كانت العادة تجري على أن تضحي الفتيات السومريات ببكارتهن في معبد إله المدينة، وكانت التضحية بهن تتم إكراماً للآلهة. وتمارس هذه التضحية ببكارتهن من خلال الكهنة بوصفهم ممثلي الآلهة على الأرض. أما بعد الزواج فكانت تتعرض النسوة لعقوبة الإعدام إذا هن جُرّمن زانيات.
لقد بدأت القيود توضع في معاصم النساء بشكل واضح، ففيما كان ينجو الرجال بجرم الزنا من دون عقاب، خضعت المرأة فقط لعقوبة الإعدام إذا جرمت زانية.
الحجاب في التاريخ
نبذة عن الكتاب
مع اشتداد أهمية مسألة الحجاب في أوروبا بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول الشهيرة يتساءَل الكتاب عن أصول الحجاب في التاريخ، متى بدأ، ولماذا، وما هي الشروط الاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية التي حكمت على المرأة ارتداءه؟ وذلك للكشف عن جذور فكرة غطاء رأس المرأة ومنطوياتها الفكرية في الحضارات التاريخية العظيمة. إنه ينطلق من المجتمعات البدائية صعوداً حتى بلاد ما بين النهرين خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد، بحثنا عن جذور الحجاب في حضارة سومر، ثم في حضارة الأكديين في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وما تبعها من حضارات أشورية وبابلية. كذلك بحثنا في أصل الحجاب في حضارة مصر القديمة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وما كان يقابلها في تلك الفترة من حضارات آسيوية، وصولاً إلى الحضارة الإغريقية ابتداءً من القرن الخامس قبل الميلاد ولغاية هيمنة الحضارة الرومانية عليها، ودخولها في المسيحية فيما بعد.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 77 صفحة
- [ردمك 13] 9789953718156
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الحجاب في التاريخ
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Osama Qaffaf
الحجاب و مفارقة غطاء الرأس رجالاً و نساءً
( مراجعة لكتاب الحجاب في التاريخ للدكتور أيوب أبو دية) كنت أريد أن أجلس مع هذا الكتاب منذ فترة طويلة لأن الموضوع جذبني ، الحجاب في التاريخ موضوع يتخذ صوته الخاص في الصدى المتردد حولنا عن الحجاب و ما هيته في العالم العربي و الإسلامي ، و الفارق بينه في الغرب و عموم شوارعنا ، و التناقض بين غطاء الرأس و غطاء الجسد من حيث مفهوم الهوية و المنطقة و العرق و الالتزام الديني .
المؤلف هو الدكتور أيوب أبو دية و هو مهندس مدني أردني ، و يحمل شهادة الدكتوراة في الفلسفة ، له عدة كتب أخرى في مجالي الفكر و الهندسة ، و من المؤسف أن تجد نبذة عنه بصعوبة بالغة على الشبكة العنكبوتية . و لكن هذا حال الكتاب و المفكرين الأردنيين عموماً .
الكتاب من القطع الصغير ، من إصدار دار الفارابي ، و عدد صفحاته 94 . الطبعة بين يدي هي الأولى الصادرة عام 2012 . الكتاب مقسّم إلى مقدمة و ثلاثة عشر باباً يليها جميعاً المراجع و أسماء مؤلفات الكاتب و الفهرست .
في المقدمة يتحدث الكاتب عن أهمية الحجاب في أوروبا بعد أحداث ال11 من سبتمبر ، وعن مناقشته مسيرة الحجاب عبر التاريخ و يشكر من ساعده في إتمام الكتاب . عموماً أختلف كثيراً مع الكاتب عن أن أهمية الحجاب برزت بعد 11/9 ، الموضوع أكثر عمقاً ، موضوعة الحجاب برزت مع نهاية السبعينات مع تصاعد نجم الجهادية السلفية الممولة من دولٍ تدعم الجهاد الأفغاني ؛ و تتبنى قراءة تفسيرية خاصة بتغطية كامل المرأة متضمناً الوجه ، أو ما بات يعرف بالخمار ، و لا يخفى أيضاً بزوغ نجم الثورة الإسلامية الخمينية و التي تبنت زياً مشابهاً للنساء و إن اختلفت في أمر تغطية الوجه . أحداث البرجين أدخلت العالم في التساؤل مجدداً من هم هؤلاء الحلفاء السابقون؟ و ما هي نظرتهم للإسلام و المرأة و من ضمنها الحجاب . الولايات المتحدة لم تغير موقفها بالنسبة للحجاب ، لكن فرنسا و بريطانيا اتخذا موقفين خاصين من مفهوم الحجاب ( الشادور ) أو غطاء الجسم الكامل - حسب مفهوم هذه الجماعات عموماً - غير متناسين الأحداث في سوريا و العراق و ليبيا ، و ما أنتجته من دويلات و إمارات متفرقة ، ظهر فيها زي المرأة المطلوب كما يريده أبناء هذه التنظيمات . بريطانيا منعت غطاء الجسم الكامل و سمحت بغطاء الرأس ، بينما تابعت فرنسا حملة علمنة الدولة بتبني موقفها الثابت من حظر الرموز الدينية داخل أماكن العمل .
