أي نوع من الحياة هذه ! عندما يصل الانسان ليتعجب من عدم قدرته على التمييز بين يوم امس ويوم غد .
نعاس
نبذة عن الرواية
رواية هاروكي موراكامي التي بين أيدينا ليست مجرد سرد شيق للأحداث فحسب بقدر ما هي منظار مكبر يسمح لنا بتأمل ما لا يرى من تفاصيل وجودنا في دهشة مشوبة بحزن شفيف. وإذا كانت بطلة الرواية قد توقفت عن النعاس نهائيا فإن قدرة مواراكامي على الإدهاش سرعان ما تنقل عدوى البطلة إلى قارئ الرواية ليجد نفسه مورطا في عوالمها الغريبة غير قادر على النوم قبل إنهائها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 88 صفحة
- [ردمك 13] 9789938833195
- مسكيلياني للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية نعاس
مشاركة من طلال
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
يونس بن عمارة
انهيت لوقت متاخر من الليل ، النوفلا (الرواية القصيرة ) المسماة نعاس لهاروكي موراكامي .. اصبحت هناك مجموعات وصفحات مميزة في الشبكات الاجتماعية ،مدونات رائعة تستبق للجديد والماتع والرائع فضلا عن هذا ..اعجبني اولا تلك المجموعة الشابة التونسية التي نشرت القصة اذ اخذت على عاتقها تقديم الادب العالمي الماتع (الممتع) للناشئة والشباب باسعار معقولة ..هذا اولا هو شيء مهم ورائع واحيي كل من اوصل لنا كل هذا ..
اما فيما يخص الرواية ككل ..فلنبدأ برحلتي مع هاروكي موراكامي .. مع الادب الياباني ككل كانت بداياتي مع (التاريخ السري لامير موساشي ) .. الحقيقة ان هذا الكتاب مميز جدا .. ثم قرأت ياسوناري كاواباتا ..قصتان او روايتان ثم سازوكي في رائعته التي اذهلتني (بوتشان) .. لذا فانني جربت ان اقرأ ( كافكا على الشاطيء ) وذهلت من براعة هاروكي .
بكل نزاهة لم اكن اعرف أي شيء عن هاروكي ..لذا فالرواية لما دخلت فيها عدة تقاطعات بدأت اشعر بالملل .. الكلام عن الملل لدى عشاق هاروكي موراكامي يشبه التجديف على الرب لدى المتدينين .. لكن فعلا ..في بدايات تعرفي عليه شعرت بذلك .. لذا هناك (فكرة ) مهمة جدا مميزة اشار لها بورخيس هو اننا نقرأ لشخص ولا نقرأ كتابا وكفى .. فمثلا لو كان هناك عمل ما لشخص ضعيف ووضعت عليه اسما كبيرا ولم يفطن احد فالغالب الاعم (ما عدا النقاد النحارير الواصلين )سيقول ان الرواية رائعة وعظيمة ..وروي في الادب العربي مثل هاته القصة أي ان احدا كان متعصبا لشعراء الجاهلية ويكره المولدين ( وهم شعراء ابناء الاسلام ) فانشد له احدهم بيت شعر لمولد فاستحسنه ومدح براعته فقال له هذا من شعر فلان المولد فقال والله ان الضعف بادي فيه !! هذه طبعا مكابرة وعناد والكثيرون من القراء المرتبطين بكتّاب يعميه حب الكاتب عن فهم الاعمال جيدا ..
قلنا ان هذا ما يقع كثيرا مع القراء .. لكن من البداية حتى لو كان اول لقاء لك مع هاروكي ستعرف ان هناك شيئا .ان هناك خيط عبقرية ان هناك المعية في الطرح والتوزيع والسرد وكل شيء ..ولنبدأ في كلامنا على (نعاس ) النوفلا التي تكلمنا عنها .
