رسائل بالغة القرب والرقة والعذوبة بين عبدالرحمن منيف ومروان قصاب باشي، كُتبت على مدى عشرة أعوام تقريباً، أظنها توقفت بوفاة عبدالرحمن منيف، وقد كان ثمة رسالة يتيمة سبقت الأولى بأربعة أعوام قال فيها عبدالرحمن: "وجدت نفسي، في هذا الحصار، مضطراً أن أتكلم بطريقة مختلفة، ومن أصدقاء لم يتعودا مني سوى الصمت"، وبعد الصمت عاود الكتابة مرة أخرى بقوله: "الرسائل حوار مع النفس ومع الآخر في ذات الوقت، وهذا ما يجعلها شديدة الخصوصية". أدهشني فيها جمالية حرف مروان وما مِن عجب إذ الأصدقاء مرايا بعضهم حيث يقول: "أحلى الأفراح لقاؤك لأنك أعدت لي دروب حياتي وأصبحت شاهداً عليها وفي مصاف الضمير"، ويقول أيضاً: "إن الحديث مع الأحباء يضيء النفس ويفتح نوافذ الأمل والرضى"، أحياناً يتغلب البوح على القول فيكون الختام "هل أثقلت عليك يا عبدالرحمن؟ أناجيك، هذا فرحي بليلي وأنت الصديق".
بينما أقرأ الرسائل تذكرت عرضاً ما قاله الحسن بن وهب بأن "غزل المودة أرق من غزل الصبابة".
ختاماً/
هذا الكتاب للروح رافداً، وللأيام الصعبة رفيقاً.