مجموعة قصصية رائعة، من وحي الواقع و المجتمع. لم تكن قصصاً لآلام ومشاكل المجتمع، بل كانت فقط قصصاً منه، بحلوه ومره، بواقعه وتجارب أهله. يعيشها أي أحد، وتمضي معها وبعدها الحياة.
أكثر ما أعجبني كانت قصة"توب أخضر" ، وكذلك مجموعة قصص "شارع البركة" خاصة بأن كل قصصه تروى من قبل الفتاة نفسها، فتشعر بأنك تمشي معها في ذلك الشارع، وتشير بيدها لك إلى كل شخصية ثم تحكي لك قصتها، فتستمع لقصصهم بشغف وأسى.
كان أسلوب القصص وسطاً بين الفصيح والعامي، ولكنه كان ممتازاً ويشد القارئ للقراءة إلى ما لا نهاية. وتشعر مع طريقة القص بصوت يروي تلك القصص على مسامعك، لا أنك تقرؤها.
أغلب القصص كانت تدور حول فكرة أن نعيش حياتنا دون أن نهتم لآراء الناس فينا، وأن لا نصرف أيام عمرنا الغالية في انتظار رضاهم الذي قد لا نحصل عليه يوماً.
أن نعطي على قدر ما نستطيع وعلى قدر جمال أرواحنا، ودون انتظار المقابل.
أن نرضى بقسمتنا ولا نضيع عمرنا بكثرة السؤال عن الحكمة والسبب.
وأن نقنع لنعيش، ولنرى كم أفسدنا على أنفسنا من لحظات جميلة باختراع همّ لا وجود له، أو بالنظر إليه بعين المجهر المضخم للحقائق ، لا بعين الواقع.
يكفي أن تشعر بالسعادة وأنت تقرأ كتاباً، وتشعر بأن قلبك فُتح ليستقبل قصصه، وتتذكر أيام حصلت هذه القصة معك، أو أيام حصلت تلك القصة مع أحد ممن حولك. وهكذا تستمر حتى ينتهي الكتاب؛ فتغلق آخر صفحاته وتجلس بعدها لتتأمل..