبة كبيرة من الكتب والأفلام تأخذك لعالم آخر كلما أردتِ، شارع يسعك، وعيون لا تحسب خطواتك. العالم كله يفتح لي ذراعيه، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بكل ما تطوله يده من أحجار.))
.
هكذا نجد أنفسنا في النهاية لسنا أمام قصة حب تقليدية، ولا فيلم من أفلام الرومانسية المفرطة، ولكننا إزاء "تجربة" حياة، ومساءلة للمجتمعات كلها، وليس المجتمع العربي وحده هذه المرة، فالبطلة تعيش في "كندا" ولكن يمارس عليها هناك أيضًا بعض هذه الضغوط التي تحيط بالمرأة، بل وتلاحظ وتراقب نساءً غيرها يتعرض لضغوط وتجارب غريبة مشابهة ..
رواية أتقنت كاتبتها بالفعل رسم تفاصيل بطلتها، ورسم الشخصيات الأخرى من حولها،
أعتقد أنها بتلك الرواية الأولى تضع نفسها في مصاف الروائيات العربيات بقوة،
وتجعلنا ننتظر منها الجديد .. الأجمل
.
كان مفترضًا أن أكتب عن "سلبيات" و"أخطاء" وقعت فيها "سمـاح" بما أنها روايتها الأولى، وبما أن كل تجربة قد يكون فيها بعض الثغرات، ولكنني للحق لم ألمح أي شيء!
ربما هي عين الرضا، بالتأكيـد ..
ولكني سأكون سعيدًا بأي نقد "سلبي" يرى في هذا العمل ـ أو سواه ـ أقل من أن نقرؤه أو نهتم به،
.
أحببت هذه الرواية حقًا، وسعدت بها،
فشكرًا بحجم السمــاء أيضًا .. سماح،
-
أحمد المغازي
الجزء الأول من الرواية المعنون "فيما قبل الهجرة" كان مبشرا بالنسبة لي، إستعرضت فيه الكاتبة خمس شخصيات مقدمة مدخل لفهم حالة كل منها و كيف إنتهت بهم السبل إلى كندا، و هي بداية ذكرتني نوعا بسفينة نوح لخالد الخميسي –التي أحببتها كثيرا- و الشخصيات بإختصار هي:
- يوسف: إبن لرجل أعمال ثري و مدمن للمخدرات، يلجأ والده لتهريبه إلى كندا بعدما تسبب في مقتل شخص بسيارته أثناء فراره من مطاردة الشرطة بعد كسره لكمين أمني رفض التوقف فيه لوجود صديقته الأسبانية ميتة بجواره إثر تعاطيها لجرعة زائدة من المخدرات قبل أن يتخلص من جثتها في مقلب للقمامة!
- إيمان: إبنة الطبقة الفقيرة جدا التي تكافح لتكمل تعليمها، و تعمل بالسياحة حيث تتعرف على يوسف و تنشأ بينهما قصة حب عنيفة تنتهي بتدخل أهله لإبعادها عنه، و التي تلجأ للسفر لكندا بحثا عن مستقبل أفضل، و على أمل الإلتقاء بيوسف لوصل ما إنقطع بعيدا عن ضغوط أهله في مصر.
- هاني: الشاب المصري الفقير الذي يقبل الإرتباط بديان الكنية التي تكبره بعشرين عاما، لتحقيق حلم الهجرة إلى كندا.
- حلا: بنت الطبقة العليا التي يلجأ أهلها لإرسالها لتكمل تعليمها في كندا لإبعادها عن حبيبها حاتم الشاب اليساري الفقير.
- نهى: التى تسافر إلى كندا مع زوجها طاهر الطبيب الناجح الوسيم، الذي تكتشف عجزه الجنسي أثناء شهر العسل لكنها تقرر الإستمرار معه خوفا من فكرة الطلاق و وصمة الفشل.
ثم يأتي الجزء الثاني من الرواية المعنون "هجرة أخرى" و الذي تصير فيه إيمان البطلة المطلقة للرواية و باقي الشخصيات يأتي دورها عندما تتقاطع معها فقط ،بخلاف شخصية حلا التي لا يأتي لها ذكر إلا في صفحتين إثنين حيث تقابلها إيمان لتوصل لها هدية من حاتم فتصارحها حلا بأنها فقدت الإهتمام به و أنها تعيش قصة حب سعيدة مع "صديقها" الكندي ثم تختفي من الرواية بعد ذلك، فلا تدري ما السبب في إقحامها بها من البداية!