نعود إلى الكتاب في حديثه عن المجتمعات البدائية ، حسب تصنيف أنغلز في كتابه (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة) حيث ينقل عن مورغان تقسيمه للحضارة الإنسانية إلى ثلاث مراحل 1.مرحلة التوحش 2.مرحلة البرابرة و 3.مرحلة الحضارة ، و ينقل عنه الدكتور أيوب أبو دية أيضاً ، أنّ مرحلة التحول إلى رب الأسرة الذكر هي المرحلة التي ازدهرت فيها الملكية الخاصة و الحضارة ، و كان من ضمن الملكية العبيد و الجواري . و لنقاء النسل كان لا بد من حجز المرأة و حجرها ، و قد ضمن ذلك تواصل الأعمال الحربية ، و تكاثر النسل ، و الحفاظ على العرق أو المجموعة . و قد امتد الأمر إلى الإغريق الذين نظّروا لهذا الأمر ، و كانت من تخالط الرجال و الأكثر حرية المرأة غير اليونانية ؛ بل إن أرسطو عزا سقوط إسبارطة للسلطة التي منحها الإسبارطيون للنساء في إدارة شؤون المنزل . و يضيف المؤلف في ذات الفصل أنّه لم تكن هناك مشاعية جنسية كما كان يُعتقد ، و أن سلطة المرأة السابقة في المجتمع الأموي كانت منظمة أكثر من ذلك ، كما توحي دراسات القبائل البدائية . و عوداً على بدء يؤكّد الكاتب أن سلطة المرأة و أهميتها تتعاظم بقدر دورها الإنتاجي ، و لذلك لا تزال تحتفظ بهذا الدور في المجتمعات القروية .
ينتقل بنا الكاتب إلى مجتمع سومر ما بين النهرين ، و هنا يستفيض في شرح الجنوسة الإلهية في العالم القديم ، و يلفت الإنتباه إلى خنثوية الألهة الأولى مثل ليليث ، و يضيف لاحقاً نظرية مفادها أنّ الإنسان الأول نشأ من خنثى و حصل إنفصال لاحق بسبب طفرةٍ ما ، معرّجاً على حضاراتٍ أخرى ، دامجاً الأمثلة من هنا و هناك عن عدم تقييد المرأة بلباسٍ محدد في تلك الحقبة .
ندخل الآن مرحلة الأكديين و الآشوريين و البابليين ، الأكديون ظهرت عندهم عصائب الرأس مع احتفاظ المرأة بالكثير من الحقوق في العهد التشريعي لحمورابي . الآشوريون المحاربون لبست عندهم المرأة الحرة عباءةً يظهر منها الوجه و بقيت الإماء سافرات قانوناً إجبارياً ، مع تقييد حرية المرأة بالحركة . أما البابليون فقد تزينت المرأة عندهم و تمتعت بحريةٍ أكبر من حياتها في العصر الآشوري مع لبسها للملابس الفضفاضة و انكشاف الرأس .
حضارة مصر القديمة هي الأكثر تحرراً و الأفضل حقوقاً للمرأة ، بقيت المرأة سافرة الرأس و كانت ترث ، لكن مع غزو الهكسوس لمصر انحسرت المرأة عن الخروج و احتجبت لباساً و منزلاً ، حتى تحررت مصر في عهد رمسيس الثالث و عاد الأمن و عادت النساء إلى ممارسة حريتهن .
الفصول الأخيرة من الكتاب التي يتحدث فيها عن الحضارات الآسيوية و عن اليهودية و المسيحية و الأنباط و الرومان مختصرة جداً ، عدا الحديث عن الإغريق الذي شرح فيه عدة وجهات نظر بحق المرأة ، و علاقة الأسطورة و التراث الإغرقيين باللباس و اختلاف وضعها في عصور الانحطاط عن الإزدهار ، و هموماً المجتمع اليوناني نظّر مفكروه لامرأة لا قيمة لها بلا روح لا تتجاوز ملك اليد .
و قد اختصر المؤلف فكرة الحجاب عموماً في العصر القديم عند حديثه عن الآشوريين :
1. التشريع الديني المرتبط بالطقوس والكهانة و الأسطورة .
2. ترسيخ مفهوم التمييز بين طبقات الشعب .
3. عدم سيادة الأمن و الاستقرار المصاحب للانحطاط الحضاري .
4. الغزو و ما يترتب عليه من نتائج سبيٍ للنساء و فناء العرق المهزوم .
5. حاجات الغزو إلى مزيدٍ من المحاربين ، و ما يترتب على ذلك من استغلال للمرأة ، كما حدث عند الآشوريين .
6. ظهور النظام الأبوي و الملكية الخاصة حيث اعتبرت النساء و العبيد من الممتلكات الخاصة .
و الكتاب بالمجمل شديد الإختصار ، جيد العرض ، إلا أن لي عليه مآخذ ؛ فلم يتحدث الكتاب عن زي الرجل و أزياء الكهنة رجالاً و نساءً و العسكر و رجال الدين المرتبطين بالطقوس و الشعائر، و بالمنزلة الاجتماعية لصاحب الزي ، و الفروقات الناجمة عن تغير الأجواء في كل بلاد ، و الأزياء التي يلبسها أهالي أعراق معينة دون غيرها مما يرتبط بمفهومهم التاريخي لدور المرأة و الرجل في تلك الثقافات . كما أن موضوع الألبسة يستحق أن يذكر مع انحسار لبس غطاء للرأس رجالاً و نساءً في عصرنا الراهن - إذ كان من علامات الاحترام رفع القبعة أو حسر الرأس . و أخيراً تجاوز المؤلف الحالة الإسلامية و هي الحالة جوهر الخلاف .
-
عبدالسميع شاهين
لأن الكاتب لديه كم مؤلفات عظيم وإنجازاته مبهرة ومهندس مهندس ومهندس مدني لكن هنا لا أستطيع تقييمه إلا على هذا المؤلف وإن كانت بقية الكتب أمامي فبالتأكيد سيختلف تقييمي ولن تصبح الخمسة الكاملة.