"كان الغضب يدفعني ان اردد في دخيلتي ان لا بد من القيام بعمل سريع لمواجهة هذه الحال• ولكن من أين لنا ان نعمل، ما دامت القدمان واليدان مقيدتين بالأغلال، والفم مشدود بوثاق متين! الى من نشتكي؟ لا توجد حتى صحف معارضة مزيفة يمكن أن تنشر له على صفحاتها شكوى هادئة وليس اعتراضاً! أما اذا ذهب الى نقابة المعلمين فلن يجد فيها أحداً يصغي اليه• سيخافون منه ويعتبرون كلامه معهم او القاء التحية عليهم نوعاً من اثارة الشبهة أو الشكوك حولهم، وعليه ان يكون معتقلاً ولا يأتي اليهم ويضعهم في مثل ذلك الموقف المحرج• هل يذهب الى جمعية المؤرخين؟ لن يكون هناك فرق بينها وبين نقابة المعلمين في موقفها حياله، فكلها واجهات نقابية صافية النيات والأعمال تتصف بحسن السلوك ولا تقبل ان تسمع الشكاوي الفردية التي تعد من صغائر الأمور ولا تمثل الجسم الجماعي للفئة المنتمية اليها• انها تقوم بعقد الندوات واللقاءات الدعائية التي يظهر فيها كل متكلم ذلاقة لسانه وقدراته الخطابية وصوته الرنان الرصين وسط القاعة التي تنشغل فيها اذهان معظم الحاضرين بأفكارهم وانطباعاتهم الخاصة وتسرح خيالاتهم بعيداً عن الخطيب، أو يتطلعون الى ساعاتهم ويتململون على كراسيهم وهم ينتظرون نهاية تلك الخطب التي تقرع عباراتها آذانهم• كانوا يشعرون بالراحة عندما ينتهي الخطيب من حديثه ويصفقون له بحماسة لأنه أعتق اسماعهم وربما تنعتق اجسامهم قريباً من الجلوس في القاعة ويعودون الى الهواء الطلق الذي يمثل الحرية المفقودة ويستنشقون رائحتها، وتسري الراحة والاسترخاء فيهم"
"اشترى بدري بنطلون جينز لابنه من سوق الملابس المستعملة اللنكات، انه جديد تقريباً ومعطوب قليلاً في بقعة غير مرئية في الأعلى بين الفخذين• هناك تباع الأحذية أيضاً• انني استطيع لبس أي شيء مستعمل عدا الحذاء؛ اشعر بالقرف منه واشم فيه رائحة وعرق من كان يلبسه• الثياب يمكن غسلها واستعمال المطهرات لها أو وضعها مدة طويلة في الشمس بحيث لا تفوح منها سوى رائحة النظافة، أما الأحذية فلا"
"و زادت صعوبة الحياة بمرور الزمن، وتفاقمت المشاكل اليومية والمعاشية، بالإضافة إلى المشاكل التي جابهتها حياة في الجامعة، فقد شعرت من أنها مراقبة في حركاتها وسكناتها، وكما ذكرت في روايتها إذا الأيام أغسقت أصبح تدريب النفس على تحاشي زلات اللسان وتعلم لغة الصمت هو القاعدة، وطلبت ألا تبعث الرسائل عن طريق عنوانها في الجامعة، بعد أن فتحت رسائلها مرات عديدة من قبل مسؤول أمن الكلية لأعتبارها من المشكوك في ولائهم ولأنها غير حزبية، فكتبت أنت تعرفين أن وضعي مختلف عن الآخرين ولا يمكن مقارنتي بالآخرين وكانت في بعض الأحيان لا تستلم رسائلي•
و أحست أن ليس بامكانها الاستمرار على التدريس في هذا الجو الخانق، الكالح، والمضايقات المتواصلة، التي تعرضت لها، فقدمت طلبا باحالتها الى التقاعد، وعندما رفض طلبها، انقطعت عن الذهاب إلى الكلية، واعتبرت مستقيلة، فحرمت من أتعابها وخسرت خدمة ستة وعشرين عاماً، وذكرت في احدى رسائلها في عام 1996 كان وجودي في الجامعة أوله مسك وخاتمته مسك"