لا داعي -والقصة قصيرة وماتعة جدا- ان افسد أي شيء ..لكن قصص هاروكي ككل (و حكمي هذا انما نشأ عن قراءات لمقالات (مقالين لهاروكي ، رواية كافكا على الشاطي ، نعاس ، بلدة القطط جزء قصير من روايته الضخمة 1q84 ، سامسا عاشقا (نوفلا صغيرة في النيويوركر ) فحكمي بارز عن قراءاتي لهذه الاعمال فقط .
حكايا هاروكي سهلة بسيطة لكن حبكتها سوريالية ( فنتازية ) هذا امر واضح لكن تبدأ بالواقع ثم فجأة تكون في الخيال دون تدرج (هذا ما يخيل للقراء العاديين ) لكن هناك تدرج كبير في الكتابة ..فلا ننزعج مثلا من الحبكة التي تجمع بين الواقع والخيال بل يبدو لنا الامر واحدا ومتماسكا ..وهنا تكمن براعة هاروكي .
هاروكي في مقابلة له مع جريدة المانية اثبت ان بعض قصصه رواها له رجل كان يراه بوضوح في مكتبه . الامر جنوني بالنسبة لي لكن هناك الكثير من الهلاوس التي يعاني منها الكتاب فعلا .. فرجينيا وولف ، كافكا ، جيمس جويس ، بول اوستر ..هناك مرحلة يكون الكاتب قد صدق نفسه ( وهو يقول انه اُلهم وليس ابتكر ) في حكاياته فيعيشها فعلاوكانها وقعت او دعنا نقل يعيد صياغة بعض القصص الحقيقية وهم يبررون ذلك بقولهم من يعرف الواقع على ما هو عليه فعلا ؟؟ لا احد ،لا يمكن ،انت اصلا لما تتذكر لا تتذكر انما تعيد صياغة الذكريات في ذهنك فهو ليس تذكر انما اعادة تشكيل في الحاضر لماضي لا نعرف ابدا الذي وقع فيه على حقيقته .(الفكرة الاخيرة لميلان كونديرا )
لذا فالقليل من التشويه يقول الكتّاب لن يضر احدا !! لانه لا يعرف احد حقيقة الواقع القابع امام اعيننا.
على كل تقاطعات كتابات هاروكي مع سيرته الذاتية واضح جدا للعيان وهذا يعطيها مصداقية وروعة وقوة سبك وسرد مثلا ممارسته للسباحة (تظهر في نعاس وكافكا على الشاطيء ) ، مطالعاته المكثفة ( كافكا على الشاطيء ونعاس ) الاماكن والموسيقى والفنانين المذكورين والكتاب كلهم حقيقيون ونابعون من قراءات المؤلف .. وهذا ممكن ان يعيب على الرواية قليلا اذ ان النقاد لا يحبون ان يتسرب شيء من قراءات الكاتب الى شخصياته .. المشكل في الكتابة السردية بقلم شخصية ما انه يفترض فيها انها تكتب باعتيادية بالغة .. لكننا نرى الشخصيات الروائية تكتب بروعة روائي كبير ! وهذا خطأ فني كبير .. تظهر لك في الروايات دوما رسائل مكتوبة بصيغ ممتازة كأن الشخصيات نفسها متمرسة على الكتابة بشكل رائع وكبير ..تتحدث عن نفسها بكل اريحية وتجلب استعارات بلاغية لا يفطن لها الا عبقري ( مثلا وصف الزوجة لنوم زوجها المضحك في رواية نعاس ،ووصف هوشينو للالم الذي حل به من جراء قيام ناكاتا بعمل ماساج لظهره ) هذان الوصفان بلاغيان ورائعان لدرجة ان عاميا لن يكون باستطاعته صياغته ابدا ..هنا يتغلب الدكتور سالنجر في الموضوع رغم انتاجه القليل جدا ..روايات او لنقل روايته اليتيمة ، سالنجر تتكلم الشخصيات بكل طبيعية فعلا وبغير افتعال لقراءات ضخمة ولا تكلم بسلاسة كتابية لا تتكون الا بعد مراس شاق على الاعمال الكتابية التي لا يمكن لشخصيات عادية ان تفتعلها ..
