هو ليس كتاب بالمعنى الحرفي للكتاب، بل هو رد على تساؤلات سألها الشيخ محمد بسيوني عمران إمام جاوة في ذلك الزمان للإمام رشيد رضا صاحب مجلة المنار والذي قام بدوره بتحويلها لالأمير شكيب ارسلان، فكان هذا الجهد نتيجة لتلك التساؤلات.
يلخص الامير في رده على هذه التساؤلات اسباب تردي المسلمين وتخلفهم بجمله اسباب (كتبت هذه السطور اوأئل القرن المنصرم):
ان اعظم الاسباب من وجهة نظر الإمير هي عدم بذل النفس والمال من المسلمين نصرة لقضايا الاسلام المعاصر في ذلك الوقت، عدم تبرعهم بالمال اللازم لشراء الاسلحة وامداد المجاهدين بها وعدم بذلهم أنفسهم في مقاومة المحتل والمستعمر كذلك، ومن الاسباب ايضا خيانة المسلمين لانفسهم ولاخوانهم من المجاهدين والشعوب المستضعفة، والجهل المتفشي وعدم الأخذ بوسائل العلم الدنيوي والديني لمقاومة هذا التخلف والارتقاء بين الامم كما فعلت الشعوب الاخرى، ومن اعظمها أيضاً فساد أخلاق امرائهم وحكامهم الذين رضوا بأن يكونوا مطايا للإستعمار تركب ظهورهم وتجلد ابناء شعوبهم (للآن لم يتغير شيء على هذا) وكذلك الخوف والجبن من الموت الذي اورث الذل والهوان، ومن اسبابه الجمود على القديم من موروث السلف وعدم النهوض والاجتهاد في التشريع بما يواكب هذا العصر واعتبار ان كل ما يأتي من الغرب هو رجس من عمل الشيطان حتى لو كان من العلوم الدنيوية، وكان عدم الثقة بالنفس وان المسلمين قادرين على الابداع ومخر عباب هذه العلوم من اهم الاسباب التي جعلت الغرب يتحكم في اقتصادهم وصناعتهم وزراعتهم، مما جعلهم تبعا للمستعمر ناصيتهم بيده يفعل بها ما يشاء ويسرق من ثرواتها ما يشاء.