" ولكن الاحباط المتواصل الذي جابهته حياة وعانت منه، جعلها تشعر أنها في متاهة واسعة من الطرق المسدودة، فأبواب النشر والعمل والسفر موصدة أمامها، أحست بعجز غريب أمام هذه المحنة، مما أدى بها الى القنوط واليأس بدل المجابهة والتحدي اللذين كانا من سماتها• وشعرت انها ترزح تحت وطأة عبء ثقيل غير قادرة على إزاحته عن كاهلها، وهيمنت الكآبة بظلمتها على أجوائها تدريجياً حتى شلت حركتها، ولم تعد ترى بصيصاً من النور أو الأمل• أحست أنها أمام منعطف الهاوية عندما فقدت الحياة مغزاها وهدفها، ولم يبق أمامها إلا الهرب والتخلص منها وإطفاء جذوتها• فقد وصلت الى الخطوة الأخيرة في مفترق الطريق الحاسم، الفاصل بين الحياة والموت، ووجدت راحة في إنهاء مسيرة الحياة والتخلص منها"
" كنت أرى كفة الميزان دائماً تميل الى جانبي، لأن سنوات العمر تمنحها ثقلاً وقوة بعكس ما نراه في الظاهر بالنسبة للناس المسنين• كانت الأمور تنقلب عندي لا بفعل قوة الخيال... وانما بفعل الواقع الذي كان يدعم قدراتي وشغلي ويريني ان مكانتي لا تنحسر وانما تتقدم وتتعاظم لأنها مرتبطة بحمية ذهني وسعته وما ينطوي عليه من معرفة وادراك أكثر من ارتباطه بقوى جسمي التي يتسلل اليها الشيب والتجاعيد وعلامات الشيخوخة• لا شك ان التقاعد لا يناسبني، لأنه يعني تعطيل قواي الفاعلة والابتعاد عن الجو الذي يمور بالحركة والشباب والمعرفة وعن الدنيا الواسعة المتنوعة التي أحياها والتراجع الى زاوية من زواياها الضيقة التي أصبح فيها منسياً مع مرور الزمن، وهذا ما لا أرضى به فحسب، بل وأرفضه بكل ما اوتيت من قوة، ومع ذلك أقدمت عليه، اقدمت عليه باصرار وعدم احتمال لأي تراجع، وسوف أصاب بالاحباط والخيبة اذا لم يأت الجواب ايجابياً• إذن لماذا فعلت هذا ما دمت ارفضه بهذا الشكل القاطع! ألا يعد نوعاً من الحمق والتهور! ألا يبدو غريباً وغير مفهوم! كيف ارفض الشيء بقوة واريده بالقوة نفسها في آن واحد! لا بد لي من الاجابة عن تساؤلك هذا، وأن أفسر لك هذا التناقض الذي يعتمل في داخلي في هذه القصة التي أرويها لك"
إذا الأيام أغسقت
نبذة عن الرواية
عنوان الرواية هذا هو، بحدّ ذاته، رمز لمكان كان مضيئاً ثم أخذ يدب فيه الظلام. المكان: جامعة في العراق، والظلام ينتشر في بلد الحضارات ويمتد إلى موقع تدريسها. والرواية: تكثيف حياتيّ لمعاناة أستاذ في حياته الجامعية، تعبيراً عمّا يجري في دنيا الثقافة المحاصرة من جميع الجهات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2002
- 318 صفحة
- المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية إذا الأيام أغسقت
مشاركة من alatenah
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
coffee_with_khokha
رواية مختلفة جداً عما قرأت لا اعرف بماذا اصفها غير انها رائعة فـ تفاصيل حياة الاستاذ الجامعي مذهله كما روتها لنا الكاتبة والتي عاشت احداثها كونها كانت استاذه جامعية لذلك احسست وانا اقرأها بأني جزء لا يتجزأ من احداثها .
