لم يعد لي حاجة إلى البكاء أتذكر كلمات أبي: إنهم يخافوننا يا ولدي إنهم يخافون من وجودنا ومن كياننا. كم كان والدي على حق! إني لا أبكي الآن فإني أعلم أن أعداءنا الروس يخافون منا. إنهم يريدون ترويسنا لأنهم يخافون منا.
السنوات الرهيبة
نبذة عن الرواية
رواية تصوّر مأساة المسلمين في شبه جزيرة القرم السوفيتيّة إبان الحرب العالية الثانية. وهي قصّة حقيقية لمأساةٍ عاشها الكاتب "جنكيز ضاغجي" بكلِّ تفاصيلها، كتبها بشكلٍ روائي، خلّد فيها مأساة طرد الروس لشعبهِ المسلم القرميّ التركي من دياره. صاغها بأسلوبٍ ممتعٍ بالرغمِ من أنه موجع، فقد كان يحلم بالعودةِ إلى وطنهِ الأم؛ ليعيش على أرضهِ حراً عزيزاً.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 303 صفحة
- [ردمك 13] 9789776903333
- حكاوي للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية السنوات الرهيبة
مشاركة من amanymohammedsobhi
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
.: THE STRANGER :.
تروي هذه الرواية أحداث تاريخ غُيّب عن أذهاننا، لبلد إسلامي لا نعلم عنه شيئاً أو نكاد، ألا وهو القرم.
تطرح القصة أنموذجاً لمجتمع القرم في قصة شاب قرميّ يروي في مذكراته معاناة أمة بأكملها، جاعت وشُرّدت وقتّلت ونفيت إلى أقاصي الأرض دون أن يسمع بمآسيها أحد.
كانت القصة تتمحور حول الشاب صادق، وفي سياقها تُروى شذرات من تاريخ القرم السابق والمعاصر للحرب العالمية الثانية. فتمنيت لو كان التركيز على تاريخها أكبر منه على تفاصيل قصة صادق.
يُهجّر الفتى ويُجنّد ويحارِب، ثم يُؤسر ويعذب ويعاني فيُحرر، وبعدها يعيش حياته أسيراً لذاكرة لا ترحمه من عذاباتها التي لا تهدأ في صحو ولا في منام.
فيدوّن ذكرياته، عساه يخفف من ألم سياطها بالكتابة.. ولكن هيهات.
قسمت الرواية إلى فصلين، رأيت أفضلهما هو فصل "الأسير".
كان مفجعاً ومؤلماً بقدر ما كان صادماً. يجعلك تشعر كم أن الإنسانية والضمير هشّين، ضعيفين ويمكن فقدانهما عند أي ضغط وأدنى ظرف. وكيف أن فاقدهما يمكن أن يتحول إلى وحش مسعور لا يأبه إلا إلى مصالحه ومنفعته على حساب كل أحد وكل شيء.
الرواية كانت جيدة الحبكة والأسلوب، مع بعض نقاط ضعف لا يمكن إهمالها.
والترجمة كانت ممتازة ولكن لا تخلو من بعض إشارات الاستفهام، كأن ترد جمل كاملة باللغة الروسية أو الألمانية في الحوارات دون ترجمة، بل معادة كتابتها باللغة العربية!!. وكأن كل قارئ يعرف الروسية، وكلهم سيفهم ما يقال.
صحيح أن هذه الجمل وردت بضع مرات وحسب على طول الكتاب، ولكنها كانت كفيلة بتخريب متعة القراءة في كل مواضع ورودها.
وجدت في النهاية شيئاً غريباً غير مفهوم. فقد كانت نهاية مفتوحة جداً، لدرجة أنني أكملت قلب الصفحات بعدها لأفاجئ بصفحات بيضاء، دون أن أعلم أنها قد انتهت.
وكان الصادم أكثر في هذه النهاية أن قصة صادق كانت هي قصة المؤلف جنكيز ضاغجي الحقيقية.
يقرأها جنكيز في سياق أحداث الرواية، فتروى قصته على لسان صادق. لسان شخصية تبحث عنه لتسلمه قياد ذكرياتها، وتجده في النهاية.. في كناية عن إيجاد نفسه، وتخلصه من عذاباته.
القصة كانت رائعة لو تمت إضافة مقاطع هامّة، مثل استفاضة في شرح تاريخ القرم مثلاً، أو الحديث عن مصير عائلة صادق التي بقيت مجهولة طول الرواية.
وحذف مقاطع أخرى هامشية، لا تؤثر في الأحداث ولا تهم القارئ، والأمثلة عنها كثيرة.