تبدأ إيمان حكايتها في كندا من نقطة متقدمة حيث نكتشف أنها "تزوجت" من كندي إسمه آلان، و أنها ليست سعيدة معه فتقرر هجره ذات صباح، و هكذا نجدها تلملم أشيائها مستغلة غياب "زوجها" في عمله، و تأخذ السيارة لتنطلق بها فى رحلة من أقصى البلاد لأقصاها عبر طريق ترانس كندا لتبدأ حياة جديدة، و خلال هذه الرحلة بمحطاتها العديدة تسترجع إيمان بطريقة الفلاش باك أهم مجطات حياتها التي قادتها لهذه النقطة.
*القادم فيه حرق لأحداث الرواية، كما أنه...إحم... للكبار فقط.
من خلال تداعي الذكريات نتعرف أكثر على شخصية إيمان، من نشأتها الصعبة في العشوائيات، لإنتحار أمها حرقا أمام عينيها، لمعاناتها مع زوجة أبيها، لمثابرتها حتى أكملت دراستها في كلية السياحة و الفنادق، لتتجه بعد التخرج للعمل بأحد فنادق شرم الشيخ، لتعرضها للتحرش من قبل مدير الفندق و صدها لكل محاولاته رغم الإغراءات العديدة، للقائها بيوسف و وقوعهما في الحب رغم كل الفوارق الطبقية، لتوثق علاقتهما مع محافظتها على عذريتها حتى يتم زواجهما –أو ربما هي رغبة يوسف في الحفاظ عليها كالشيء النقي الوحيد في حياته كما كانت تقول- لإضطرارها للإبتعاد عنه بعد تهديد أهله لها، ل...
و لنا هما وقفة، فحتى هذه النقطة كنت أرى إيمان بنت مكافحة طموحة تتحدى ظروفها الغاية فى الصعوبة و القسوة، محاولة أن تشق طريقها الخاص في الحياة، كان مأخذي الرئيسي عليها هو فارس أحلامها الذي يجمع كل نقائص الكون تقريبا، و كانت هي تتجاهل كل هذا لمجرد حبه لها و حبها له، إلا أن فراقهما كان تقطة تحول في الشخصية، فالبنت التي كانت ترفض الإستجابة لمديرها رغم إغراءاته، و التي لم تتورط مع حبيبها في "علاقة جنسية كاملة" على حد تعبيرها، تستسلم لأول إغراء يقابلها من صديقها الذي أسمته عاشق فيروز، ثم تتوالى علاقاتها من بعده حيث تقول: (هناك تعرفت على عاشق فيروز و الكثيرين غيره، ورطت جسدي في عدة علاقات، كانت تضعفني فكرة أنني لن أرى حبي الوحيد مرة ثانية، و أن كل الرجال بعده متساوون).
فتتخذ من فكرة فشل قصة حبها ذريعة للإستسلام لكل رجل يقابلها بحجة أن كل الرجال صاروا متساوون! و تبرر هذا بأنها تنتقم من نفسها، و لا تعاني جراء ذلك إلا من بعض نوبات تأنيب الضميرالتي تتغلب عليها بسهولة و تكمل حياتها عادي!
ما علينا، المهم تأتي فكرة السفر لكندا هربا من الواقع الذي تكرهه و أملا في لقاء يوسف و وصل ما كان، و تنجح فعلا في السفر بحجة السياحة، و هناك تقيم أولا في فندق تمتلكه ديان و زوجها المصري هاني، و تلتقي بيوسف الذي نعرف أنه يكمل مسيرته الإجرامية في كندا بنجاح، حيث يعمل نهارا في بنك يستغل وظيفته فيه في تسهيل منح القروض بضمانات وهمية مقابل عمولات و رشاوي، و يعمل ليلا كتاجر للمخدرات بخلاف إدمانه لها بالطبع!