تدور الاحداث بالحرم الجامعي البغدادي من ايام عز بغداد ما قبل الحرب العراقية الايرانية الى مابعد الحصار الاقتصادي على العراق عندما يتبدل الحال بالأستاذ الجامعي بعد أن كانت له هيبته ومكانته العلمية والاجتماعية بقمة الهرم فينقلب عليه الحال بسبب الحصار الاقتصادي الذي خيم على العراق من جراء عثرات من طغى بها وبدد ثرواتها واصبح واطيها من كان يتمنى الوظيفة ولم يمتهن الا حرفه بسيطه ولايمتلك شهادة عليا هو صاحب سلطة ومال والموظف والاستاذ هو من يكافح لكي يعيش في ظل الفساد وانتشار الظلم وتبدل الحال ، فالرواية تبدأ من طلب الدكتور نعمان احالته للتقاعد بعد ان تعب من الاستسلام للظلم والاوامر الغير عادلة والغش وعدم انصافه الطلبه المحتهدين فهو لاحيلة له ان لم يطع فيعاقب اشد العقاب فرأى ان التقاعد هو الحل الانسب بالرغم من صغر سنة فعشنا معاه احداث سنة الجامعية الاخيرة بتفاصيل وذكريات مذهله الى ان تم رفض طلبه بنهاية الرواية ، تفاصيل كثيرة لا اريد ان احرقها .
.
.
.
16/12/2015
-
alatenah
يوميات قراءتي لكتاب "إذا الأيام أغسقت" لـ "حياة شرارة" :
ـ اهتديت إلى هذا الكتاب بعد قراءتي لكتاب "هكذا مرت الأيام" لـ "بلقيس شرارة" الشقيقة الكبرى لمؤلفة الكتاب "حياة شرارة"
ـ حاولت الحصول على هذا الكتاب من الأنترنت فوجدت له طبعتين: الأولى من دار المدى وهي الطبعة الأخيرة من الكتاب وسعرها أربعون ريالاً (أحد عشر دولاراً) والثانية من المؤسسة العربية للدراسات والنشر وسعرها ثلاثون ريالاً (ثماني دولارات) وهذه الأسعار لم تحسب معها أجرة الشحن، لكني عثرت على نسخة اكترونية من الكتاب في موقع "ektab" ووجدت سعر النسخة الالكترنية خمسة عشر ريالاً (أربع دولارات) فقمت بشرائه فوراً وأنا أشعر بالغبطة لأني أفضل الكتاب الالكتروني على الورقي فكيف إذا كان سعره يصل إلى نصف سعر الكتاب المطبوع؟!
ـ لا أدري هل أحمد لـ "بلقيس شرارة" عدم تعليقها على الرواية وإبداء رأيها فيها أم أنتقدها؟
ـ المقدمة التي كتبتها "بلقيس شرارة" عن أختها "حياة شرارة" كانت متميزة وثرية ومشبعة لفضول القارئ الذي يريد معرفة تفاصيل عن حياة وفكر هذه الكاتبة التي انتحرت نهاية التسعينات الميلادية في العراق أثناء الحصار الدولي الذي فرض عليه، اعتمدت "بلقيس" على الكتب المخطوطة لـ"حياة" وعلى الرسائل التي بعثتها لها ولأختها "مريم" وقد أجادت توظيفها في هذه المقدمة بحيث منحت القارئ معلومات نفيسة عن أختها ستجعله يعيش أجواء هذه الرواية التي هي ـ وإن بطريقة غير مباشرة ـ سيرة ذاتية لـ"حياة شرارة" التي انتحرت بالغاز بعد أن سبقتها ابنتها "مها" إلى ذلك بساعات أو ربما دقائق.
ـ بعد أن انتهيت من قراءة مقدمة "بلقيس" للكتاب (ثمانون صفحة) تساءلت: إذا كان الملحد الذي لا يؤمن بالغيب ولا يرجو معاداً يستطيع أن يحتمل قسوة الحياة وشطف العيش ـ وإن أفضى به ذلك ولو بعد حين إلى الانتحار ـ فإن المؤمن أولى منه بالصبر على لأواء الدنيا واحتمال المكاره التي تأتيه منها واحتساب ذلك كله عند الله أجراً ورفعة في ميزان حسناته يوم لقائه، وإني لأشفق على كل من لا يؤمن بالله وأرحمه وأرثي له لكني أعجب به وأعجب منه كيف يصبر على هذه الدنيا وهو يحيا فيها حياة مادية صرفة لا روح فيها ولا بهاء، ثم هو بعد هذا لا يرجو بعدها معاداً.