على العموم أعجبتني الرواية بقدر ما آلمتني، وزادت حماستي للقراءات التاريخية الروائية، حتى رجعت في التاريخ أكثر، لأبدأ الآن بالقراءة عن حروب المغول أيام المماليك.
-
أحمد المغازي
موضوع ثري ورواية فقيرة..
أسلوب جاف، سرد ممل، تناول سطحي، شخصيات نمطية، حكايات ناقصة.
المفترض أن الرواية - بناء على نبذتها- عن معاناة شعب القرم من المسلمين تحت الحكم الروسي، وهو ما حفزني لقرائتها خاصة لضآلة معلوماتي عن هذا الموضوع، إلا أن هذه الجزئية لم تشغل أكثر من مقدمة المترجم وإفتتاحية الرواية التي نوهت عن تاريخ شعب القرم من التتار التركمانستانيين منذ دخولهم في الإسلام حتى وقوعهم تحت الحكم الروسي بعد ما كانوا تابعين للدولة العثمانية حينا ودولة مستقلة حينا آخر، والاضطهاد الذي قاسوه على يد الروس من تحقير لمقدساتهم لتهجيرهم من أراضيهم ومعاناتهم من شظف العيش.
ثم لم تلبث الرواية مع قيام الحرب العالمية الثانية أن تفرغت لتتبع مسيرة صادق طوران الشاب القرمي الذي تم إنتزاعه من وسط أهله -مثل آلاف وربما ملايين غيره- وتجنيده في الجيش الروسي ليقذف به في أتون الحرب على الجبهة في مواجهة الألمان في معركة لا يملك فيها ناقة ولا جمل، ليستعرض لنا الكاتب من خلاله عبثية الحرب وقسوتها.
في القسم الثاني من الرواية يحكي لنا صادق تجربته المروعة في الأسر على يد الألمان -المفترض أنه يحكيها بعد إنتهاء الحرب- وهي تجربة مريرة شارف فيها على الموت تعذيبا مرة وجوعا مرة ودون أي سبب مرات عديدة، وإختطف فيها الموت أقرب رفاقه أمام عينيه، قبل أن يخدمه القدر ويختاره أحد الضباط الألمان ليكون مرافقا له ويرحمه من الأعمال الشاقة، إلا أن عذابه النفسي يستمر كونه شاهدا على الكثير من الفظائع التي ترتكب بحق الأسرى خاصة اليهود منهم - وغيرهم - حتى يتمنى العودة للمعتقل والحياة كأسير عادي وسط أقرانه.
إلا أن الأقدار تخبيء له مصيرا مختلفا حيث يعرض عليه الانضمام لوحدة من المعتقلين الروس يتم إعدادهم ليصيروا جواسيس على روسيا لحساب الألمان، إلا أن صادق يرفض بإصرار غير مبرر، رغم كراهيته الشديدة لروسيا وإعتباره لنفسه قرميا أو تركيا، ثم إنه يقبل الانضمام لوحدة أخرى - دون مبرر أيضا- يتم تشكيلها من الأسرى القرميين لمحاربة روسيا تحت لواء الألمان.
لتنتهي الرواية بصادق في روما - التي لا نعرف كيف وصلها-بعد إنتهاء الحرب لصالح الروس وحلفائهم من الأمريكان وغيرهم، طريدا متخفيا متحسبا للقبض عليه في أي لحظة باعتباره خائنا لروسيا - التي لم يعتبرها وطنه يوما - ومتحالفا مع الجانب المهزوم في الحرب، ينفق أيامه في كتابة ذكرياته عن تلك السنوات الرهيبة، ورسائل لأخيه - الذي لم يره منذ بداية الحرب- نقرأ فيها نتفا من أحداث شخصية لم نحط بها خبرا، عن حبيبة مجهولة تدعى ماريا لا نعرف بداية قصتها ولا نهايتها، وغيرها من الحكايات المبتورة الغامضة.
أحبطت بدرجة كبيرة لرغبتي في معرفة تفاصيل أكثر عن شعب القرم وكفاحهم ومعاناتهم ومصيرهم، إلا أن المؤلف إختار أن يحكي لنا بدلا من ذلك حكاية صادق طوران التي تتشابه مع حكاية ملايين الشباب غيره سواء كانوا من القرم أو روسيا أو ألمانيا أو غيرها من البلدان التي إنخرطت في هذه الحرب العبثية وذهبت أرواحهم أو أعمارهم هباء في أتونها، لم أشعر في أي لحظة أن معاناة صادق لها علاقة بكونه قرميا أو مسلما، وكان جفاف الأسلوب - الذي ربما يرجع للمؤلف أو المترجم أو كلاهما - والملل المخيم على الرواية كفيلا بالقضاء أي فرصة للإستمتاع بها.