لماذا لا يتصدر عمل رائع مثل هذا قوائم الـ "بيست سيللر"، ولماذا لا يعرف الناس "أدهم العبودي" ويسعون لقراءة كل أعماله؟
..
قبل أن أكتب عن هذه الرواية الجميلة، التي جاءت كمفاجأة رائعة فعلاً، يجب أن أشكر الصديق "أحمد جاد" الذي رشَّحها لي :) وربما لولاه لما تعرفت على هذه الرواية الجميلة،
.
هنا رصدٌ فريد ـ مرة أخرى ـ لعالم القرية الصعيديوشخصياته، التي ربما نكون قد اعتدناها كثيرًا، هنا "متاهة" الناس والشخصيات العاديَّة التي يبدون فيها كـ أولياء .. ومجاذيب، على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم، بل وحتى دياناتهم، هنا رؤية بانورامية متقنة لعالم هذه القرية والصراعات الخفية والظاهرة بين ألإرادة، في لوحات متقاطعة، رسمها أدهم باقتدار من خلال التنقّل بين شخصيات الرواية الكثيرة، ورغم تعدد الشخصيات واختلافها إلا أنه ظل ممسكًا بخيوط الرواية قادرًا على ربطها وتجميعها معًا، وربط القارئ بها ..
هناك قدرة فريدة على تمثل شخصيات العمل، ولغة انسيابية رشيقة تنحو للشاعرية حينًا وللواقعية البسيطة أحيانًا لتعبِّر عن كل فئة وشخصية ببراعة ..
...
قد لا يتمكن الواحد منَّا من التعبير عن مدى سعادته، وفرحه بعمل أدبي يقرؤه، ولكن كل ما يفعله هنا أن يقيمه، ويكتب عنه كلمتين، ولكن الحقيقة أن العمل الأدبي الجيد يفرض نفسه بقوة، وهذا ما آمله دومًا،
هذه رواية تمنحني الأمل أن زمن الرواية الرائجة والبيست سيللر ليس هو القاعدة،
وأن هناك أعمالاً وكتابًا .. شباب أيضًا ، يكتبون كتابة جيدة، وباحتراف
.
شكرًا أدهم العبودي، وفي انتظار روايتك القادمة ..
.