ـ بداية الرواية شيقة جداً، فقد نجحت المؤلفة في وضع القارئ في أجوائها من الأسطر الأولى.
ـ تنسب الكاتبة عبارة "الناس ولدوا أحرار" إلى "روسو" رغم أن "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه قالها قبل "روسو" بألف سنة! فهل عزَّ على الكاتبة أن تنسب هذه العبارة الشهيرة إلى قائلها وهل لخلفيتها الشيعية دور في ذلك؟ فالطفل الشيعي من نعومة أظفاره يتم تشخيص صورة "عمر بن الخطاب" في ذهنه بتشبيهات بشعة تجعله أقرب منه إلى المسخ من الإنسان، ويبدو أن من المتعذر على من تربى في هذه البيئة أن يتخلص من هذه الصورة الذهنية حتى لو تخلص من الدين ذاته.
ـ نص الكتاب لم يحظَ بمراجعة إملائية، فثمة إهمال لهمزات القطع في كثير من الكلمات، أو خطأ في رسمها، بالإضافة إلى إهمال كتابة تنوين النصب في كثير من الأسماء، ولا أدري هل الخلل من نص الكتاب الأصلي الذي طبعته "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" أم من شركة "أي كتاب" التي نشرت الكتاب اكترونياً؟
ـ "الدكتور نعمان الذي يتباهى بانضباطه يتأخر خمس دقائق عن الحصة الأولى!"
ـ اختيار الكاتبة لمفردة "الحصة" بدل "المحاضرة" له دلالة ذات معنى تكشف فيه عن حجم التغير الذي طرأ على التعليم العالي في الجامعات حيث بات "عميد الكلية" أشبه بمدير مدرسة في التعليم العام لا هم له إلا متابعة تأخر الطلاب والمعلمين عن الدخول إلى حصصهم الدراسية!
ـ هذه الرواية يمكن اعتبارها وثيقة تاريخية للحال الذي وصل إليه التعليم العالي في العراق أثناء الحصار الدولي الذي فُرض عليه بعد غزو الكويت بأساتذته وطلابه ومدخلاته ومخرجاته بل أكثر من ذلك عن حال المجتمع العراقي بمثقفيه وعوامه، إنها معاناة ممضة أفضت بهذه الأكاديمية إلى طلب التقاعد المبكر ثم إلى الانتحار.
ـ هذه الرواية جيدة لكن يبدو أن المؤلفة لم تعد تحريرها لأن فيها تناقضات يسيرة ومن ذلك أن المؤلفة تذكر أن طلاب الكلية لا يداومون في الأسبوعين الأولين من الدراسة وكانت الكلية خالية منهم لكنها في الفصل التالي مباشرة تذكر أن بطل الرواية وزميله خرجوا إلى حديقة الكلية في منتصف الأسبوع الثاني وكان فيها عدد من طلاب الكلية! ليس هذا فحسب بل إن بعضهم يذاكر! رغم أننا لا زلنا في الأسبوعين الأولين من الدراسة التي لا يشهدها أحد منهم، إن غفلة المؤلفة عن ذلك تؤكد أن نسختها المخطوطة هذه لم تراجع من قبلها ثانية، وإلا لأعادت ملاءمتها بما يتسق مع ما قررته من قبل.
ـ رغم أن رتم الرواية حزين وكئيب إلا أن فيها قدر من الفكاهة لكنها فكاهة مشوبة بحزن تورث قارئها غصة على الحال الاقتصادي المتردي الذي وصل إليه العراقيون آنذاك.
ـ تجيد الكاتبة تحليل شخصيات روايتها فهي تستبطن دواخلهم وتعبر عنها بدقة شديدة، لعل تخصصها في الأدب الروسي وروائييه العظام من أمثال دوستوفيكسي جعلها تكتسب هذه القدرة الفائقة.