يجدد لقائهما الأشواق، و يقرران الزواج –ما جمع إلا ما وفق الحقيقة!- دون معرفة أهله، و يعيشان في هناء لا ينغصه إلا بعض مضايقات من الشرطة – مخاطر المهنة للأسف! – و هو ما لا يزعجها كما لا يزعجها إدمانه للمخدرات التي صارت تتعاطى بعضا منها معه إلى جانب مختلف أنواع الخمور بالطبع، حتى يتدخل القدر لإنهاء هذه العلاقة "المثالية" حيث يتوفى يوسف إثر تعرضهما لحادث تصادم و تصاب هي بإصابات عديدة،وعندما تفيق منها تكتشف أن أخو يوسف إستولى على ورقة زواجهما و ترك لها مبلغ مالي على سبيل التعويض.
تخرج إيمان من هذه التجربة بجراح جسدية و معنوية، و بشعور بالهشاشة و الإحتياج لسند في غربتها فتلجأ لهاني –زوج ديان- الذي يكون لها خير المعين، فيقضي لها مشاويرها و يتسوق لها و يبحث لها عن عمل و يساعدها في رفع قضية على المدينة لطلب تعويض عن الحادث، و هي في المقابل لا تجد ما ترد به كل جمائل هاني عليها سوى... أن تنام معه!
هكذا ببساطة، فهي كما تقول (و ماذا أفعل إذا كنت دائما مطالبة برد و دفع عطايا كل من أعرفهم من جسدي، لا بأي طريقة أخرى؟) مبرر مقنع جدا بصراحة!
ثم يحدث أن تعرف ديان زوجة هاني بعلاقتهما، فتقابل إيمان و تطلب منها أن تستمر في العلاقة مع أن تتعهد لها بألا تتطور لأكثر من ذلك و ألا يتخلى عنها هاني!
تحس إيمان بالذنب –أخيرا!- و تقرر الإبتعاد عن هاني، إلا أنها تكتشف أنها حامل منه، فتقرر إجراء عملية إجهاض، و في هذه الفترة تنشأ صداقة بينها و بين نهى –زوجة طاهر- التي إختارت الإستمرار مع زوجها رغم عجزه، و جربت أن تخونه مرة إلا أنها لم تستمتع، فقررت أن مسألة الجنس هذه مبالغ في تقييمها، و تقبلت مصيرها بصفاء لا ينغصه إلا رغبتها في الإنجاب التي تسعى لها بكل الطرق المعملية.
بعد هذا تقابل إيمان آلان الكندي الذي يعرض عليها الزواج فتوافق رغبة في الحصول على الإقامة –بالنسبة لمسألة إختلاف الأديان؟ لا تشغل بالك المؤلفة لم تهتم بأن تبررها حتى!- لتعيش معه لسنوات قبل أن تقرر بأنها ليست سعيدة معه نظرا لإختلاف شخصياتهما فتقرر هجره، لنصل للنقطة التي بدأت منها الحكاية.
يجب التنويه أن كل ما فات مروي بلا أي ترهل و بأسلوب في غاية السلاسة و لغة متميزة، حتى في المقاطع التي تتناول الجنس كانت اللغة و الأسلوب و الوصف في غاية الرقي و بعيدة تماما عن الإبتذال أو الفجاجة، إلا أن هذا يجرنا لمشكلتي الخاصة مع الرواية، و هي أنني لم أستطع إبتلاع شخصياتها أو أن أجبر نفسي على تفهمها أو التعاطف معها على الإطلاق، الشخصية الوحيدة التي إلتمست لها بعض العذر هي نهى نظرا لصعوبة موقفها، و إستيائي الشديد من موقف زوجها، لا يجعلني هذا موافقا على تصرفاتها، لكنني أستطيع تفهمها على الأقل.
شخصية يوسف تمثل لي كل ما أكره في هذه الدنيا تقريبا، شخص مدلل عابث غير مسئول نذل ضعيف منحرف عديم القيم مختل المعايير، و فكرة أن إيمان ترى فى هذا الشخص فارس أحلامها الذي تقول عنه في مقارنة مع هاني: (لم يكن فيه أدنى لمحة من يوسف، أو ذرة من رجولته و شخصيته) و تقول في رثائه: (الرجل الذي أحببته يدمن الرحيل..في المرة الأولي تركني و سافر، و في الثانية صعد إلى السماء. الرجل الوحيد الذي حلمت بالبقاء في محرابه حتى الموت، سبقني له، فماذا أفعل إذا كان الرجال كلهم بعده سواء؟!)