في زوايا رواية نعاس تقرأ بطلة القصة التي تتكلم بضمير المتكلم وتكتب القصة ..القصة ذات صوت احادي لكنه شمولي كعادة هاروكي ،في هذه الرواية تقرأ البطلة رواية تولستوي انا كارنينا .. وانا قرأت الرواية واثرت في تاثيرا بالغا لدرجة اني لم اقرا تولستوي لاحقا ابدا حتى استجمع قواي .. اذ ان انا كارنينا مرعبة من ناحية القوة .. وبما انني قرات عنها عدة مقالات فاني عرفت ان تولستوي في مذكراته تحدث على ان الكثير من حياته صيغ هناك ..انا كارنينا دون نقاش هي قطعة ادبية ذهبية دون الحاجة لحكمي هذا عليها ..هاروكي قدم قراءة مميزة للرواية ..وابدى لنا تفاصيل ربما تغيب عنا لسبب واضح هو انه قرأها اكثر من مرة وعلى مدى سنوات ..لذا فلفهم نعاس بشكل جيد للاسف يجب عليكم قراءة انا كارنينا لتولستوي مهما كان .
هناك عدة تقاطعات وملاحظات وامور في القصة منها : وصف الحياة الرتيبة لربة بيت يابانية عادية ( الحياة هي الرتيبة اما وصف هاروكي فممتع ..غالبا ما يرى القراء كلمة رتيبة حتى يهرب من الكتاب .. المشكل ليس في القصة ..قصص دوستويفسكي كلها كما يقال تجدها في أي جريدة يومية .. لكن انى لك باسلوب القص الخاص به ؟؟ هنا مربط الفرس كما يقال ).
وصف المشاعر والاحداث بدقة كبيرة جدا ..لدى الروائين مجهر روائي عظيم ودقة ملاحظة وذاكرة كبيرة .
التحدث عن الحياة العامة لطبيب اسنان الذي هو زوج ربة البيت .. وقد لخص الامر ببساطة في جملة ( وهذا ما يسحرك في الروايات ..) فبعد ان اقترضوا ليفتحوا عيادة ورغم ان الامور تسير على ما يرام الا انه قال لها .. (تقترض لتشتري الات جديدة لتربح الزبائن ثم يمضي القليل من الوقت حتى تشتري اخرى ولا يستفيد الابائعوا الالات !) يبدو كلاما عاديا جدا لكنه في سياق القصة مميز للغاية .
و ثم هناك الحادث الغريب الذي هو حبكة الرواية والذي لن ارويه هنا لانه لا فائدة من فعل ذلك ..وهناك قراءة البطلة لرواية تولستوي (عادات القراءة ) وصف كيفية القراءة بشكل دقيق ..
الرواية تنتهي نهاية مفتوحة .. لكنها تذكرك ان كنت قرأت بول اوستر برائعته ليلة التنبؤ ..اذ هي رواية عن كاتب يكتب رواية في الرواية الداخلية هناك شخصية تحتجز في قبو محكم الاغلاق ولا يتمكن الكاتب الذي هو شخصية في رواية بول اوستر من اكمال القصة لاخراجه ..
