إذا الأيام أغسقت > اقتباسات من رواية إذا الأيام أغسقت

اقتباسات من رواية إذا الأيام أغسقت

اقتباسات ومقتطفات من رواية إذا الأيام أغسقت أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.

إذا الأيام أغسقت - حياة شرارة
أبلغوني عند توفره

إذا الأيام أغسقت

تأليف (تأليف) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

  • "كان الغضب يدفعني ان اردد في دخيلتي ان لا بد من القيام بعمل سريع لمواجهة هذه الحال• ولكن من أين لنا ان نعمل، ما دامت القدمان واليدان مقيدتين بالأغلال، والفم مشدود بوثاق متين! الى من نشتكي؟ لا توجد حتى صحف معارضة مزيفة يمكن أن تنشر له على صفحاتها شكوى هادئة وليس اعتراضاً! أما اذا ذهب الى نقابة المعلمين فلن يجد فيها أحداً يصغي اليه• سيخافون منه ويعتبرون كلامه معهم او القاء التحية عليهم نوعاً من اثارة الشبهة أو الشكوك حولهم، وعليه ان يكون معتقلاً ولا يأتي اليهم ويضعهم في مثل ذلك الموقف المحرج• هل يذهب الى جمعية المؤرخين؟ لن يكون هناك فرق بينها وبين نقابة المعلمين في موقفها حياله، فكلها واجهات نقابية صافية النيات والأعمال تتصف بحسن السلوك ولا تقبل ان تسمع الشكاوي الفردية التي تعد من صغائر الأمور ولا تمثل الجسم الجماعي للفئة المنتمية اليها• انها تقوم بعقد الندوات واللقاءات الدعائية التي يظهر فيها كل متكلم ذلاقة لسانه وقدراته الخطابية وصوته الرنان الرصين وسط القاعة التي تنشغل فيها اذهان معظم الحاضرين بأفكارهم وانطباعاتهم الخاصة وتسرح خيالاتهم بعيداً عن الخطيب، أو يتطلعون الى ساعاتهم ويتململون على كراسيهم وهم ينتظرون نهاية تلك الخطب التي تقرع عباراتها آذانهم• كانوا يشعرون بالراحة عندما ينتهي الخطيب من حديثه ويصفقون له بحماسة لأنه أعتق اسماعهم وربما تنعتق اجسامهم قريباً من الجلوس في القاعة ويعودون الى الهواء الطلق الذي يمثل الحرية المفقودة ويستنشقون رائحتها، وتسري الراحة والاسترخاء فيهم"

    "اشترى بدري بنطلون جينز لابنه من سوق الملابس المستعملة اللنكات، انه جديد تقريباً ومعطوب قليلاً في بقعة غير مرئية في الأعلى بين الفخذين• هناك تباع الأحذية أيضاً• انني استطيع لبس أي شيء مستعمل عدا الحذاء؛ اشعر بالقرف منه واشم فيه رائحة وعرق من كان يلبسه• الثياب يمكن غسلها واستعمال المطهرات لها أو وضعها مدة طويلة في الشمس بحيث لا تفوح منها سوى رائحة النظافة، أما الأحذية فلا"

    "و زادت صعوبة الحياة بمرور الزمن، وتفاقمت المشاكل اليومية والمعاشية، بالإضافة إلى المشاكل التي جابهتها حياة في الجامعة، فقد شعرت من أنها مراقبة في حركاتها وسكناتها، وكما ذكرت في روايتها إذا الأيام أغسقت أصبح تدريب النفس على تحاشي زلات اللسان وتعلم لغة الصمت هو القاعدة، وطلبت ألا تبعث الرسائل عن طريق عنوانها في الجامعة، بعد أن فتحت رسائلها مرات عديدة من قبل مسؤول أمن الكلية لأعتبارها من المشكوك في ولائهم ولأنها غير حزبية، فكتبت أنت تعرفين أن وضعي مختلف عن الآخرين ولا يمكن مقارنتي بالآخرين وكانت في بعض الأحيان لا تستلم رسائلي•

    و أحست أن ليس بامكانها الاستمرار على التدريس في هذا الجو الخانق، الكالح، والمضايقات المتواصلة، التي تعرضت لها، فقدمت طلبا باحالتها الى التقاعد، وعندما رفض طلبها، انقطعت عن الذهاب إلى الكلية، واعتبرت مستقيلة، فحرمت من أتعابها وخسرت خدمة ستة وعشرين عاماً، وذكرت في احدى رسائلها في عام 1996 كان وجودي في الجامعة أوله مسك وخاتمته مسك"

    " ولكن الاحباط المتواصل الذي جابهته حياة وعانت منه، جعلها تشعر أنها في متاهة واسعة من الطرق المسدودة، فأبواب النشر والعمل والسفر موصدة أمامها، أحست بعجز غريب أمام هذه المحنة، مما أدى بها الى القنوط واليأس بدل المجابهة والتحدي اللذين كانا من سماتها• وشعرت انها ترزح تحت وطأة عبء ثقيل غير قادرة على إزاحته عن كاهلها، وهيمنت الكآبة بظلمتها على أجوائها تدريجياً حتى شلت حركتها، ولم تعد ترى بصيصاً من النور أو الأمل• أحست أنها أمام منعطف الهاوية عندما فقدت الحياة مغزاها وهدفها، ولم يبق أمامها إلا الهرب والتخلص منها وإطفاء جذوتها• فقد وصلت الى الخطوة الأخيرة في مفترق الطريق الحاسم، الفاصل بين الحياة والموت، ووجدت راحة في إنهاء مسيرة الحياة والتخلص منها"

    " كنت أرى كفة الميزان دائماً تميل الى جانبي، لأن سنوات العمر تمنحها ثقلاً وقوة بعكس ما نراه في الظاهر بالنسبة للناس المسنين• كانت الأمور تنقلب عندي لا بفعل قوة الخيال... وانما بفعل الواقع الذي كان يدعم قدراتي وشغلي ويريني ان مكانتي لا تنحسر وانما تتقدم وتتعاظم لأنها مرتبطة بحمية ذهني وسعته وما ينطوي عليه من معرفة وادراك أكثر من ارتباطه بقوى جسمي التي يتسلل اليها الشيب والتجاعيد وعلامات الشيخوخة• لا شك ان التقاعد لا يناسبني، لأنه يعني تعطيل قواي الفاعلة والابتعاد عن الجو الذي يمور بالحركة والشباب والمعرفة وعن الدنيا الواسعة المتنوعة التي أحياها والتراجع الى زاوية من زواياها الضيقة التي أصبح فيها منسياً مع مرور الزمن، وهذا ما لا أرضى به فحسب، بل وأرفضه بكل ما اوتيت من قوة، ومع ذلك أقدمت عليه، اقدمت عليه باصرار وعدم احتمال لأي تراجع، وسوف أصاب بالاحباط والخيبة اذا لم يأت الجواب ايجابياً• إذن لماذا فعلت هذا ما دمت ارفضه بهذا الشكل القاطع! ألا يعد نوعاً من الحمق والتهور! ألا يبدو غريباً وغير مفهوم! كيف ارفض الشيء بقوة واريده بالقوة نفسها في آن واحد! لا بد لي من الاجابة عن تساؤلك هذا، وأن أفسر لك هذا التناقض الذي يعتمل في داخلي في هذه القصة التي أرويها لك"

    مشاركة من alatenah
1