هذا المقطع على سبيل المثال يوضح مشكلتي بالضبط مع الرواية، لغة عذبة و تعبير جميل، و لكن ما المضمون؟ فكرة أن هذا الكلام يقال عن شخصية بإنحطاط يوسف تجعل وقعه على نفسي شديد الإبتذال!
أما عن شخصية إيمان نفسها فحدث و لا حرج، ما هذا الرخص؟ بعيدا حتى عن تقييمها بالمعايير الدينية، كيف تكون على إستعداد لأن تمنح نفسها لأي عابر سبيل بهذا الشكل الذي تبدى مثلا في الرجل الكندي الذي تقابله في بار أثناء إستراحة لها على الطريق، و توافق على دعوته لها لتشرب معه "كأسا"، و كيف تبين أنها على أتم إستعداد لإصطحابه معها لغرفتها لو عرض، إلا أن الرجل نفسه لم يكن يرغب في أكثر من الفضفضة قبل أن يذهب في طريقه تاركا إياها شبه محبطة!
عن نفسي أرى أن التعاطف أو إلتماس الأعذار لمثل هذا النموذج المشوه، فيه غبن عظيم للكثير جدا من النماذج المشرفة من عرب و مسلمين لجأوا للهجرة، و نجحوا في الإحتفاظ بهويتهم و قيمهم و أخلاقهم في مجتمعاتهم الجديدة رغم كل الصعوبات و المغريات، المشكلة هي أن الشخصية هنا مشوهة من البداية، و لا يمكنني أن أعزو ذلك لنشأتها الفقيرة و المفككة أسريا وحدها، لا يبدوا لي مبررا كافيا لتقبل كل إنحرافاتها و إعتبار أنها شخصية سوية طالما لا تؤذي أحدا على حد قولها!
و ما زاد و غطى بالنسبة لي هو الفصل الأخير من الرواية الذي سعت فيه الكاتبة لتبرير أفعال بطلتها وإلقاء اللوم على مجتمعها و قيمه، و دينه كذلك!
كما في فعلت مثلا في الفقرة الخاصة بذهابها لعمل مساج تستريح به من عناء رحلتها الطويلة في النهاية، عندما تختار أن يقوم رجل بعمل المساج لها –وهي عارية تماما- و كيف تكون محرجة بعض الشيء في البداية، و هو ما تعزوه "للإستيريوتايب" – على حد قولها - (ما إجتمع رجل و إمرأة إلا...) قبل أن يخلصها الرجل من حرجها "بإحترافيته و حياديته" فتأخذ في التساؤل:
(أي رجل و أي إمرأة؟ مهما كانت الفروق الجنسية و العمرية و الفردية و الإجتماعية و المادية بينهما، أي رجل و أي إمرأة! حتى لو كان هدف إجتماعهما لا يتطلب وجود الشيطان أصلا، مثل الطبيب و المريضة مثلا!!؟ أي رجل و أي إمرأة!!
في هذه المرحلة كانت كل الإسطوانات المحفوظة و القواعد التي تم تلقيني إياها من قبل المجتمع و الدين تبدأ في التهشم بعد كل تجربة.)
و أنا لن أناقش بالطبع هذه الأفكار شديدة التهافت التي توردها الكاتبة على لسان بطلتها، لكنني بالتأكيد أحب أن أبدي تحفظي على موضوع "تبدأ" في التهشم هذا!!
ختاما فإن تقييمي لهذه الرواية بدأ من أربعة نجوم و أخذ يتضاءل تدريجيا حتى إنتهى عند نجمتين إستحقتهم الرواية لجودة أسلوب الكاتبة و سلاسته و رهافة لغتها و جمال تعبيراتها، التي أراها للأسف أهدرت في عمل مشوه الأفكار فارغ المضمون، مع تمنياتي الصادقة بأن أقرأ لها أعمالا أفضل في المستقبل تستغل فيها موهبتها الحقيقية فيما يستحق.