اظن ان هذا ما وقع لهاروكي موراكامي وهذا ما جعله ينهي القصة بطريقة مفتوحة كهذه .هذا ما لدي لقوله حول هذه الامور.سلام
-
Aysha
أنا أحب أحب أحب ان أعثر على تفاصيل كهذه
الرواية التي كانت تقرأها في مرحلة الثانوية والعثور على بعض الشكولاتة في صفحة الكتاب لقد كانت تتناول الشكولاتة في تلك الفترة قبل أن تتوقف عن تناولها بإصرار من زوجها
قد تكون الحياة مملة جدا رغم الامتلاء بالمهام ، ولكن أحيانا قد تنقلب الحياة إلى شيء غاية في التشويق إن حصل شيء فريد من نوعه وإن كان لا يغير من واقع الحياة الرتيبة شيئا
هكذا هو حال هذه الأم والزوجة ، مالذي تغير في فترة توقفها عن النوم ؟
تغير شيء كثير ولكنه شيء غائر ، المسألة في الفكرة ، إن شعورها بغرابة ما حدث أعطى لها دفعة من التشويق في حياتها ، او ربما التركيز الأكثر ، حقا الحياة تحتاج إلى الغرابة لكي نتذوقها بشكل سليم ، لكي نكشف وندقق في الجزئيات التي لا نعلم ما هيتها
كنت مستمتعة بتفاصيل هذه الحكاية ، بتفاصيل أفكارها وإحساسها ، وعلاقتها بزوجها وابنها ، في بعض الأحيان أضحكتني وفي البعض الآخر شعرت ببعض التردد والتساؤل ، وفي اغلب الأوقات كنت احدث نفسي هل يمكن أن يحصل شيء كهذا حقا ؟
-
إبراهيم عادل
رواية قصيرة وجميلة لصاحب الرواية الطويلة الرائعة (كافكا على الشاطئ) ..
جميلٌ أن يجرب القارئ والكاتب معًا هذا النوع من الكتابة، فكرة مجردة وبسيطة، أتوقع لو وقعت بيني يدي "ساراماجو" مثلاً لكتب لنا منها رواية طويلة مملة، لكن الحال مع هاروكي مختلف تمامًا لاسيما أن الرواية (النوفيلا) لم تستغرق أكثر من 75 صفحة ..
ولكنها أمسكت بالفكرة بشكل جيد ومكثف، تلك الزوجة التي غاب النوم عنها، واكتشفت فجأة ـ وبشكل فانتازي ـ أنه لا ضرر من ذلك على الإطلاق، وبلعكس سارت حياتها التي كانت مملة ورتيبة بنفس رتابتها، ولكن مع استغلال فترة النوم ..
....
رواية جميلة على قصرها
أنصح بها بشدة ..
-
سماح ضيف الله المزين
هذه الرواية قصيرة لدرجة أن تُقرأ في صباحية واحدة
طويلة لدرجة ألا تغادرك تفاصيلها المثيرة طوال عمرك!
هاروكي موراكامي يستطيع أن يفاجئني ويبهجني جداً... ودوماً!
-
A-Ile Self-hallucination
منذ توقفي عن النوم نجحت في توسيع مساحة وعيي.
هكذا يُحدد موركامي جوهر روايته القصيرة تلك “نعاس”. إنّ الإنسان يُمضي ثُلث حياته نائماً، فما الذي سيجري لو أنّ الإنسان توقف عن النوم واستطاع السيطرة على ذلك الثُلث.
بطريقة غرائبية ينطلق هاروكي ليتحدّث عن تلك المسألة التي قد فكّر بها البعض، لكن بالتأكيد لم يتجاوزوا بخيالاتهم أكثر من تفكير عابر. لكن موراكامي يحوّل الفكر إلى حقيقة روائية بواسطة بطلته.
يقلّب هاروكي حياة شخصية الزوجة التقليدية والبسيطة في الحياة، مثلها مثل الجميع، تتحدث عن عائلتها، طريقة معيشتها، زوجها وابنها. إنها امرأة في الحياة تشابه الجميع، تشابهنا في حيواتنا. الفكرة الأساسية تدور حول اعتيادنا للأشياء، والوقوع في فخاخ الروتين الحياتي إلى درجة نصبح فيها عبارة عن آلات لا تفكّر كثيراً سوى بما يجب أن يكون. النوم والروتين يوقفنا عن التأمل العميق في جماليات الحياة، يُوقف حتى شعورنا الهائل بالحب المتجدد. نتحول إلى كائنات لا تهتم كثيراً بعواطفها بقدر ما تهتم بواجباتها.
