لن نختلف أبدًا على عبقرية دوستيوفسكي، دعونا نتحدث عن هذه الرواية الآن.
تقسم الرواية لقسمين، في قسمها الأول يتحدث هذا الإنسان الصرصار من قبوه عن أفكاره ومعتقداته، كيف يكره العالم وكيف يكرهه العالم ولماذا كل تلك الكراهية بينهما.. وبالطبع فإني أراهن أن معظم من سيقرأ هذا القسم سيشعر بأن الكاتب يتحدث عنه شخصيًا للتشابه الكبير بيننا وبين هذا الكائن.
في القسم الثاني يتحدث هذا الإنسان عن حياته وبعض المواقف التي تعرض لها. وفي كلا القسمين يطرح دوستيوفسكي أسئلة لا نهاية لها عن الوجود، الحياة، قيمة الأشياء وغير ذلك.
في هذه الرواية لم يكن دوستيوفسكي مجرد ذلك المطّلع العبقري على النفس البشرية وكيفية تقلباتها، بل كان هنا فيلسوفًا يطرح الكثير من الأسئلة، بعضها يقترب من الإجابة وبعضها يبقى سابحًا في بحر التأملات.
الرواية عمل عبقري طبعًا وبكل تفاصيلها.