-
oumaima elkhattabi
الرواية ممتعة و جيدة نوعا ما ، واقعية باحداثها و تعطي نضرة شاملة عن ان تغيير نمط الحياة اوالفقد لا يمكن ان يقف في وجه الاستمرار و البحث عن حياة أحسن مادامت الحرية سقفها السماء في دولة تضمن لك كل حقوقك .
بضعة مواقف سردية كانت جيدة ، و البضغ الاخر كان يخيل لي و كأنني اقرأ رواية اخرى لكاتب اخر، لم افهم هل المشكلة في انا ام في الكاتبة نفسها لعدم تمكنها من الجانب السردي ، اذ كان اسلوبها متذبذب بين السيء و الحسن و الجيد ، فقد استعملت اللغة العربية الفصحى مطعمة اياها بقلة من الكلمات العامية . اما بالنسبة للحوار بالعامية المصرية رغم قلته الا انه كان جيدا .
التنقل بين الحاضر و الماضي سلس و كدت لا أشعر به .
الجزء الخاص بحلا و حاتم وجدته دخيلا على الرواية و لم يتم ادراجه سوى لسد بعض الفراغات لانه لم يقدم و لم يغير شيئاً في سرد الاحداث.
-
محمود حسني
نفس عميق .. ..
ترانس كندا . الرواية الأولى لسماح صادق ..
لا أعلم من أين أبدأ .. ربما عليكم بعد أن تنتهوا من قراءة الرواية أن تقرأوا آخر صفحة أكثر من مرة
تأرجحت يا سماح وأنا أقرأها بين ال3 درجات أو ال3 ونص أو الأربعة
واخترت في الآخر إني أديها3
شعرت ببعض الملل في المنتصف .. ولكنه لم يفسد عليّ رحلتي مع هذه الرواية .. سماح .. تحتاجين لأن تتعمقي أكثر في إبراز جوانب الشخصيات المختلفة ..
أيضا القفزات الزمنية أربكتني في بعض الاحيان .. كنت أريدها أكثر سلاسة من ذلك
كنتي بارعة في رسم إيمان وبعدها يوسف .. وبعد كدا الباقي كانوا بيفتقدوا الحيوية بشكل ربما أثر على تقييمي ..
ها هي دعواتي لكِ تتصاعد الآن إلى السماء .. ربما يأتيكِ أثرها على شاطئك .. .. الذي هو الشاطئ الآخر بالنسبة لي
-
Rana Abed
ترانس كندا... لذيذة كقطعة شوكولاتة
رواية نسوية بامتياز... فلتحبي نفسكِ ً وثوري على المجتمع ان لزم الامر( مع وجود بعض التحفظات على البذخ بالحرية طبعا)
من ذاك النوع من الروايات الذي يأتيك في وقت تحتاج فيه للأمل، لرفع الهرمونات الجالبة للسعادة، لتخرج من محيطك وتنفعل معها ...انها تماما كذلك
خفيفة، ترغمك على انهائها فقط لتعيش تضارب المشاعر فيها، الحب الالم الكره اليأس الامل التعقل والجنون.
مع كل سقوط هناك وقوف بعده، ومع كل زلة هناك غفران، جلد الذات لا يفيد سوى بالتراجع للخلف، حب الذات يعطي دفعة للأمام.
نفقد الحب احيانا ولكن لا بد من ان نجده مرة اخرى
-
randa
رواية ممتازه في واقعيتها ما ان تبدأ في قرائتها حتى تستولي على وقتك وذهنك .. قصص متفرقة هنا وهناك تجعلك تتسائل من هؤلاء وماعلاقتهم بالحبكة التي اغوص بأحداثها متنقلة بسلاسة بين الماضي والحاضر .. لاكتشف انهم قطع من البزل التى اجتمعت معا في بناء واحد متماسك الاساس .. تلتقي جميعها عند الصدف مع ايمان ..
-
امتياز النحال زعرب
" إلى هؤلاء المغامرين الذين لا يخشون الوحدة ، ولا يخافون في حريتهم لومة لائم"
كعادتي ، افقد القدرة على كتابة ريفيو لتلك الروايات التي تنال إعجابي ، يتوقف قلمي ولا اعرف ماذا اكتب بالضبط عنها.
في البداية شهادتي مجروحة في هذه الرواية لسببين أولاهما لمعرفتي بكاتبتها الجميلة سماح صادق وثانيهما حبي غير الطبيعي لكندا !