لكن فجأة تجد بطلة هاروكي نفسها في أحد الأيام غير قادرة على النوم، لقد جافاها. فوجدت نفسها في عالم مختلف. إنها تملك وقتاً هائلاً. كيف يمكن لها أن تبني حياتها بالطريقة الجديدة ؟. ما الذي جرى حقاً ؟.
لكن ذلك السؤال غير مهم لدى هاروكي، فما الذي يهم القارئ عن الأسباب التي أوصلت تلك الزوجة لعدم النوم، فما يشغل بال هاروكي مسألة أكبر، مسألة سيسحب القارئ فيها لنقاش أمور تخص الوجود البشري ولكن من وجهة نظر حالة غير شائعة.
إنه من الطبيعي عندما يُصاب كائن ما بحالة من عدم النوم دون أن يشعر بالوهن والتعب، فإن أول عمل سيفعله هو أن يعالج حالته تلك، لكن الزوجة احتفظت بالسر، لم تشعر بالهذيان مثلما يُفترض بشخص طبيعي أن يشعر، بل ما فعلته هو محاولة استعادة حياتها القديمة، محاولة أن تُسقط روتين الحياة الذي أدخلها في دوامة التقليد المعيشي.
قرأتْ آنا كارنينا، صعدت إلى سيارتها ليلاً، راقبت وجه زوجها بطريقة مختلفة، شربت الكونياك. إنها تملك الوقت والإبداع لتحليل التفاصيل والاستمتاع بأقصى حد لهذا الجمال المحيط بها. رؤيتها اختلفت.
كم يمكن لنا عندما نملك ثلث الحياة الضائع أن نصبح أشخاصاً آخرين ومبدعين بطريقة مميزة ؟. نفكّر بشكل مغاير عن تفكيرنا ونحن مستقرين داخل دوامة الحياة الروتينية ؟.
عندما امتلكت الزوجة ثلث الحياة الضائع، ازدادت تعمقاً في تلك الأسئلة التي لا يفكر بها الإنسان، ربما خوفاً وربما لأن روتين الحياة يشدنا نحو الواجب لا الإبداع. أصبحت تفكر بتلك الأسئلة المتعلقة بالموت والحياة والراحة. إنها ملكة الليل، فالليل لها وحدها. تنطلق بسيارتها تحت الكحل الممتد، تسير في الأماكن الفارغة. إحساسها متضخم جداً. في يوم ما وهي تقف بمنطقة منعزلة، تشعر بطرق على زجاج سيارتها ويظهر لها شرطي يخبرها أنها يجب ألا تقف هنا، لأنه منذ يومين جرت جريمة قتل. الليل مِلكُ السحرة ومِلكُ القتلة، ومِلكُ المؤرقين الحالمين. من لا ينام فهو يملك مشروعاً غامضاً. لا تهمنا أسباب عدم النوم مثلما لا تهم موراكامي، لكن عندما لا تنام فأنت تريد أن تخلق عالمك السحري الخاص، مثل جميع اللانيام في هذا العالم.
تعود الزوجة إلى المنزل تتأمل وجه زوجها بانتفاخ أنفه وعينيه وشفتيه المتراخيتين وهو غارق بسبات لا يشعر معه بشيء. تفكّر : إنه زوج جيد لم يخن يوماً. تذهب إلى غرفة ابنها، تتأمله، إنه يشبه والده وجدته، يملك الكبرياء ذاتهما.
لقد انقلبت حياة الزوجة رأساً على عقب، أصبحت أكثر عمقاً وجمالاً بتفكيرها، لكن فعلياً هل يمكن لها أن تستمر بتلك الحياة الروتينية مثل الجميع وهي التي امتلكت شيئاً خاصاً وفريداً “ثلث الحياة الضائع”. الزوج لم يخن. والطفل يشبه أباه، هكذا ارتدت الزوجة بنطالاً وربطت شعرها ذيل حصان وهبطت مغادرة في سيارتها عندما ظهر شبحان أمام الزجاج وبدأت السيارة بالاهتزاز، وتذكرت كلام الشرطي، هناك اثنان قد قتلا ضحية قبل أيام.
