كيف أبدأ وأين أنتهى ?
تلك هى المشكلة
مشكلة أن أكتب عن رواية
بهذا الثقل الأدبى المرعب
والمربك والذى يجعل مهمة
تناولها صعبة للغاية
وصارهذا هو شغلى الشاغل
حتى اننهيت من الرواية
وفورا امسكت بالورقة
والقلم ......
أبدأ بالغلاف حيث أبدعه
المصمم المتميز
عبدالرحمن الصواف
غلاف قيدالفراشة أعتبره
أحد أجمل الأغلفة التى
صممت هذا العام مناصفة
مع غلاف رواية رواية
طغراء للمبدعة شيرين هنائى
والذى صممه المبدع
أحمد مراد
يبدو أن العلاقة بين الأدب
والطب لازالت تدهشنى
إذ أن الطب مجال ليس
كأى مجال لأنه شديدالحساسية
ويتعامل مع أرواح لذلك لا
يتيح لمن يمتهنه حيزالرفاهية
والأبداع ورغم ذلك رأينا
العديدمن الأطباء الذين
اتجهوا إلى الكتابة الأدبية
وقدموا أعمالا متميزة
أذكرمنهم على سبيل المثال
لاالحصر دكتورعلاءالأسوا
دكتورأحمدخالدتو
دكنورحسن كمال
ثم آخرعنقود الأطباء الذين
اتجهوا إلى الكتابة المبدعة
الدكتورة "شيرين سامى"
رواية"قيدالفراشة" تناولت
فكرة القيد بمفهومه الواسع
سواء كان هذا القيد يمارس
على الوطن أوعلى المرأة
وكان بينهما ربطا خفيا
يحرضهما على التحرر
وبمنطق المرأة والوطن
وجهان لعملة واحدة
صيغت الرواية من خلال
التداعيات السياسية
والأجتماعية لقيام الثورة
وما تلاها من أوضاع من جهة
ومن جهة أخرى حال عالية
تلك المرأة التى أحيطت
من أهلها بكثيرمن القيود
وتخيلت أن الزواج سيحررها
ويجعلها أفضل روحيا ونفسيا
فيتضح لها أنه وجه آخر
من القيود والتى دمرتها
وهدمت كل الثوابت الأخلاقية
البريئة التى تربت عليها
فصارت تطوق الى التحرر
والتمرد على كل القيود
إلا إنى شعرت بالعديد
من التحفظات التى استفزتنى
نحوشخصية عالية وبالطبع
لن أستطيع التحدث عنها
بشكل مفصل لأنها فى صميم
الأحداث وحتى لاأفسدها
على من لم يقرأهابعد
لكن سأكتفى بالأشارة
ضمنيا إلى تنازلها عن
أخلاقياتها ومبادئها لم استسغ
التلوث التى أصاب
شخصيتها الملائكية ربما
ربما لأنها شوهت الصورة
البريئة التى رسمت لها
فى خيالى ولكم أكره
تشويه البراءة أيا كانت
الأسباب والأوضاع والأمور
التى أدت بها إلى ذلك التحول
والتى بالطبع استفاضت
الكاتبة فى عرضها وتحليلها
وبطبيعة الحال احتوت
الرواية على العديد من
الشخصيات الذكورية
والأنثوية لكنى رأيت أن
الكاتبة أفرطت فى جعل
الرجال نسخة واحدة
وهم سبب شقاء الأنثى
بمحاولات إمتلاكها وتقييدها
ولم تجعل من أبطال
روايتها من الرجال نموذج
واحد جيد حتى وان كان
على سبيل الأقتداء به
وهذا أراه نظرة أحادية
وغيرمحايدة من الكاتبة
الى حد ما......
وبغض النظرعن تلك التحفظات
التى أعلم انهاتحنمل الكثير
من النقاش والأراء إلا أن
الرواية أتت بشكل مبهر
واعتمدت على مكنون
المشاعرالأنساني
لذا لم تكن المشاهدالحوارية
كثيرة أيضا تميزت الرواية
بأسلوب أدبى رفيع فالكاتبة
تمتلك قدرة إنسيابيةعلى
السرد ولغة أدبية ساحرة
تجعلك تقرأ مستمتعا بكل
حرف تقع عليه عيناك
رواية"قيدالفراشة" تحتاج
إلى قارىء صبور يعشق
القراءة كما ينبغى أما
القارىء الملول مع احترامى
ليه فالأجدى به ألايقرأها
لأنه غالبا لن يستطعمها
جيدا فالرواية مكثفة جدا
ومتعددة الجوانب وتطلب
روح طويلة ومحبة للقراءة
رواية"قيدالفراشة"
رائعة أدبية ولاأراها رواية
عادية فهى تصلح مرجعا
ودراسة حقيقية فى
سيكولوجية العلاقة بين
الرجل والمرأة وعلاقة ذلك
بنشأة الأنثى وطريقة تربيتها
وما يترتب عليه من أخلاقياتها
ومبادئها التى قدتنهارسريعا
ان لم تكن من الأساس
بالشكل الصحيح
"قيدالفراشة"عمل جدير
بأن يكون ضمن الأعمال
المرشحة لجائزة البوكر
والمبدعة شيرين سامى
ليست أقل من الأديبات
العربيات التى رشحت أعمالهم
لتلك الجائزةلما تمتلكه
من قلم يساوى وزنه ذهبا
وأسلوب ساحرفى الكتابة
بالأضافة أن العمل يحوى
بالفعل فكرأدبى راقى
ورؤية تحليلية عميقة
وأقولها بأريحية للدكتورة
وفراشة الأدب المصرى
"شيرين سامى" حقيقة
أنحنى أمام عملك
تبجيلا واحتراما
أحسنتى فأبدعتى
فأمتعتى يادكتورة