وتكمن مثالية هذا الإيمان في افتراضه أن الأفكار التي نؤمن بها هي التي تحدد الطريقة التي نعيش بها والطريقة التي ينظم بها المجتمع والذين يفكرون بهذه الطريقة ينسون أن يبحثوا عن الأسباب المادية، فالذي يحدد في الواقع طريقة توزيع البضائع في المجتمع الرأسمالي ـ حيث يتمتع جزء من المجتمع بالثروة بينما يعيش الجزء الآخر الأكبر في البؤس ـ ليس هو أفكار الناس حول توزيع الثروة وإنما هو الحقيقة المادية، حقيقة أن أسلوب الإنتاج يقوم على استغلال الرأسمالي للعامل، وطالما ظل هذا الأسلوب في الإنتاج قائماً، فستظل الثروة والبؤس قائمين، وستظل الأفكار الرأسمالية عن العدالة تعارض الأفكار الاشتراكية عنها، ومهمة الاشتراكيين بالتالي هي تنظيم وقيادة صراع الطبقة العاملة ضد الطبقة الرأسمالية حتى تنتزع الطبقة العاملة السلطة من الطبقة الرأسمالية.
مدخل إلى المادية الجدلية
نبذة عن الكتاب
إن الماركسية فلسفة تسعى إلى فهم العالم من أجل تغييره. يقول ماركس «كان كل ما قام به الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة، بيد أن القضية هي تغييره» ، وهكذا، فإذا كان في وسعنا أن نقول عن فلسفات الماضي إنها كانت محاولة لفهم العالم ومكان الإنسان منه ومصيره فيه - محاولة تحدها بالضرورة النظرة الطبقية وتحيزات وأوهام مختلف فلاسفة الطبقة المستغلة - فإن علينا أن نقول عن الفلسفة الماركسية إنها محاولة لفهم العالم من أجل تغييره، ومن أجل تشكيل وتحقيق مصيرالإنسان فيه. إن المادية الجدلية هي سلاح نظري في أيدي الشعب لاستخدامه في تغيير العالم، لذلك فإنها فلسفة شعبية، وفلسفة علمية، وفلسفة ممارسة، بأصدق ما تنطوي عليه هذه الصفات.عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 459 صفحة
- [ردمك 13] 9786144322208
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
66 مشاركة