على هذا النحو تنتهي قصة موراكامي، تاركاً القارئ بحيرة لسؤال ينتابه .. هل كل ما جرى كان كابوساً رأته الزوجة في حلم، أم هو حقيقة يقينية ؟.
وبعيداً عن البحث في الجواب، لأن العمل يحتوي ما هو أكثر من إيجاد الأجوبة، يُحدد موراكامي بطريقة ذكية مسألتين مهمتين. الأولى وهي ما تحدثنا عنه سابقاً وهو الأسئلة التي تُخرج من روتين الحياة والواجب والبحث في عمق الوجود، أما الثانية فهي التقنية الإبداعية التي عمل عليها هاروكي، إنها المشابه والإسقاط الأخلاقي على عمل قديم بل قرن من الآن وهو آنا كارنينا التي كانت تقرأها الزوجة لتولستوي.
إنه مصير آنا كارنينا بطريقة حداثية. لقد شعرت الزوجة بالضجر والرغبة بالرحيل لأنها امتلكت أكثر من الإحساس بالواجب، إنها المتعة والمعرفة والجمال. مثلما رحلت آنا قبل قرن في رواية تولستوي ورمت نفسها على سكة قطار. بذات الشكل من التوديع للزوج والابن، فعلت الزوجة في عمل هاروكي، هو نفس إحساس آنا في لحظة الوداع. وهو المصير نفسه بالموت في اهتزاز السيارة.
لقد بنى موراكامي آنا كارنينا جديدة ولكن بطريقة مختلفة. لدى موراكامي سبب اكتشافي للضجر وهو اللحظة التي تتغير فيها حيواتنا. لكن النتيجة واحدة. البحث عن الحرية بطريقة شخصية لن تُفهم أبداً.
إن نعاس بقصر صفحاتها، وأحداثها الكثيفة هي بمثابة بحث حقيقي عن معنى الحرية الشخصية وكيف تصبح عرضة للموت عندما تكون اختلافية مع الجمع العام.
-
Khadija Hallum
أردت النهاية لكني لم أجدها، لقد أنهى الرواية عند مشهد مشوق وأفلتنا دون توضيح لمصير البطلة، هاروكي أنت مزعج في بعض الأحيان، تبا لك.
-
Ahmad Ashkaibi
عجيبة هذه القصة... لا أدري ماذا سأكتب عنها فهي بداية قصيرة جدا..
الرواية عبارة فقط عن سرد أحداث فقط دون أية تشبيهات أدبية... وأعتقد أن الترجمة قد خفضت من مستواها بشكل كبير...
وهي عبارة عن يوميات امرأة لم تستطع النوم فتشغل نفسها بأشياء مختلفة .... تعجبها حياتها هذه فتخفيها عن الجميع وتبدأ بالانعزال شيئا فشيئا عن الناس وتميل إلى الانطوائية حتى تحظى بأكبر قدر ممكن مع نفسها وتمارس هوايتها في القراءة والتأمل...
أعجبني فيها تقمص موراكامي لشخصية المرأة بدقة.. فهو يصف كل ما يدور بذهنها بكل التفاصيل .. ويقفز من موضوع إلى آخر باستطراد عجيب يجعلك تعتقد فعلا أن الذي يتكلم امرأة...
يبقي الكاتب نهايتها مفتوحة.. وللقارئ أن يخمن ما إذا كانت تلك النهاية حلما أم حقيقة...
