Io I Io ju Io liiiooiiiiiuill''iouuiuùiô iok Io i Io iuuiiiiiuio ooiioiioo ull''iouu
لو لم يكن اسمها فاطمة
نبذة عن الرواية
صدرت عن دار “سرد” للنشر بالتعاون مع دار “ممدوح عدوان للنشر”، في بيروت رواية «لو لم يكن اسمها فاطمة»، للروائي والمفكر السوري خيري الذهبي، في 320 صفحة، والرواية تصدر في طبعتها الخامسة. وكان الظهور الأول للرواية عام 2005 في مصر في دار الهلال، وصدرت ضمن إصدار وصل إلى خمسين ألف نسخة. وتتحدث الرواية عن “فاطمة” التي بدأت حياتها بصنع أسطورة، هي نفسها لا تعرف كيف اصطنعت، وهي أنها خرجت يومًا من بيتها، وهي الصبية الجميلة؛ لتقوم ببعض الأمور، فإذ بالجنود السنغال يطاردونها، وهم يهتفون “فاتيما”، وهذا هو الاسم العربي الوحيد، الذي يعرفونه، فأحست أنها هي الوحيدة المقصودة، فأحرجها الأمر، وأقسمت ألا تخرج من البيت طالما هناك جندي سنغالي، وهي تقصد محتلا فرنسيًا. وتتطور الأحداث وتبدأ إشكاليتها؛ لأنها الوحيدة التي تتحدى الاحتلال؛ فتصبح حدثًا صحفيًا، ينطلق من دمشق إلى بيروت إلى الاسكندرية إلى الصحافة، وحينما يأخذون صورة قديمة لها يصنعون لها رتوشًا فتتحول إلى “جريتا جاربو”، ثم تصبح “جان دارك”، وإذ بالناس الذين يريدون الحصول على رمز يحصلون عليه من خلالها فتصبح رمزًا حقيقيًا. وتبدأ اللعبة بمحاولة الانتداب إفساد هذه الصورة، فيلجؤون إلى زوجها الرجل العادي، الذي يحمل الكثير من العيوب، ما يؤدي إلى وجود صراع بين هذه المرأة وزوجها، وهي أفضل منه بعدة مستويات، لكنها في النهاية مثل كل نساء الشرق، عليها أن تصنع قدرها، فتجد نفسها معزولة معه في إحدى المدن المنسية في شرقي سورية، وعليها أن تبدأ حياتها هنا، وعليها أن تصنع أسطورتها الثانية، فتمر بأكثر من مرحلة بدءًا من انتصارها على الضباع، إلى مشيها سافرة دون غطاء وقيادتها السيارة.. إلخ. وتستمر أحداث الرواية فتتعرض “فاطمة” إلى الفساد، الذي وصل إليه بعض البيروقراطيين، حين تصنع معرضًا للرسم، فتصطدم بأحد الفاسدين في وزارة الثقافة. خيري الذهبي لقبه الناقد الجزائري المولودي سلام، بنجيب محفوظ سوريا؛ بسبب بحثه الروائي الطويل والمستمر داخل بنية المجتمع السوري، عبر تفكيك وتحليل الأسرة السورية، ودراسة مرتكزاتها وتفكيك الشخصية السورية وعلاقتها بالجغرافيا والتاريخ من جهة، ومن جهة أخرى علاقتها بالمحيط العربي والعجمي، رواية لو لم يكن اسمها فاطمة، لاقت نجاحًا كبيرًا منذ صدورها وحتى اليوم.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 269 صفحة
- [ردمك 13] 9789933540982
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية لو لم يكن اسمها فاطمة
مشاركة من Walid Hamza
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حسين قاطرجي
في الحارات الدمشقية والأزقّة المتلاصقة بذورٌ كامنة من الحميميّة والجمال ممّا لايعرفه السياسي ولايتنبّه إليه الأكاديمي ولاحتى عالم الإجتماع المحنّك، ولكن عين الأديب المخضرم لاتخطئه.
يضع الكاتب خيري الذهبي يده على مادةٍ وفيرة من حياة الأهالي في بلاد الشام خلال الإستعمار الفرنسي وماتلاه، ويبدو أن ليس في نيّته إرهاق القارئ بنقل الأحداث السياسية وانعكاسها على الناس؛ قدر مايهمّه عرض المفارقة التي تكمن في امتداد الزمن بين الماضي والحاضر.
في الرواية يعرض الماسيمو غسان وهو مندوب إحدى القنوات الفرنسية على المخرج السينمائي سليمان إخراج فيلم تسجيلي عن المدن التاريخية المنسيّة في شمال وشرق سورية. يوافق المخرج ويشد الرحال صوب دير الزور وهناك وفي أحد القصور القديمة المهجورة يرى لوحةً بديعةً لشادنٍ جريح ممهورةً بتوقيع الرسامة فاطمة، وللمفارقة العجيبة تكون هذه الفاطمة أم المخرج سليمان.
في ذلك القصر المتروك يطّلع المخرج على أرشيفٍ ثريٍّ عن حياة أمه الراحلة وعلاقتها بأبيه ويصدمه حجم المفارقة بين مايعرفه عن أمه الرسامة وحقيقتها المؤرشفة، ويعتريه لأجل ذلك رغباتٌ غامضة بين الانسحاب من الزمان والمكان والتاريخ صوناً لصورة الأم المثالية الراسخة في باله وبين الفضول المتنامي لمعرفة ماضي أسرته البعيد.
أمّا أمه فاطمة فقد خرجت في زمنٍ ولّى من بيتها الدمشقي، فلحقتها دوريةٌ فرنسيةٌ قوامها جنودٌ سنغاليون وصاروا يتبعونها وينادونها (فاتييما) وهم في هزلٍ بادٍ، فعادت إلى بيتها وقد جرحها هذا الموقف جُرحاً نغّاراً لم تشفَ منه، بل أقسمت ألا تخرج من دارها حتى يرحل الاستعمار عن الشام وهذا ماكان، فصارت أيقونةً للمقاومة ورمزاً للنضال وتناولتها الصحافة بإفراط حتى شبهتها بجان دارك! وهذا ما أزعج السلطات الفرنسية التي عملت على تشويه سمعتها ونفيها إلى دير الزور حيث مكثت هناك مرحلةً من عمرها أقامت خلالها معارض للرسم وتعلمت قيادة السيارة وصنعت من نفسها أسطورة المرأة المتحررة.
يصنع الكاتب خيري الذهبي من كل شخصياته الروائية أبطالاً، ويستخدم إطاراً زمنيّاً واسعاً لكنّه لايوظّفه في خدمه نظيره الدائم (المكان) رغم حضورهما وتأثيرهما البالغ في الرواية.
يستخدم خيري الذهبي في عمله هذا بنيةً سرديةً جميلةً وجديدةً -بالنسبة لي على الأقل- لم ألحظها في مئات الروايات التي سبق لي قراءتها، كما أنّ الكاتب لم يكرّر هذه البنية في أعماله الباقية؛ وهي اعتماده على تقديم الحكاية بصيغة السؤال، مرّةً خلال الحوار، ومرّةً خلال ما يطرحه وجدان الراوي، وهكذا يتعرّف القارئ على أحداث الرواية من خلال تتالي عشرات الأسئلة المزروعة في النص والتي تجاوز عددها حوالي 900 سؤال.
صدرت الرواية عن دار سرد وممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2020 وتقع في 222 صفحة من القطع المتوسط، وهي رواية حريٌّ بألا تفوت القارئ العربي لأنها من الأعمال التي تزيد تجربته جودةً ونفاسة.