عندما صدرت الرواية انتظرت نسختها الالكترونية بفارغ الصبر وذلك بالطبع لعدم إمكانية الحصول على النسخة الورقية منها لأسباب خارجة عن إرادتي.
تتحدث الرواية عن سفر فتاة مصرية لكندا ومن خلال ترانس كندا وهو نفسه الهاي واي كما يطلق عليه في أمريكا أي الطريق السريع ، تحكي لنا البطلة قصتها الشخصية ، ومن خلال تلك القصة تعرج لنا على مدن كندا وتعطيك معلومات كثيرة عن البلد وعن أحوال المهاجرين العرب هناك وهذه الجزئية بالذات أكثر ما لفت انتباهي فهي لا تختلف كثيرًا عن أوضاع المهاجرين العرب في أمريكا.
وفي إحدى المرات كنت بصحبة أختي الكبيرة في المحل العربي وعندما غادرنا في سيارتها سألتها عن أحد الأشخاص ممن رأيناهم في المحل فأخبرتني أنه رجل عربي محاسب يساعدهم في ترتيب مسألة الضرائب في آخر العام ، وتذكرت رواية ترانس كندا فأخبرتها عنها ، ففوجئت بأنها قد قرأتها قبلي وأعجبت بها كثيرًا وإن كان لها ملاحظات على شخصية يوسف وعلاقته بمافيا المخدرات في كندا وأنه من الصعب اختراق عالم المافيا والعمل فيه ، وكيف للبطلة أن تحب شخص بكل هذا السوء.
وكان ردي على أختي أنه لا سابق معرفة لي بعالم المافيا في كندا حتى احكم على هذه الجزئية أما بالنسبة لحب البطلة ليوسف فهو شيء مقبول بالنسبة لي لأنني رأيت هذا النموذج في الواقع لذلك لم استغرب حدوثه.
واستشعرت أنه لا اختلاف في الأوضاع في كندا عنها في أمريكا ، تتشابه ظروف البلدين ويتشابه المهاجرون العرب أينما ذهبوا أو حلوا.
الشيء الوحيد الذي افتقدته في رواية سماح هو النموذج السوي من الشخصيات العربية ، فكل الشخصيات الواردة في الرواية كانت شخصيات مريضة نفسيًا مهزوزة غير سوية ، لم يكن هناك نموذج لشخص عربي شريف أو ناجح رغم أنه في الحياة الواقعية يوجد الكثير منهم في الدول الغربية وهم نماذج مشرفة لنا كعرب ونفخر فيهم دومًا ، كنت أتمنى لو ذكرت سماح نموذجًا جيدًا واحدًا من المهاجرين العرب حتى لا تبقى الصورة قاتمة.
عامًة الرواية أكثر من رائعة ، بها تشويق وإثارة ولغة راقية ، وقد كانت رحلة ممتعة قضيتها مع سماح في روايتها وأتمنى أن تستمر في كتابة الروايات المختلفة والمتميزة.
فشكرًا للجميلة سماح صادق على هذه الرواية وشكرًا لأنها عرفتني على كندا عن قرب وشكرًا لأنها عرفتني على أغنية فيروز " بيت صغير بكندا ".
كل التوفيق وفي انتظار القادم إن شاء الله.
****
-
mohamed_enaeyt_abbas_ashour
اعجبتـــني هذه الروايه الذي كانت تتحدث في المقام الاول عن الحريــــه فـــ الحريه بالنسبـــه لي حيـــــاه
اعجبنــــــي اسلــــوب سمــــاح صــــادق في الكتابه كثيراً فأحببت دور شخصية ايمان كثيراً الذي لا تستسلم ابداً
تجعــــــــل لنفــــسها فرص كثيره لكــــــي تنعم بحياه جديده افضل ..... لكـــن انا انقصت نجمتيــــن بسبـــــب ..
تعدد الشخصـــــيات فنحن درسنا ان تعدد الشخصيات في الرايه قد يفسد الروايه الي حد ما وهذا ما حدث بالفعل
و السبب الثاني ان سمـــــاح صــــــــادق لم تتبــــع اسلــــتوب التشـــــويق في رايتها فاحسست بالملل في بعض الاحيـــــان