-
Zainab
هذهِ الضحية الثانية من رواية " مابعد الظلام " للأفكار الجنونية لهاروكي ، وقعت بنعاس بطلت القصة وبهذيان أنك لن تحتاج للنوم أم للراحة المؤقتة ، أن تكون بطلاً خارقاً كسوبرمان ، زورو ، الشخصيات الكرتونية التي تعترف بالخيال فقط ، حتى هاروكي كان كذلك جعل الشخصية المتقمّصة للنعاس ، يجعلك تقتنع بفكرة في لحظة نعاسك أمر لايتكرر أن يحدث لك شيء لم تراهً، أهو خيال يسحبكً رويدا للنوم أم شبيه بالموت الذي لايعرفه إلا القابعين خلفه ، لا ادري ماتريد إيصاله ان روايات الأدب الروسي مثل أنا كارينيا تجعلنا بحين قرائتها بغيبوبة الأرق ، هل يعني أنك لا تنام تكون الأمور واضحه كما رأت زوجها وطفلها بنظرة مختلفة ، أن تكون النهاية ياهاروكي مفتوحة لنا جدا متعبة مرهقة سااقرأ له لأنه قارئ جيد فيخرج مخارج وافكار غريبة تضيف لنا ..
-
salimabensliman
تستبيح القصة يقظتك وأول مطالعة لها، كأنها تحاول أن ترسم ليلا مختلفا، إن كان الصبح للجميع، فالليل الذي حجبه النعاس سيكون يقظة للكاتب من خلال بطلته، لمحاولة استدراك ما فاته، ليخرج من كنف ما يرهقه من نظام كان ينبغي أن يسير على خطاه إلى ليل يحاول أن يجمع شتاته فيه، كأنها محاولة لزرع الفن، فالعمل وحده لم يخلف أي حضارة وإنما ما غطاه الظلام وستره من عوالم وفن في محاولة فهم الذات هو ما سيبقى، كأني لمست فيه نقدا لما تسير عليه آليات العمل والعمل للانطلاق نحو الاهتمام بالفن لأنه خير من يصور الانسان تبقى مجرد مصافحة أولى لرواية تستحق القراءة.
-
فاطمة عرنوس
قرأته دفعة واحدة كهروب من الدراسة..
لكن. كيف لكتاب أن ينتهي فجأة، وكأن الجزء الآخر مفقود، أو يعيدنا لحلقة البداية.!
كنتُ أنتظر أي حبكة، أي مقطع يشدّني، أو أي اقتباس أحتفظ به، لم أجد!
تثاءبت، وانتهى.
لم أحبه، ولا أظن أني سأكرر القراءة للكاتب :/
كما أني لم أحب الترجمة وبعض الأخطاء التي أغضبتني.
-
Mahmoud El-sharkawy
تفاصيل مألوفه لاتنسى .. واستنتاجات جوهريه تعرض امامك بكل بساطه و وضوح .. وكل هذا فى متن بضع وسبعون صفحه
-
Amira Mahmoud
نعاس
تلك الرواية الصغيرة التي كانت بداية تعارفي مع ذلك الكاتب موراكامي
ذكرني هذا الكاتب بالعبقري المجنون جوزية سارماجو الذي دائماً ما يطرح أفكار رواياته في اللاممكن والغير معقول
الرواية عن تلك المرأة التي أصيبت بحالة من الأرق
لا ،، هو ليس أرق
إذ أن حالتها وأعراضها ليس لها علاقة بما نعرفه عن الأرق وإنما نستطيع أن نسميها انقطاع النوم
بعيداً عن استحالة ذلك بيولوجياً ،، إلا أن الكاتب لا يقف عند تلك النقط الغير هامة وإنما يأخذك إلى ما هو أبعد من ذلك
ما فائدة النوم غير أنه مجرد إصلاح وراحة لعطب أجهزتنا وتفريغ لطاقتها وما تلاقيه في حياتها اليومية ؟
وما فائدة تلك الحياة أصلاً إذا كانت مجرد دائرة مفرغة وتكرار لروتين ممل يبدأ بالاستيقاظ من النوم وينتهي بالدخول فيه ؟
وهل النعاس حقاً هو عملية تجريبية لعملية أكبر هي الموت ؟
وهل سنجد في الموت الراحة حقاً التي ندعيها أم أنه أمل نتعلق به حتى نواجه قسوة الحياة وكيف نستطيع أن نجزم على أنه راحة ونحن لم نجرب ذاك الذي يدعو الموت بعد ؟
أكثر ما أرعبني هو عندما تحدثت البطلة عن كيفية أدائها حياتها وأعمالها وشئونها بشكل آلي مبرمج
فكرة مرعبة أن تصبح حياتنا من الروتين ومن الملل ما يجعلك تحفظ خطواتها وتخطيها دون أي شعور !!