ـ منحت الحكومة العراقية جميع أساتذة الجامعات في العراق سيارة مرسيدس بقيمتها الأصلية التي كانت الجمارك العراقية تضاعفها ثلاث مرات بالإضافة إلى تسهيلات أخرى!
ـ كاتبة الرواية امرأة لكن بطلها رجل! وأجد متعة في التعرف على كيف ترسم المرأة صورة المرأة في أنماطها المتعددة إنها إذ تفعل ذلك تكون بعيدة عن التحيز المزعوم الذي طالما رمي به الكاتب الرجل رغم اقتناعي بأن الصور الذهنية والقناعات الاجتماعية يشارك الرجل والمرأة في صنعها ويتشاركون أيضاً في الاقتناع بها والصدور عنها في آرائهم ووجهات نظرهم، وأن الذكورية المزعومة والتحيز المدعى فرضيات نسوية لتيار مؤدلج سياسياً مقتنع بأهمية التبشير النسوي والإقناع الفكري، ويصدر في أطروحاته وتحليلاته وفق هذه الرؤية المحدودة التي تُقزم كل شيء وتختزله في حدود ضيقة للغاية.
ـ تزعم الكاتبة ـ روائياً ـ أن الشباب كانوا مجبرين على التدريب العسكري حتى لو كانوا مصابين بأمراض القلب أو حتى بإصابات وكسور في أرجلهم، وأحسب أن هذا لون من المبالغة كان يسع الكاتبة أن تعرض عنه حتى لا تتهم بنسج التهاويل.
ـ تقول الكاتبة:"أصبحنا في السنة الرابعة من الحصار لا نذوق اللحوم الحمراء" هل نستطيع أن نستدل من ذلك على أنها كتبت روايتها في عام 1994 أو 1995 أي قبل انتحارها بعامين أو ثلاثة؟ لعلي أميل إلى أنها كتبتها بعد تقاعدها عن العمل عام 1995م لأن أحداثها تدور في الكلية التي تقاعدت منها، والكاتب عادة لا يكتب إلا بعد انتهاء تجربته.
ـ لربما لو لم تكن مؤلفة الرواية انتحرت بتلك الطريقة المأساوية أقول لربما لم أقرأها لكن تظل الرواية وثيقة تاريخية تؤرخ لحال التعليم العالي في العراق أثناء الحصار الدولي الجائر.
ـ لا أدري أحقيقي ما ترويه المؤلفة عن إلزام أساتذة الجامعات بتخفيض أوزانهم حتى لا يفقدوا جزءاً من راتبهم أم هي من مبالغات التهويل التي أرى الكاتبة قد سقطت فيها؟ وللأسف بحثت في الأنترنت فلم أجد ما يثبت ذلك أو حتى ينفيه.
ـ احتلت تفاصيل "وزن أساتذة الجامعات" صفحات عدة من الرواية! أكانت المؤلفة تسعى لزيادة عدد صفحاتها أم أنها وظفتها لخدمة فكرة أو عدة أفكار تنبئ عن الأحوال السيئة التي آل إليها أساتذة الجامعات آنذاك؟!
ـ تؤرخ هذه الرواية في جزئها الأخير لظاهرة انتشار الحجاب في المجتمع العراقي نهاية التسعينات، والكاتبة كشيوعية علمانية تنفر من ذلك وتختلق لها أسباب عدة، والطريف أن العلمانيين العرب يختلفون في التماس أسباب هذه الظاهرة كل حسب بلده، وهم يردونها إلى أسباب محلية سياسية واقتصادية، دون أن يفطنوا إلى أن انتشار الحجاب غزا كل البلاد العربية الغنية منها والفقيرة المستقرة أحوالها وغير المستقرة، إنهم يرفضون الاعتراف بأن إفلاس اليسار بكل أطيافه ووهج الدين في النفوس ساهم في عودة الحجاب من جديد تؤازره في ذلك قيم إسلامية كانت موجودة أو زاد الحرص عليها والتمسك بها.