الرعب أصلاً هو في غياب ذلك الشعور بالحياة
نادراً ما تكون بدايتي الأولى مع أي كاتب موفقة ،، ذلك أنني لا أتعلم ولا أكُف عن سذاجتي وتساهلي في اختيار العمل الأول الذي ابدأ به لكاتب ما ،، وعلى الرغم من تساهلي هذه المرة أيضاً في الاختيار
إلا أنها جاءت تجربة موفقة ومشجعة لولوج عالم موراكامي
:)))
****
-
عبد الله كليبي
قصة خفيفة، تؤخذ دفعة واحدة في جلسة ليلية أو صباحية
هذا العمل أولى تجاربي مع هاروكي ومع الأدب الياباني، رواية مشوقة تجذبك ولا تترك لك الخيار في تركها، لا أتوقع أن هاروكي كان يقصد أن يكتب عن الأرق بحد ذاته، انما اراد أن يعبر عن حالة الرتابة التي كانت تعيشها بطلته، حيث انها تعيش حياة نمطية وأيام متتابعة متشابهة لا تكاد تعرف معنى للتاريخ أو لايام الأسبوع ........
ما قيمة أعمارنا ان عشنا كآلة تسير وفق مسار معين كل يوم وينتهي بها المطاف الى الفراش الساعة العاشرة ليلاً ؟ لماذا ننام اذا كان ينتظرنا في الصباح نفس اليوم المنصرم !!!
عندما تستسلم للرتابة في حياتك فأنت تسلم روحك لموت محتم
-
محمود حسني
ها أنا أعود لموراكامي من جديد بعد ان توقفت عن القراءة له بعد سبوتنيك الحبيبة لأسباب عدة أهمها الرغبة في عدم الوقوع في أسر أسلوب كاتب بعينه حتى لو كنت أحبه بشكل كبير مثل حبي لموراكامي
رواية قصيرة .. أحببتها .. كالعادة .. رائع في كل تفاصيله .. حتى النهاية التي كانت مفتوحة بشكل مفاجئ وجدتها مقبولة لأنني حتى عندما تخيلت كيف يمكن أن تكون نهاية حكاية مثل هذه وجدت أن الأمر صعب للغاية !
تجربة قصيرة خفيفة تعيدني لأجواء موراكامي المحببة إلى قلبي .. سأعود إليك قريبا يا رجل
-
Slimane khir
كم هي رائعة تلك الروايات العالمية التي تشير من خلال شخصياتها المهتمة بالقراءة إلى روايات أخرى لثقافات عالمية مختلفة فبمجرد ان تنتهي من الرواية تبحث عن الرواية المُشار إليها باعتبارها مُلهمِة للكاتب فتدخل في دوّامة روايات عالمية شهيرة
تجلّيات من رواية "نعاس" لموراكامي الياباني التي رشّحت " آنّا كارنيكا" لليو تولستوي الروسيّ
-
محمد عبداللطيف
أول قراءة لهاروكي موراكامي و لم تعجبني البتة إطلاقا و لم أفهمها و لم أفهم ماهو المغزي المفروض إستنتاجه من ورائها و لم أجد فيها أية متعة أو تسلية